رساله الى مجلة ليلى الالكترونيه وجنودها


من القلم الى الالكترون

نجاة فخرى مرسي

انها رساله منى ومن قلمى الذى لا يجامل سوى فى الحق والحقيقه ، ورسالتى هذه تخاطب كتاب وقراء مجلة ليلى الالكترونيه فى بداية العام الجديد ، وتقول للقارىء العربى الكريم الذى تتبع انتاج الزميل والصديق شربل بعينى على مدى عشرات السنين الذى كان فيه يمثل الشاعر بالفصحى والعاميه نشرها فى عدة دواوين بالعربيه ترجم بعضها الى الانجليزيه ولغات أخرى ، ويمثل المخرج , وربما المنتج لمسرحيات مدرسيه , تعلم أطفال وطنه لبنان اللغة الأم ,
ثم استهل حياته الزوجيه من فتاة لبنانيه مثقفه انضمت الى نشاطه وأصدرا معا مجلة ليلى المطبوعه باللغة العربيه , التى ألقت الأضواء على الريادات والفعاليات من رجال ونساء جاليته.

لم يكتف الزميل شربل بما نظم من أشعار وألف من دواوين وما انتج وكتب على الورق بل صمم مع شريكة حياته على نشر وجدانه ووطنياته فى هذه المره فى مجلة ليلى الالكترونيه للعالم كله التى فتحت صدرها وصفحاتها للكتاب العرب قاهرة المسافات والمساحات , تجول وتصول , مع برامج كمبيوتر العصر الحالى العلمى والثقافى والحضارى محققة نوعا من الغزل الأدبى , بين كتاب الأدب العربى المقيم وكتاب الـمغتربات، وكان فى ذلك الزميل شربل كالجندى صاحب رساله وهو لا يملك من حطام دنياه سوى وظيفته التربويه , فنعم المواطن الفرد الذى عمل بمفرده حتى أواسط التسعينيات , ونعم الثنائى الذى تميز بهواية الانتاج الأدبى فى أستراليا منذ زواجهما حتى الآن .

وبمناسبة الأعياد المجيده , أتمنى على الجميع أن ينفذوا تعاليم صاحب المناسبه , ألسيد
المسيح , الذى دعى للمحبة والسلام , ونصلى الى الله , كل على طريقته , أن يعم السلام فى أوطاننا وفى العالم كله , وكل عام ومجلة ليلى وكتاب وقراء ليلى بألف خير .

من ينقذ أستراليا من حرائق الغابات



نجاة فخرى مرسي


نعلم جميعا ونتابع ونتخوف من ألسنة اللهب التى تندلع فى الغابات الأستراليه فى أشهر الصيف من كل عام والتى تسبب خسائر ماديه بالغه وتحول الأشجار الخضراء الياسقه الى اللون الأسود الفاحم ، وكثيرا ما تطال المنازل وتشرد ساكنيها , ناهيك عن قتل الطيور والحيوانات المفيده وما يسببه دخان هذه الحرائق للبيئه وصحة الانسان .
يجب ألا ننسى أن لهذه الحرائق أسبابا كثيره , منها بل وأهمها :
- الشباب الطائش غير المسؤول الذى يشعل الحرائق عن عمد بدافع التسليه لعدم وجود التربيه العائليه والاجتماعيه .
- القاء بعض المدخنين السجائر من شباك السيارات أثناء القياده دون اطفائها , خاصة فى فصل الصيف حين تجف الحشائش وأوراق الشجر وقلة الأمطار .
- كذلك بعض البيوت فى الأحراش التى كثيرا ما تتجمع حولها النفايات بسبب الاهمال وخاصة الزجاجات التى تركز أشعة الشمس مثل العدسه المكبره , فتشعل الحريق فى النفايات التى تمتد
الى الغابه.
- خروج بعض المجموعات والأسر غير المسؤوله للنزهة فى الأحراش حيث تشعل النار لعمل الشواء ( الباربكيو ) , وتنسى بعد الانتهاء وتهمل اطفاء النار قبل مغادرة المكان .
- ولا ننسى عجز بعض الحكومات فى الولايات والبلديات عن اطفاء الحرائق بسبب عدم وجود المعدات الخاصه المكلفه مثل الطوافات ( الهليوكبتر) المتخصصه فى اطفاء الحرائق بنقل مياه البحر وسكبها فوق الحرائق .

ويجب ألا ننسى أن نشكر المتطوعين لمكافحة الحرائق الذين قاموا ويقومون بالجهود الجباره دون مقابل , فى اطفاء الحرائق فى الولايات والبلديات المنكوبه .

لقد علمنا مؤخرا أن حكومة أستراليا الفدراليه قد عقدت اتفاقيه بمليارات الدولارات لشراء أسلحه حربيه من طائرات وبوارج ومعدات من كافة أنواع الأسلحه الدفاعيه للدفاع عن أستراليا , وهذا من حق أستراليا وواجب حكومتها , ولكن كنا نتمنى لو أن الحكومه الفدراليه قد خصصت فى هذه الصفقه شراء أسطول من الطوافات المتخصصه لاهدائها الى المسؤولين عن اطفاء الحرائق , كما ونود لو خصصت الحكومه التى نعلم أن هناك فائض فى ميزانيتها لدفع بعض المكافآت ولو رمزيه لأبطال اطفاء الحرائق أو حتى تأمين صحى لهم ولأسرهم .

من البديهيات أن الوقايه خير من العلاج ولذلك نطلب من الحكومه عمل برامج توعيه خاصه بدءا من المدارس والمجتمع ككل فى كافة وسائل الاعلام للوقايه من شر الحرائق وبذلك تكون المحاوله جاده لانقاذ أستراليا من حرائق الغابات ونناشد القضاء الأسترالى العادل أن يجعل العقاب رادعا للمهملين والمخربين.

من ينقذ الجالية اللبنانية في أستراليا؟


نجاة فخرى مرسي

من ينقذ الجاليه اللبنانيه فى أستراليا من بعض المحطات الاذاعيه الناطقه باللغه العربيه التى ستؤدى سياستها الى تقسيم الجاليه ولو بدون قصد؟

تفتح هذه المحطات فى كل صباح الخطوط للمستمعين لابداء آرائهم فى المواضيع السياسه الحساسه فى لبنان والتى حولها الساسه هناك بقدرة قادر الى نقاشات طائفيه, وعلى الهواء يبدأ البعض ببث سموم المذهبيه والطائفيه وعلى مسمع من القاصى والدانى , وفى بعض الأحيان يتدخل المذيع بلمحات بعضها تهكمى متحاملا على المتصل اذا لم يكن على هواه , علما بأن المذيع يجب أن يكون محايدا ، متعللا بحرية الرأى , المكفوله فى أستراليا , ولا ننكر حقه فى ابداء رأيه , ولكن ليس فى مقابله مع الجمهور فمن حقه ابداء رأيه فى افتتاحيته قبل ابتداء البرنامج.
شيئا فشيئا يتحمس الجمهور فيزيد من نبرته ويتجه برأيه متعصبا الى جانب معين من الحوار والآراء التى تتجه أحيان الى الاساءه للغير من الجانب الآخر سياسيا أو طائفيا.

ارحمونا يا ساده وارحموا أجيالنا المولوده فى أستراليا , فلا داعى لاستيراد الأمراض التى يقاسى منها لبنان
من تفرقه, وارحموا المهاجر الذىترك وطنه الذى يحبه, هربا من هذه الأوضاع بحثا عن الاستقرار وحياة أفضل.

من منا يرضى لأولاده فى الجامعه هنا أن يفعلوا ما فعله طلبة الجامعه فى بيروت حين ثاروا ونفذوا ما أملتهم
عليهم تعليمات الآباء والرؤساء , علما بأن الشباب هم مستقبل لبنان لاصلاح ما أفسده الدهر, فعلى الشباب من خريجى الجامعات أن ينادوا بالمحبه مكان الأوضاع المأساويه المتكرره , وألا ينسوا أديبنا وفيلسوفنا جبران ، الذى هرب احتجاجا على ما رآه فى وطنه حينئذ, وعاش فى بلاد غريبه ومات فيها مقهورا لأن قلمه وفلسفته لم تجدى فى مسح هذا العار .

ارحمونا وساعدونا على ابعاد أجيال الجاليه عن الوراثه الشيطانيه التى ستؤدى بهم الى الهلاك والضياع, وارحمونا كمهاجرين نعيش فى غربه على حب أوطاننا , من ذوى الآراء المتطرفه , التى تظن أن هذا النوع من الدس والتطرف لصالح وطننا الغالى لبنان , وأن تعصبهم الواضح فى برامجهم ضد الآخر ديموقراطيه أمريكيه , التى ثبت زيفها ، لأنها بالنتيجه تضر أكثر ما تنفع .

وأخيرا ارحموا لبنان يرحمكم الله , وابعدوا أطفاله فى الداخل والخارج عن سمومكم وأمراضكم, وعلموهم المحبه التى دعى اليها السيد المسيح وكل الأديان السماويه وذوى القيم الانسانيه فى هذا الكون , كل عام وأنتم بخير بمناسبة أعياد الميلاد.


ملبورن - أستراليا

من ينقذ لبنان؟


نجاة فخرى مرسى

* من ينقذ لبنان من أصدقائه فى الشرق والغرب؟
* من ينقذ لبنان من شعبه المنقسم , ولكل فريق منه أجندته الخاصه؟
* من ينقذ لبنان من قياداته ومناظراتها الكلاميه التى لا تنتهى ؟
* من ينقذ لبنان من الأيادى السوداء وعملائها التى تغتال كوادرها ؟
* من ينقذ لبنان من طوائفه ومذاهبه وانفعال ساسته ونزق شبابه ؟
* من ينقذ لبنان من مؤسساته المشلوله واقتصاده المنهار ؟
* من ينقذ لبنان من عواطف أمريكا وانجلترا وفرنسا وسفرائهم ومندوبيهم
ومن يدور فى فلكهم , ومن مكائد بعض الزعامات ؟
* من ينقذ لبنان من ديموقراطيه ومن نزق زعامات الكراسى والمصالح
الشخصيه ؟
* من ينقذ لبنان من صحافته ومن قياداته الدينيه المسّيسه؟

ومن ومن ؟ وأخيرا من ينقذ لبنان من عدوته اسرائيل وأحلامها العدائيه فى حرق أرضه, والتوسعيه وسرقة مياهه ، وتأليب العالم ضد كل من يناصر لبنان .

دعونا نصلّى , كل على طريقته , فى لبنان المقيم والمهاجر الى ألله كى ينقذ لنا لبناننا الحبيب من عبث العابثين وخبث المتآمرين, آمين .



ملبورن - أستراليا

قصيدتان عن حبيبتي بيروت


نجاة فخري مرسي

ـ1ـ

حبيبتي بيروت

كنت أَظنكِ الحسناء المدللة ...
السهلة المنال
فوجدتكِ البطلة الثَّائرة ...
النَّادرة المثال...
كنتُ أَظنكِ الصغيرة المحدودة ...
بالبحار والجبال
فاتسع صدركِ
لأَخطر أَنواع النِّبال...
كنتُ أَظنكِ، يا حبيبتي
المتعبة المر هقة
من كل ما دار على أَرضكِ من قتال...

كنتُ أَظنكِ المعفّرة بالغبار،
بالبارود، وبالأوحال...
فوجدتكِ الجميلة الفائقة الجمال...
كنتُ أَظنكِ لن تنهضي بعد هذه المعارك،
فوجدتكِ تقفين كالعملاقة
في وجه الوحش الإسرائيلي.
وقفة صيدا وصور بالماضي في وجه جيوش الإسكندر الأَكبر،
لتضيفي إلى سجل المدن اللبنانية العريقة
إسماً بطولياً آخر.

هل هي يا حبيبتي
وقفة الخلود؟
أَم أَنها الصحوة التي تسبق الموت؟
أَم أَنكِ ستبقين كما عهدتكِ ؟
بيروت ...
التي لا تُقهر ...
ولا تموت ؟

***
بيروت ... مدينة مفتوحة

ـ2ـ
"يوم الاربعاء في أول آب 1984 أُعلنت بيروت مدينة مفتوحة ... أُزيلت الحواجز ... فُتحت المعابر ... عادت بشائر الحياة للمدينة ..
وبانتظار أن يعود السلام والتعايش إلى قلب بيروت
والمحبة والتسامح إلى قلب البيروتيين
..."

بيروت ...
يا مدينتي الحزينة
يا أَحلى مدينة

سرقوا الإبتسامة عن ثغركِ
والحرية من أَرضكِ

تركوكِ ...
تأنين من عمق جراحكِ
وبحثوا عن لهوهم
في مُدن بديلة
يتسكعون ...
أَغراباً منبوذين ...
وها أَنتِ ...
تستردِّين عافيتكِ
تعودين المدينة المفتوحة
في المحيط المقفول ...

تَسْتقبلين الحياة ...
تفردين جناحكِ
تضمِّدين جراحكِ

تستقبلين ...
مَنْ تستقبلين
مِنَ العائدين
النّادمين.

لحظة اختيار


نجاة فخري مرسي

**

لحظة اختيار

يا رفيقي ...
لقد تعرَّفتُ على أُناسِكَ
ورأَيتُ بلادِكَ
فوجدتُ أُناسَكَ لُطفاءَ
وبلادكَ جميلةْ
ولكنَّهم ليسوا أُناسي ...
وليست بلادي ...
وأَنا فخورةٌ بأُناسي وأَهلي
ولن أُحاوِلَ أَن أُغيِّرَ موطني
أو أَصلي ...
أَنا واثقةٌ من أَنَّكَ
ستحزنُ على فراقي
وتذكُرُني ...
كما سأَتذكَّرُكَ
كلَّ يومٍ ؛ وكلَّ ساعةٍ ...
سأَتسرَّبُ إلى أَنفاسِكَ
لأَنني نسمةُ الحُبِّ
والحُبُّ لا يموتْ ...!
***

يد الزمان
تطاولت يدُ الزَّمانِ
فغيَّرَتْ لونَ شعري
وزهرةَ عمري
الشَّعرُ إبيضَّ لونُهُ ،
البشرةُ جفَّتْ وتجعَّدتْ ،
السَّمعُ خفَّ وبهُتَتْ فيه أصواتُ العصافيرِ،
العظامُ تآكلتْ ...
الذَّاكرةُ تعبتْ أشرطَتُها ...

والعيونُ خفَّ بريقها،
وأصبحتْ تبحثُ عن صفاءِ الرُّؤيا
بعد أَن كانت مرآةٌ للقلبِ،
وانعكاساتٌ
لجمالاتِ الوجودْ ...
***

على مسرحِ هذا الوجودُ المُرابي
الذي يُعطي الشَّبابَ والنَّضارةَ والحيويَّةَ
ثمَّ يعودُ ويستردُّ كلَّ ما أَعطى
مَعَ الفائدةِ الكُبرى...

وتستمرُّ المسرحيَّةُ
ولا يتغيَّر ُ سوى الأبطالْ.
وتتجدَّدُ الوجوهُ، ثمَّ تختفي
ليظهرَ غيرُها ...وغيرُها ... وغيرُها
ولكنَّ الحبالَ لا تنقطعْ
والمسرحيَّةَ لا تنتهي
والزَّمانَ هو المنتصرْ
والشَّيخوخةَ هي الحدُّ الفاصلُ
***

لقطات من تاريخ المرأة الغربية


نجاة فخري مرسي
* تناقل الباحثون أخبار اكتشاف الكثير من الصور المحفورة على الصخور لآلهات في القارة الأوروبية، والشرق الأدنى – تشير إلى أن المجتمعات الأولى كانت أمومية ترتكز أساساً على قيادة الأم.
- أما كيف انتقلت السيادة إلى الأب، وما تبعها من مفاهيم عن الأسرة الأبوية، والسلطة البطريركية، قد تكون نتيجة اكتشاف الرجل لقوّته البدنية في الحياة الزراعية والصيد والقتال، والحرب وغيرها من طُرق أنشطة الإنسانالبدائي (1).
دور المرأة الغربية
أما دور المرأة الغربية، فقد اقتصر بعد ذلك على تعلّم المهارات المنزلية بعيداً عن مواقع السلطة والتملّك والإدارة.

القانون الروماني

وجاء القانون الروماني، الذي تأثرت به القوانين الأوروبية والأمريكية وكذلك بعض البلاد الشرقية، لحقبة طويلة من الزمن (وما زالت رواسبه مترسّخة حتى اليوم في مختلف الممجتمعات الغربية) من حيث اعتبار الأنثى مخلوقاً ثانوياً بل وملكاً للرجل، ليس لها الحق في تملّك الأرض والمال والأولاد، ولا حق التصرّف بجسدها:
فالإنجاب، وإرضاء رغبات الزوج أمر إلزامي عليها. والكبت الجنسي مُتفق عليه إجتماعياً. وعلى الأنثى أن تتحلّى بصفات الخجل والعفة والطهارة، التي لا يُشترط بالرجل أن يتحلّى بها.

الحكم الإقطاعي
ساعد الحكم الإقطاعي في القرون الوسطى أيضاً على دعم رئاسة الرجل وتبعية المرأة، حيث كانت ملكية الأراضي خاضعة لالتزامات عسكرية، مع وجود بعض الاستثناءات، حيث بدأت المرأة الأوروبية بممارسة المهن الحرفيّة في ذلك الحين – وحيث برزت في بعض مواقع السلطة الدينية، مثل الراهبات، ورئيسات الأديرة، كما وظهرت بعض المفكِّرات والمثقّفات في روما القديمة، والصين، وخاصة في أوروبا، بعد ثورة النهضة الفرنسية.
أدّت الثورة الصناعية إلى إحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية في تركيبة، وثقافة المجتمع الأوروبي ككل، مما ولّد أجواءً ملائمة لظهور حركات نسائية ... وحركات اصلاحية أخرى.
في القرن السادس عشر بدأت المرأة الفرنسية تتحرك أدبياً وثقافياً، وانتشرت الصالونات النسائية الأدبية في المجتمعات الأرستقراطية.
وفي القرن الثامن عشر، بدأت المرأة الفرنسية في الحزب الجمهوري، المطالبة بتطبيق أهداف الحرية والمساواة. وبعدم اعتماد دستور نابليون المرتكز على أساس القانون الروماني، الذي قضى على جميع الآمال النسائية في القارة بعد صدوره.

الثورة الصناعية
ولعبت الثورة الصناعية دوراً هاماً في تغيير أنماط حياة المرأة، مما سهّل على النساء العمل في المصانع لقاء أجر مادي كخطوة أولى نحو الإستقلالية، غير أن أجر المرأة ظلّ أقلّ من أجر الرجل، وشروط العمل كانت قاسية. ومن جهة ثانية تجدّدت خيارات ثقافية للمرأة تحصرها ضمن إطار الإلتزام والإنجاب والتربية، والطاعة المطلقة للزوج، مما أوجد مناخات جدلية متناقضة. فبدأت تظهر أوائل الحركات النسائية في أوروبا في أواخر ذلك القرن.
كانت الحركات النسائية تعوزها القوة والشجاعة في القول والفعل. واعترضت الكنيسة الكاثوليكية، مسار هذا النشاط النسائي، بل عارضته بشدة، معتبرة أن الحركات النسائية تتسبّب بشكل قاطع في تدمير العائلة البطريركية.
كانت الريادة في نجاح الجمعيات التي تعني بقضايا المرأة في تحقيق مآربها، لبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1848 ، إجتمع ما يقارب (300) شخصاً في أول اجتماع لمعالجة حقوق النساء في "سينكافولز" في مدينة نيويورك، بقيادة السيدتين: أليزابيث كادي ستانتون – ولوكريتاموت كوفين، اللتين طالبتا بالمساواة مع الرجل، سيّما في حق الإنتخاب. كذلك وضع جون ستيوارت ميل المفكر والفيلسفوف البريطاني، كتابه عام 1869 المسمّى "خضوع النساء" الذي أعطى مبررات لظهور الحركات النسائية المُطالبة بحق مساواة المرأة مع الرجل في فرص العمل، وحق الإنتخاب، والتملّك، وتنوّعت الإهتمامات، وتوجّهت الأنظار نحو مسائل الطلاق، والوصاية على الأولاد.
ولم يتم تشريع حق الإنتخاب للمرأة إلاّ بعد الحرب العالمية الأولى.


التمييز المهني
كذلك في تلك الفترة لم تكن المرأة الروسية أفضل حالاً، ولم تتلق العاملات في روسية – الاتحاد السوفياتي سابقاً في بادئ الأمر أجوراً منصفة، وقلما وُجدت في المراكز والدوائر الحكومية والرسمية، بل اقتصر دور النساء على التدبيير المنزلي، وإنجاب الأولاد ورعايتهم.
ثم ما لبثت الحكومات الشيوعية أن أقلعت عن تشجيع نمط العائلة البطريركية، ودعمت المساواة بين الجنسين، بما فيها حق استعمال
وسائل منع
الحمل، خصوصاً بعد الحروب والثورات الحاصلة في روسيا عام 1917 والصين عام 1949، كما حافظت الصين على مبادئها الثورية المناصرة للمرأة، غير أن التمييز المهني ضدّها، لم ينته كلية.
أما في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فقد تزايد عدد العاملات بشكل كبير بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية من دون التخلّص من ظاهرة التمييز في الأجور، وانحصر عمل المرأة في المهن الوظيفية فقط.
وفي عام 1923 قدِّمَت مُذكرة للكونغرس الأمريكي تطالب بتقويم المساواة في الحقوق ونالت الدعم الشديد.
وفي عام 1960 تكوّنت بعثة رئيسية للأخذ بعين الإعتبار الفرص المتساوية بين الرجال والنساء.
حدّد الكونغرس أهدافها في المساواة من جهة التعليم والعمل، والحقوق القانونية، إلى أن أصدرت المحكمة العليا عام 1972 بنداً بقانون الإجهاض.
وتأسست المنظمة الدولية عام 1966، فدعمت الجماعات المنظّمة في الغرب للمطالبة بحقوق النساء مطالب عدّة مثل دعم مركز رعاية الأطفال، وتشريع الإجهاض، والبحث في مشكلات الإعتداء الجنسي، وضرب الأنثى، والتمييز بين الجنسين (1). والأخذ أيضاً بعين الإعتبار الحاجات النفسية والمادية، بعد أن تراجع الرجل عن إعالتها، وفرض عليها في أكثر الحالات، أن تعمل لتعول نفسها، حتى وان كانت أماً ومسؤولة عن الأسرة.

استخدمت المرأة الإضرابات والتظاهرات ... ولجأت إلى الكلمة كالخطب في المجتمعات، والصحافة. ثم فكّرت أن تشارك في التشريع لتمنع الظلم من مصدره. فبدأت تطالب بالحق السياسي، وحق التمثيل في البرلمان، وحق التعلّم بالطرق التي يتعلم بها الرجل، وأصبحت تؤدي العمل ذاته، وطالبت أن تدخل وظائف الدولة كالرجل، ما دام قد أُعدّا بطريقة واحدة ونالا دراسة واحدة.

تلك كانت قصة كفاح المرأة لنيل حقوقها في الغرب. ومع ذلك، فإن انجلترا أم الديموقراطية، ما زالت تُمنح المرأة فيها أجراً أقلّ من أجر الرجل في وظائف الدولة، رغم وجود نائبات في مجلس العموم. وربما وزيرات فاعلات في مجلس الوزراء. (2)
**
(1) - راجع الرومان وشرعتهم وأنظمتهم
(2) - جريدة المستقبل في بيروت في 18/5/2000 ومراجع أخرى

هذا هو الحب..

نجاة فخري مرسي
حتَّى الحبّ
متنفِّسِ القلبِ
ونافذة الوجدانِ
سَـنُّوا له القوانينَ
فَرَضوا حولهُ الحراسةَ
وضعوا عليه علاماتِ الإستفهامِ ...
مَنْ ؟
متى ؟
كيف ؟
وماذا ؟
ولماذا تُحبْ ؟
أَخضعوهُ لإرادةِ القبيلةْ،
الدِّينْ ،
الأُسرةْ ،
الجنسْ، النَّوعْ ...
المصلحةْ:
مصلحةِ الأَهلْ ؛
مصلحةِ رجالِ الدِّين ؛
مصلحةِ الجنس الأَقوى ...

ويبقى القلبُ
كلَّما نَبَضَ
ودقَّتْ نواقيسُهُ
في لحظات انجذابٍ أو حيويَّةٍ
لا يُفرِّقُ بين أبيضٍ وأسودٍ
يُكْسرُ القيود،
يثورُ على الأَعرافْ،
يتمرَّدُ على التَّقاليدْ،
يتحوَّلُ إلى شمعةٍ من نور.
لا يعرفُ الكراهيَّةَ
ولا تعاليمَ المستفيدينْ:
"هذا عدوُّكْ ؛
هذا ليس من دينِكْ ؛
هذا ليس من مُستواكْ "...
ولا تردِّدُ نبضاتُهُ الثَّائرةْ ؛
سوى أنشودةٍ واحدةٍ
لا يفهمَ سواها
أنشودةَ المحبَّةِ ... ثمَّ المحبَّةِ ... ثمَّ المحبَّةِ
وهذا هو الحُبْ ...

***

أبحث عن عمري

نجاة فخري مرسي
أبحثُ عن عمري

يا حُلميَ الجميلْ،
يا رفيقَ أَفكاري المتمرِّدَةِ
في لحظةِ ذكراكَ
أَبحَثُ عن عُمْري.
إنْ وَمضَتْ ذكراكَ مع وَمْضِ الفضاءِ
ينبَعِثُ الدِّفءُ في أَوصالي
كعصفِ الرِّياحِ.

تُذكِّرُني بأَنسامِ الرَّبيعِ
في واحاتنا الخضراءِ
تُذكِّرُني بالحدائقِ الغَنَّاءِ
بلحظاتِ الجنونِ
حيثُما كنَّا ...
وحيثُما لا نكونْ ...

***

نرجسيات

من غرائبِ الأمورِ أَن تكونَ للسَّعادةِ دموعْ ...
وأَن تكونَ للمحبَّةِ أَجنحةْ ...
وأَن يكون للقلبِ صالوناتٌ ومفاتيحْ ...
وللعيونِ النجلاءِ نظراتٌ صامتةٌ خرساءُ
تَجْعَلُكَ تسبحُ في محيطاتِ مِنَ الهناءْ ...!

***

عيد الأم
الكلُّ من حولي يحتفلُ بعيدِ الأُمْ :
الأولادُ: يحتفلونَ بأُمِّهاتهم ...
الأمُّهاتُ: تغمرُ قلوبهنَّ السَّعادةْ ...
تترقرقُ الدُّموعُ في عينيَّ
تبتَلِعُها كبريائي،
تتركُ في قلبي غصَّةً متمرِّدةْ،
لا سبيلَ إلى إخفائِها
وتبقى الأمومَةُ
هي الصَّوتُ الأَقوى
فأحتفلُ بالمناسبةِ
مع مَنْ يحتفلْ.
***

أَحلى الكلام

إنَّ أَجملَ الكلامِ وأَحلاهْ،
ذلك الذي نحسُّ بأَننا نُحبُّ
أَن نقولهُ ...
وإنَّ حلاوَة الكتابةِ،
تأتي إستجابةً لمشاعرنا
ونحنُ نخاطبُ مَنْ نُحبُّ ونشتاقْ ...
أَحسُّ الآن برغبةٍ آمرةٍ
لأَنْ أَردَّ على رسائلِكَ الرَّقيقةْ ...
أُريدُ أَن أَكتُبَ وأَكتُبَ ... وأَكتُبْ،
إلى أَن يَجفَّ مدادُ قلمي،
وتمتلئُ الصفحاتْ .
***

المرأة بين التواريخ المظلمة ومسابقات الجمال



نجاة فخري مرسي
تواريخ مُظلمة

1- نزلت الأستاذة المحامية من سيارتها أمام دار القضاء للمرافعة، تاركة سائق سيارتها بانتظارها في السيارة إلى أن تُدلي بشهادتها في موضوع خاص؛ لكنها عادت بعد قليل لتطلب من سائقها أن يدخل معها إلى قاعة المحكمة ليشهد ويُوقّع، أو "يبصم" لأن شهادة الأستاذة المحامية لم تكن كافية، وتُعتبر "نصف شهادة" لأنها "امرأة" !!! وأن شهادة السائق الجاهل تُعتبر شهادة كاملة لأنه "رجل" بمعنى أن الأفضلية في الشّهادة للجنس، وليس للكفاءة.
2- في العام 1975 مُنحت المرأة في لبنان بعض الحقوق، منها حق استخراج جواز سفرها أو تجديده، دون إذن خطّي من أولياء أمرها من الرجال. وفي عام 1985 (أي بعد عشرة أعوام) من صدور القرار السابق، ذهبت الدكتوره إلى مقر الأمن العام لتجديد جواز سفرها، لأنها مدعوّة إلى مؤتمر طبي في الخارج، فقيل لها: "يلزمك إذن خطي مِن زوجك"
أجابت: "أنا غير متزوجة".
قالوا: "مِن والدك"
قالت: "رحِمه الله"
قالوا: "مِن أخيكِ"
قالت: "أخي أصغر مني سناً"
قالوا: "لا بأس"
قالت: "ولكنه مسافر"
قالوا: "انتظري حتى يعود"
قالت: "والمؤتمر؟"
أجابوا: "لا يهم" !!!
**
اعترافات زوجة

كان والدي مُتعصّباُ كأكثر الآباء ... وكان أخي مُتطفّلاً، ومُدّعياً الرجولة كأكثر الأخوة. وكانت أمي غير متعلّمة كأكثر الأمهات. وكان مجتمعنا متخلّفاً ومتعصّباً كأكثر المجتمعات الشرقية والعربية ضد البنات. وكنت أنا مغلوبة على أمري ككل الفتيات في عصري، فحُرمت من الدراسة، وحُرمت من حرية التحرّك، وحُرمت من قرار حياتي، ومن الكيان الإقتصادي ومن المجاهرة بطموحاتي لتحقيق هذا الكيان. وحتى من كلمة "لا".
وكثيراً ما كنت أسمعهم من حولي يقولون: "إنَّ هم البنات حتى الممات". وان "البنت عالة على أهلها" و "الزوجة عالة على زوجها" أو "وما حاجة البنت للعلم" لأن مصيرها الزواج والخلفة، والبقاء في المنـزل.
وعندما زوّجوني دون أن يسألوني، وحدّدوا ثمني قبل وبعد، وعندما أصبحت أعي ما يقوله ويردده الجميع من حولي، استطعتُ أن أجزم بأن زوجي العزيز من النوع الذي يوافق على مثل هذه الآراء. وعندما أصبحت أعترض على هذه الآراء وأرفضها سرّاً كنت لا استطيع أن أناقشها علناً لشدّة اقتناعهم بها. ولكن لا بأس من أن أعترف لقلمي وأوراقي بشرح مختصر وترجمة سريعة لقناعاتي:
1- ليسمح لي زوجي، ولا شأن لي بأزواج الأُخريات، أن أقول: أن البنت لم تُخلق عالة، لكنها أصبحت عالة كما أرادوها أن تكون. وانني إذا كنت عالة على جيبه بالغذاء أو الكساء، فهو وأولادنا عالة على كاهلي، وعلى صحتي، وعلى طاقتي، وعلى تحمّلي اللاّمحدود الذي يساوي أكثر بكثير مما تساوي حساباته، وحسابات مجتمعه المادية ... فهم يتوقعون مني أن أكون تلك الآلة الصمّاء المتلقّية لاراداتهم، تُدار وتُحرَّك بناء على مطالب أنانيتهم بلا منّة ولا حدود. ثم يقولون بأنني عالة.
2- وليسمح لي زوجي وأولادي الخمسة – ولا شأن لي بأزواج وأولاد الآخرين – أن أقول، ما سبقتني إلى قوله دولة السويد، حيث اعتبرت بعد بحث وتدقيق أن وظيفة أي زوجة وأم، ومدبرة شؤون أسرة، ( بعد حرمانها من الإجازات الاسبوعية والشهرية والسنوية ... والساعات الطويلة بعد الدوام ... ومن تعويضات سن التقاعد آخر الخدمة) تساوي عشرات الوظائف، وتساوي الكثير، مما يجعل أية دولة مهما كانت غنية تعجز عن أن تفي الزوجات والأمهات حقهنَّ إلاّ بالتقدير، والاعتراف بالجميل، وربما بالتعويضات الرمزية فقط.
**
مسابقات الجمال!

جميلٌ أن يُحترم الجمال ... وجميلٌ أن يُقدّر جمال الوجوه، وجمال الخلق وجمال الطباع والأخلاق.
والأجمل أن يُقدّر كلّ جمال: جمال الرجال، وجمال النساء، وجمال الأطفال، وجمال الطيور، وجمال الزهور. لأن كلّ جمال على كوكب الأرض وربما كواكب أخرى، هو هبة من عند الله، ومن الطبيعة.
وقد أصبحنا اليوم نرى كيف تُقام الإحتفالات لإنتخاب ملكات الإناقة والجمال في أرقى الصالات، وعلى أرقى المستويات، تتبارى فيها الحسناوات وخرّيجات الجامعات بأعداد كبيرة للنجاح بهذه المباريات ولبس تاج الجمال والتمتع بالتقدير وبالهدايا والمنح والأسفار.
وشيئاً فشيئاً بدأت أصابع الحضارة تحوّل هذا التقليد نحو اعتبار الجمال شرطاً واحداً من ضمن مجموعة شروط منها: الثقافة – الشخصية – التعبير – الأناقة – والدرجة العلمية. وهذا جميل أيضاً ويبعث على الرّضا والتقدير، ما دامت الملكة ستمثل بلدها محلياً وعالمياً.
ولم يقتصر هذا التطوّر على ما سبق ذكره من شروط حضارية وانما تطوّر إلى اسلوب العرض، من عرض الوجوه الجميلة، والطاقات الأخرى إلى عرض الأجسام والسيقان في "مايوهات السباحة Two Pieces " باسلوب لا يليق بهذه الجامعية، أو تلك المثقفة التي حضرت لتفوز بتاج الجمال وتاج المسؤولية.
وفي هذه الحالة لا مفرّ من أن تُذكّرنا هذه العروض بسوق الجواري في العهود الغابرة يوم كانت تُعرض أجسام النساء في أسواق الرقيق، وفي عصور المتاجرة بالنساء للحصول على أفضل الأسعار من الخلفاء، وارسالهنَّ إلى حريم القصور.

ثلاث قصائد لنجاة فخري مرسي


أنشودة الضياع

ما هذا الفراغ ُ الذي يلفُّني ؟
والغربَةُ التي تعصرُ فؤادي ؟
والأملُ الذي تاهَ في زحمةِ الحياةْ ...
وعروقُ المحبَّةِ التي تآتكَلَتْ ...
على أَعقابِ قَدَري
وفي محرابِ غُربَتي
وفي مرآة شيخوخَتي
أُتـمْتِمُ
أُنشودَةَ الضَّياعِ ...!


أَشعُرُ بأَننِّي عصفورٌ "مهاجرٌ"
تاهَ عن سِربِهِ
وقطرَةُ ماءٍ، إتنطَرتْ من زخَّةِ مطرٍ،
ووترٌ منفردٌ، في سيمفونيَّةٍ يتيمةْ ...
أَفتقِدُ أَملاً، أَحيا لأجلِهِ.
أَراني الدَّمعَةَ الحائرةْ ...
والكلمة الثّائرهْ ...
أَراني الجوهَرةَ التي تُباعْ،
والقصيدةَ التي لا تُذاعْ،
وأَراني أُنشودَةَ الضَّياعْ ...!

***
أَيها الحبيبُ ... الحبيبْ

أَنا لا أُحِبُّكَ لأحتويكَ،
أَنا أُحِبُّكَ لأننَّي أُنفِّذُ بحبِّكَ قدري
أَخضعُ لأوامرَ عينيكْ ...
من حقِّي أَن أَخفيكَ في سويداءِ قلبي،
وليسَ من حقِّي
أَن أَدخُلَ قلبَكَ بدون إستئذانْ ...
مِنْ حقِّي أَن أَحتَضِنَ الفائضَ مِنْ سحرِكَ ...
وليسَ من حقِّي أَن أَسأَلكَ المزيدْ ...

من حقِّي أَن أَحلمَ بنظراتِكَ،
ولكن، ليسَ من حقِّي
أَن أَحتَكِرَها ...!
قُلْ يا فؤادي
لِمَنْ هذه النَّبضاتِ ؟
لِمَنْ هذه الخفقاتِ ...؟
أَليستْ منكَ إليَّ،
ومنِّي إليكَ ...؟

***
قصَّة عصفور
"لا يفهم الشَّحارير إلاَّ الشَّحاريرْ"
كان عصفوراً طليقاً .
الدُّنيا مِلكَهُ:
الفضاءُ ... والهواءُ ...
الجمالُ والأملْ ...
قرَّرَ أَن يبني له عُشّـاً
ولكنَّ العُشَّ بقيَ خالياً
تبَخَّرتْ آمالُهُ

التي تصوَّرَها بزرقةِ السَّماءْ،
وسعةِ الفضاءْ،
ضَمُرَ العصفورُ
وتغيَّرَ شكْلُهُ،
بَـهُتَ ريشُهُ،
نسيَ التغريدَ،
وملَّ التحليقْ ...
وفجأةً سمعَ من وراء حدودِ منفاه ...
صوتَ شحرورةٍ جميلة
تسيرُ مع فراخِها بلا رفيقٍ ...

تبحثُ عن صديقٍ
يُغرِّدُ بأسلوبها ...
أَجابها:
رجَّعَ الصَّدى صوتُهُ الملهوفْ ...
أَجابتهُ بلهفَةٍ مماثلةْ ...
فامتزجَ الصَّوتانِ
وتألَّفتْ منهما
أُنشودَةُ أَملٍ،
وحبٍّ كبيرْ ...!
***


لمن أوسمة البطولة ؟


نجاة فخري مرسي

في موكب مهيب ... وقفت أوزع بعض أوسمة البطولةِ من نوعٍ خاص ... (لأنني أرفضُ أن تبقى أوسمة البطولةِ وقفٌ على حملةِ السلاحِ والقنابلِ المدمرةْ ...)

- مَنَحتُ وسامَ بطولةٍ للأمومَةِ المعطاءَه
التي تُعطي الأجيالَ دون أَن تطلُبَ ممّن
حملتهم في أَحشائِها وسهَرتْ عليهم الليالي
أَن يحملوا إسمَها على الأقلْ...

- مَنَحتُ وسامَ بطولةٍ لربَّاتِ البيوتِ اللواتي يَقُمنَ بعشراتِ الوظائفِ بلا مقابلْ ... ومع ذلك يتحمَّلْنَ الإقلالَ من قدرِهِنَّ ومن إعتبارهِنَّ عالةً على الأزواجْ...

- مَنَحتُ وسامَ بطولةٍ لكلِّ ذي عاهةٍ مُزمنةٍ يعتمِدُ على نفسهِ ولا يجدُ من حقِّهِ الإعتمادَ على الآخرينْ...
- مَنَحتُ وسامَ بطولةٍ للمدرِّسِ الذي يُدرّسُ التَّربيةَ والمعرفةَ، ويُقابَلُ بقِلَّةِ التربيةْ...
- مَنَحتُ وسام بطولةٍ لشابةٍ زوَّجها أَبوها لرجلٍ بعمره فقبِلَتْ حِكمَ هذا الأَبِ الظالمُ ولم تتبرَّأ منهْ...

- مَنَحتُ وسامَ بطولةٍ للإنسان الذي يقاومُ غرائِزَهُ حفاظاً على إنسانيتَهُ...

- مَنَحتُ وسامَ بطولةٍ للجنسِ اللَّطيفِ الذي أَصبحَ ضحيَّةَ الإجرامِ والإعتداءاتِ المُشينَةِ ولم يأخذُ موقفاً من الجنسِ الآخرِ...

- وآخرُ وسامِ بطولةٍ منحتُهُ لكبارِ القلوبِ ومحبِّي الخيرِ وفاعليهْ.***

وجه المرأة المُعاصرة


نجاة فخري مرسي
كثيرا ما يجتمع الوجهان، الوجه المعاصر، والوجه المثقف، في امرأة واحدة. فالمرأة المثقفة تحب أن تعتبر أنها ثُقِّفت لأنها معاصرة، أو أنها تعصرنت لأنها مثقفة.
وهنا نرى أن الثقافة هي العامل المساعد لسلوك العصرنة وليس العكس.
أما وجه المرأة في العصر الحضاري الحديث، فهو وجه منير مفرح من جهة ومثير للأسى والأسف من جهة أخرى. إذ نرى أن المرأة بعد أن تعلّمت وشغلت الوظائف، وتبوّأت المراكز الأكاديمية والسياسية والإدارية والثقافية، بدأت تواجهها صعوبات وتحدّيات بل صراعات من نوع جديد، أوَّلُها تلك التحدّيات التي تعبّر عن إصرار الزوج وعناده في افشال المرأة والعودة بها إلى المنزل.
وبما أن المواجهة كانت سابقاً ما بين القوي المتمكّن، والضعيف المتلقّى أصبحت الآن بين قوي وقوي، مما يجعلها أكثر ضراوة، وأشدّ ضرراً على الأسرة والمجتمع.
ومن تحدّيات الرجل الجديدة ومخططاته للإستمرار في إضعاف المرأة واستغلالها إلى حدّ الضياع. ذلك العمل على إلهاء أكبر شريحة من النساء غير الواعيات إمّا بصرخات الموضة السّخيفة، وإمّا بإغرائهنّ بالأجور العالية لعرض أجسادهنّ على أغلفة المجلاّت أو في الدعايات التجارية وفي وسائل الإعلام المرئية، وهكذا تقع هذه الشريحة من النساء غير الواعيات فريسة لألاعيب الرجل المستغلّ واللاّمسؤول.
أما بالنسبة إلى الشريحة الباقية المثقفة الواعية والتي لم يعد من السهل خداعها، فقد بدأ المجتمع الرجالي ينشر دعايات عدم الثقة بكفاءتها كطبيبة، أو مهندسة، أو محامية، أو شريكة في عمل أو وظيفة أو في مكتب لتأكيد ما في تفكيره المُبرمَج.
وهذا يغريني بأن أضع الجزء الأكبر من اللوم على المرأة نفسها جاهلة كانت أم متعلّمة، وأراها تنساق وتنسى أنها أمام خصم عنيد يرفض أن يرى عصفورته الجميلة "المفيدة" تحلّق بأجنحة سليمة خارج أقفاصه المادية والمعنوية. وأنه يحاول أن يعيدها إلى حيث كانت مهما كلّفه الأمر، ليرضي غروره، ويؤكد فوقيته وسلطانه.
"حبذا لو تعمل المرأة المثقفة بالمقابل على تأكيد وعيها وثقتها بنفسها فيكتمل التكافؤ، وينعما بالصداقة، وحسن النوايا، إذا توفّرت من الجانب المغرور.
خاتمة الكلام أن المرأةلم تغب عن مسارح الحياة، ولكنّها غُيّبت.
- ثم دعونا نتذكّر معاً أنّ التي حملت يسوع وهربت به من المتربّصين بحياته إلى مصر، كانت (امرأة) وهي أمّه السيدة مريم.
- وأن أول من أنزل المسيح عن الخشبة بعد صلبه (كنّ ثلاث نساء)
- وأن السيدة خديجة كانت صاحبة الفضل في نشر الرسالة المحمدية وأنها كانت أول من أسلم بين النساء والرجال وهي (إمرأة).
- وأن الملكة "إيزابيلاّ" – ملكة أسبانيا، هي التي شاركت في تمويل رحلة كريستوفركولمبوس، التي كانت نتيجتها اكتشاف القارة الأمريكية وهي (إمرأة).
- ودعونا نتذكّر أن الكاتبة "هارييت ستو" مؤلفة رواية "كوخ العم طوم" التي كانت الشرارة في اشعال ثورة الشعب الزنجي (المستورد من أفريقيا لخدمة الإنسان الأبيض الذي استعبده لأجيال وأجيال). وأن روايتها هذه كانت الدافع الخفي وراء إصدار الرئيس الأمريكي ابراهام لنكلن قراره التاريخي لتحرير العبيد، كانت (إمرأة). وأخيراً وليس آخراً
- ودعونا نتذكّر الرائدة "سوزان أنطوني" التي لُقبت (بنابليون الحركة النسائية) التي ناضلت طيلة سنين حياتها في سبيل حقوق المرأة، ومحاربة القوانين المجحفة. وفي سبيل تخطّي العقبات والعراقيل القانونية والإجتماعية المعوّقة لتقدم المرأة منذ العام 1848 حتى تاريخ وفاتها عام 1906 وهي (إمرأة).
- ودعونا نتذكّر ماري سكولودف (مدام كوري) التي اكتشفت مادة اليورانيوم المشعّ الذي أحدث ثورة في عالم الطب، والتي نالت جائزة نوبل مرتين. وكانت بذلك المخلوق الوحيد بين الرجال والنساء الذي ينال الجائزة مرتين، وكانت "إمرأة".

مع ذلك فهو إنسان

نجاة فخري مرسي
**

شعور دخيل

كُلَّما جَلسْتُ لأكتُبَ إليكَ رسالةً
أَشْعُرُ بأَننِّي أَكتبُها تحتَ التَّهديدْ ...
فتتبَخَّرُ الأفكارُ من رأسي، وتبقى الأشواقُ ...
بانتظارِ مبررٍ لهذا الشعورِ الدَّخيلْ ...

قد لا يفهمُ الإنسانُ مشاعرَهُ أَحياناً
ولا يعرفُ كيف يُفلسِفُها .
لا أَظنَّني بحاجةٍ لأن أَشرحَ لكْ ...

معزَّتكَ في قلبي ... تمنَحُني أَحاسيس جديدة ...
تتكلَّمُ بلغةٍ أُحبُّها ولكننِّي لا أَفهمُها ...
**

هذا الإنسان

صدقُهُ: مرآةٌ للحقيقةْ،
كذبُهُ: من طباع الثَّعالبْ،
رضاهُ: من مدِّ الأمواجْ،
غضبُهُ: من جَزْرِها ...
تُراهُ في البيانْ: أُنشودَةً نادرةً،
في العطاءْ: مدرسةً كاملةً،
في الجهلْ: أَداة بلبلة وتخريبٍ ...

ومع ذلكَ فَهْوَ إنسانٌ ..!

***

وجوه المرأة



نجاة فخري مرسي
وللمرأة وجوه ووجوه، هي أكثر من أن تُحدّد معالمها من امرأة إلى امرأة أخرى، ومن عالم إلى آخر. وأرى أن الكلام عن هذه الوجوه واختلافاتها، أمر شاق ومُتشعّب، قد يزيد عن قدرة هذه الصفحات على استيعابه، والأمثلة كثيرة:-
- في الهند مثلاً، كانت، وربما ما زالت تُحرق المرأة حيّة مع جثة زوجها المتوفَّى.
- في عصور الجاهلية عند العرب الرّحّل كان الآباء يدفنون الأنثى فور ولادتها ... أو يئدونها ... أو يعملون على تجويعها حتى الموت.
- في أوروبا في عصور الظلام، كانوا يلبسونها "حزام العفّة" عندما يغيب زوجها.
- في زمن الفراعنة كانت الأنثى تخضع لعملية "الختان" التي تهدف إلى حرمانها جزءً كبيراً من مشاعرها الجسدية التي منحها لها الله كباقي مخلوقاته. وما زالت بعض المجتمعات الأفريقية، وغيرها من المجتمعات المتخلّفة تمارس عملية ختان الفتيات، حتى يومنا هذا.
- كذلك في مصر، وإلى عهد غير بعيد، إعتادت مصر أن تُهدي النيل عندما يفيض كل عام فتاة شابة ليبتلعها اليم إسمها "عروس النيل"
- في غزوات القرصنة في انجلترا بالذات، كانت النساء من ضمن المغانم التي يتقاسمها القراصنة الغزاة.
- في الحروب الكونية، العالمية، أو الأقليمية في الشرق أو في الغرب، قديمها وحديثها كانت الجيوش العدوّة المحاربة والمُتحاربة، تعتدي على النساء كخطة دنيئة من مخطّطات إذلال العدو من الطرفين.
- وفي بعض البلاد – كانت المرأة تُغتصب جنسياً قبل تنفيذ حكم الإعدام.
أما وجه المرأة الحقيقي فهو ما زال غائباً ومُغيّباً، وصُور ضعفها تظهر وتختفي حسبما تسمح الظروف البيئية والمذهبية والسَّلفية.
وللخروج من هذا النّفق المظلم، الذي عاشت فيه المرأة في كل العصور، وأكثر المجتمعات، التي فرضت عليها الجهل بحرمانها من التعلّم لتكتمل حلقات استعبادها والوصاية عليها وعلى حقوقها وأموالها، وفُرض عليها أن تحمل أسماء الذكور ولا اسم لها: تحمل اسم والدها، واسم زوجها، واسم ابنها البكر أو حتى الطفل ولا اسم لها.
ومن الوجوه العجيبة التي رسموها باتقان وألبسوا تداعياتها للمرأة في بعض الكتب الدينية (1) في اسطورة "تفاحة حواء" وما أفرزته من أحكام الخطيئة الأبدية، والعقوبات الأزلية فتوارثتها الأجيال والمجتمعات البشرية المتحجّرة، ولم يجرؤ إنسان الأمس ولا إنسان اليوم على مناقشتها أو التحرر من تأثيرها – حتى الضحية نفسها، قد صدّقتها ورددتها.
وبذلك تكون المرأة قد سُجنت بأقفاص من الخوف والجهل والضعف (وغسيل الدماغ) وأصبحت كالعصفور الجميل، وهو يرى أمامه الأشجار والحدائق والآفاق الواسعة، يتمتّع بها غيره، وهو محروم من حقّه بها ولا يعلم، لماذا تمّ سجنُه!
والغريب أن العلماء والفلاسفة، وحتى العباقرة في القرون الغابرة كانوا يتوارثون سياسة العداء للمرأة، ثم يورثونها لمن بعدهم، ومن بعدهم يورثونها لمن بعدهم، وهلم جرا على مبدأ "وتمثّلوا إن لم تكونوا مثلهم، إن التمثُّل بالكبار فلاح".
**
(1) في "العهد القديم" والتعاليم الإسرائيلية

شدها إلى قلبه، وشدته إلى قلبها



نجاة فخري مرسي
**
سأَلتْهُ: قُلْ لي بربِّكَ
هل رأيتَ أَجمَلَ منِّي ؟
أَجابها: نعم ... رأيتُ ...
- إذن ما الذي شدَّكَ إليَّ ؟
* سحرُ روحَكِ ...
- وهل سحرُ روحي يَلْغي جمالي ؟
* الجمالُ موجودٌ في كلِّ زمانٍ
ومكان ...
والسحْرُ والجمالُ توأَمانِ
يجب أَلاَّ يفتَرقانِ ...
وأَنتِ عندَكِ مِنَ الإثنينِ
ما يكفيني
ويجعلُني ذلكَ المُتَيَّم
الذي يُقدِّمُ لكِ الحُبَّ بلا حدودْ .
- وهل تَغار ْ ؟
* طبعاً ...
وأَحياناً لا أَلومُ المُحبَّ الأناني
الذي يخفي حبيبَهُ عَنِ العيونْ ...
- وهل تُفكِّرُ أَنْ تخفيني
* أَنا أَكرَهُ الأنانيَّة ...

يكفيني أَنْ أَخفيكِ في قلبي،
وأَترُكَ في يدِكِ مفتاحَهُ،
فإنْ سَعِدتِ بسكناهْ،
فهذا هو الحب ...!
وإنْ مَللتِ،
فما فائدتي من تحويل قلبي
إلى سجنٍ للعصافيرْ ...

- أَنا قرَّرتُ أَن أَسكُنَ قلبَكَ
وأَرمي مفتاحَهُ في البحرِ ...

* وأَنا قرَّرتُ
أَنْ أُقدِّمَ قلبي هديَّةً لساكنتهْ ...
- صِفني ...
* أَنتِ حبيبتي
- حتَّى وصفُكِ لي "بالقطَّارةِ" ؟
* هذه "القطَّارةِ" هي السَّدُّ المنيعْ
الذي يَقفُ في وجهِ طوفانِ عواطفي
ويحافظُ على مخزونها ...
- أَنا مصِرَّةٌ ...
- أُريدُكَ أَنْ تصِفْني بتبسُّطِ ...

* أَبدأُ بشفتكِ السُّفلى ...
- وماذا عن شفتي السُّفلى ؟
تُنـزلُ الفارسَ عن جوادِهْ ...
- هل إذا رآها ؟ أَم إذا لمَسها ؟
* إذا لمَسَها أَقتُلهُ .

وشَدَّها إلى قلبِهْ ... وشدَّتَهُ إلى قلبها ...
وغَلَبْهما النُّعاسْ ...!
وكلٌّ منهما يحلَمْ :
بأَنْ يُبْقى الزَّمنْ سعادتهُما ...؟
***


وجوه الرجل


نجاة فخري مرسي
للرجل وجوه عديدة، كما للمرأة، كما لكل مخلوق، في كل زمان وفي كل مكان. أبرزها وأهمها قدرته على الإبداع في مجالات التنمية، ببناء المدن والأبراج والطرق والجسور والفنون المعمارية كلها. كذلك في بناء السفن والطائرات وكذلك في أمور التكنولوجيا على أنواعها، بل في كل ما يدرّ عليه الأرباح المادية.
هذا في الميادين الإيجابية والمفيدة. أما في الميادين السلبية والضارّة فهو يتمتع بنفس القدر والقدرة، فهو ينتج أسلحة الدمار الشامل ثم يوقد الحروب ليسوّقها، مما يتسبّب في حرق الحضارات التي بناها كل عدّة عقود من الزمن أو عدة قرون.
ومن وجوه الرجل الغريبة المتقاربة أنه هو الذي يقتل، ويشنق، ويُعذّب ويُدمّر. وهو نفسه الذي يؤسس مؤسسات رعاية الأيتام والمعاقين، والمكاتب التي تعني بحقوق الإنسان.
وهذا الرجل هو نفسه، الذي يسلب الشعوب حرّياتها ومقدّراتها ويستعبدها بيد، ثم يعود ويقدم للفقراء منها المنح والمساعدات المادية باليد الأخرى.
من الصعب التصديق بأنه نفس الإنسان في مجالات الخير والشرّ !! فما معنى هذا؟ هل هو يعني وجود فوارق بين رجل ورجل؟ أم أنها إزدواجية بفارق الشخصية أو التربية والبيئة؟ أم أنه يشير إلى أن للرجل أكثر من شخصية تَطغى إحداها على الأخرى، حسب الظروف، التي منها المطامع ومنها القناعة؟ وأكثر ما يهمنا في هذا المجال هو: وجه الرجل مع المرأة. ولنقرأ بعضها:-
"أجريت في أمريكا بحوث عدّة حول حقوق المرأة المعاصرة، ومواقف الرجال والقانون، والمجتمع منها، وكانت أكثر النتائج تشير إلى أن سلبية الرجل هي السبب في ضياع هذه الحقوق وتجاهلها ... وأن نظرته الرجعيّة أحياناً، لا تتناسب مع عصره، أو مع سياسة حقوق الإنسان السائدة في القرن العشرين. وقال أحد الباحثين (الذي سقط اسمه سهواً في المقال) ما يلي:
1- مشكلة الرجل في أنه يُحب أن يرى زوجته تابعة وضعيفة، ولا بدّ من أن تخضع لإرادته القوية، بالقدر الذي يُرضي غروره. وأن أية محاولة من جانبها لمناقشة هذا الوضع، يعتبرها عصياناً، وخروجاً على قوانينه الخاصة التي عشّشت في عقله الباطن منذ أقدم العصور، فأصبحت جزءاً من طبيعته وأسلوب تفكيره، ومشكلة الرجل أنه عمل دائباً على تجهيل المرأة وإضعافها ومصادرة قرارها ثمّ انطلق يُعرّض بجهلها وضعفها. والحقيقة هي أنه:-
- لا يوجد رجل في الألف يرضى أن يُعطي المرأة حقوقها طوع إرادته ...
- ولا يوجد رجل في الألف يرضى أن تقول له المرأة كلمة (لا) حتى في مخدع الزوجية ...
- ولا يوجد رجل في الألف يحب امرأة لذاتها، بل يكون حبه لها نابعاً من حبه لنفسه ...
- ولا يوجد رجل في الألف يعترف أن تفوّقه في الإنتاج الفكري ناتج عن عامل التركيز الذي توفره له المرأة، أماً كانت أم أختاً أو زوجة ...
- كذلك لا يوجد رجل في المليون يرضى أن يقوم بأي عمل مهما كان نوعه أو حجمه دون مقابل أو أجر."
* ومع ذلك يريد أن تعمل المرأة دائماً في كنفه كأم وزوجة وربة أسرة بدون أجر. وأن تبقى موظفة في مصانعه ومكاتبه بنصف أجر.
والأهم أنه يغضب ويُناصبها العداء كلما حاولت أن تُطالب ببعض حقوقها الطبيعية في حرية الرأي أو الحقوق السياسية والإقتصادية.
ومن الأمثلة على سلوكيات الرجل في حب السيطرة، أن بعض الرجال، إن لم يكونوا كلهم، لا يجد غرابة في أن يمسك بزمام ثروته وميزانيته ثم يعطي من يشاء، ويحرم كيفما يشاء, ولكنه يقيم الدنيا ويقعدها إذا حاولت المرأة أن تمسك بزمام ثروتها الموروثة أو دخلها من عملها بنفس الطريقة، ويعتبر ذلك مخالفاً لاشتراكية الأسرة.
كذلك يعمل كل رجل في العالم، في أوقات العمل، ويعود في آخر النهار إلى منزله ليستريح. ويعمل في أيام الأسبوع، ويعود في آخر الأسبوع إلى منزله ليستريح.
ويعمل في أشهر العام، ويعود في آخرها ليتمتع بأجازة طويلة. ولا يرى أن من حق زوجته أم أولاده إستراحة مماثلة في آخر النهار، أو في آخر الأسبوع، أو في آخر العام، أو حتى في آخر العمر.
وأنا هنا لا أدعو صديقنا الرجل إلى أن يقدّر من لا تستحق التقدير من النساء وأن لا يلهيه غروره عمن تستحق هذا التقدير.
ولكن كل ما يجب قوله في هذا المقام هو أن لا يُعمم العداء والتمييز على مجمل النساء، بحيث يشمل تعميمه المثقفات، والأمهات والمتفوقات.
كما أنه لا بدّ لي أيضاً من التفريق بين رجل ورجل آخر، لأن رجل الهند ليس كرجل اليابان، ورجل فرنسا اليوم ليس كنابليون الأمس ... ورجل الشرق ليس كرجل الغرب. وإن تكن ملامح السلوك والحفاظ على السلوك الذي يوحي بالفوقية عندهم جميعهم واحداً. وتعصّبهم ضدّ انطلاقة المرأة محسوب ومُرسَّخ في عقولهم الباطنة ... (وهذا التحسّب المتخوّف قد عبّر عنه الفيلسوف "فرويد" عندما اعترف وأقرَّ بأن الرجل يخاف المرأة).
ولكن، كيف يخاف الرجل، صاحب العضلات من المرأة التي تقلّ قوّتها الجسدية عن قوّته الجسدية بحوالي الثلث (أي 30 ٪)؟
والإجابة البديهية تعني الخوف من قدرتها الفكرية والجنسية، ومن كونها المنافس الوحيد له، إذا تمكنت من استعمال قدراتها الذهنية مع ما تتمتع به من صبر واجتهاد، وقدرة على التحمّل والمثابرة، ونظافة الكف، والفراسة. قد يؤثر هذا على حساباته المادية.
وإنّ أكثر ما يخيف الرجل من المرأة ربما تأثيرها الأنثوي عليه.
***

سامحك الله.. يا أغلى الناس


نجاة فخري مرسي
**
عتاب

تقولُ لي:
أَنتِ قاسيةٌ
أَقولُ لكَ:
أَنَّ قسوتَكَ هي السبَبُ ...
يُلوِّحُ كِلانا بالقسوةِ
على الرَّغمِ مما نُحسَّهُ
مِنْ شوقٍ وحنينْ ...
سامَحَكَ اللهُ
يا أَغلى النَّاس ...!
***

من وحي الإستجمام

عجباً لذلكَ الشاطئ الذَّهبي
تُوشْوِشُكَ مياهُهُ ...
تُشِدُّكَ آفاقُهُ ...
تَستَفِزُّ أَفكارَكَ
وكأَنَّها تُحَدِّثكَ عن
حكاياتِ عشقٍ أَزليَّة ...
تذهبُ بكَ بعيداً
في رِحلةِ بحثٍ عَنِ المجهولْ ...!

- 2 -
عَجباً لتلكَ الأمواج
يتَكَسَّرُ غَضَبُها على صخورِكَ ورمالِكَ
ثمَّ تنحسرُ رقيقةً على قدميك
لتعودَ مزمجرةً من جديدْ ...
ما سِرُّها ...؟
وماذا وراؤها ...؟

***

أحرقوكِ حيّة.. بعد أن باعوكِ

نجاة فخري مرسي

لأنكِ ريحانة الكون ...
لأنكِ أيقونة المجتمع ...
لأنكِ تجسيد للجمال ...
ولأنكِ ينبوع الحنان ...
ولأنكِ حمامة السّلام.
*
الريحانة قطفوها ...
الأيقونة باعوها ...
الجمال اشتروه ...
الينبوع لوّثوه ...
والسّلام أنهكوه.
*
لأنكِ فينيس ...
لأنكِ عشتروت ...
لأنكِ نفرتيتي ...
لأنكِ بلقيس ...
لأنكِ سميراميس ...
لأنكِ كليوبتره ...
لأنكِ زنوبيا ...
ولأنكِ عشتار.
*
الجمال عبدوه ...
الحكمة رفضوها ...
التاريخ زوّروه ...
والقرارات أنكروها.
لأنكِ هدى شعراوي ...
وابتهاج قدورة ...
وسيزا نيراوي.
أوقفوكِ على أبواب البرلمانات العربية ممنوعة من الدخول.
*
لأنكِ أم المسيح ...
ولأنكِ زوجة الرسول ...
لأنكِ أم المؤمنين ...
ولأنكِ رابعة العدوية ...
أوقفوكِ على أبواب المساجد والكنائس ممنوعة من الوعظ والإرشاد الديني،
واستأثروا بالشؤون الدينية نيابة عنكِ.
*
لأنكِ جان دارك فرنسا
لأنكِ جميلة أبو حيرد الجزائر ...
لأنكِ ليلى خالدي فلسطين ...
ولأنكِ سناء محيدلي لبنان الجنوبي ....
أبعدوكِ عن القيادات العسكرية،
وعن المحافل الدولية،
وعن المعاجم البطولية ...
وأحرقوكِ حيَّةً بعد أن باعوكِ.

عندما أَحْبَبْتُ


نجاة فخري مرسي

وَجَدْتُني
في صِراعٍ مَعْ قلبي الذي حَسِبْتُهُ
شابَ وزَهِدَ وتَباعَدَتْ نَبَضاتِهِ ...
في صراعٍ مع أفكاري
التي حَسَبتُها عاجزةً عَنِ التَّحْليقِ
في عالمِ الخيالِ والاَّموضوعية ...
في صراعٍ مع واقعيَّتي
التي عَهَدْتُها لا تَعتَرفُ
بشفافيَّةِ الخيال ...

في صراعٍ مَع الحُبِّ
الذي أَعتَقدتَهُ نزوةً سرِّيـَّـةً
لغرائِزِ الجسَدِ الحياتيَّة ...
وعندما أَحبَبتُ .
وجدتُ المحبَّةَ أَجملُ من زقزقةِ العصافيرِ
وأَعذبُ من إنسامِ الرَّبيعِ ...
وأَنَّ القلبَ قد تحوَّلَ إلى نبضاتٍ سحريَّةٍ لا تَهدأ ...
وأَنَّ الأفكارَ قد أَصبَحتْ ذات أَجنحةٍ
محلَّقَةٍ في عالمٍ جديدٍ .
وأَنَّ الواقعيَّةَ قد تبخَّرَتْ تحتَ ضغطِ
اللاَّواقعيَّة .
***
وجَدتُ المحبَّةَ، هِبَةً إلهيَّةْ ...
تراويحَ صباحْ ...
أُنشودَةَ عمرٍ ...
ينابيعَ مشاعرَ فيروزيَّةْ .
أَنفاسُهُ، قُربُهُ،
الدفءُ في ليالي الشِّتاءْ ...
نَفحاتُهُ ...
هَمساتُهُ ... الجوابُ الأخيرُ
للعلمانيَّةِ
والواقعيَّةِ
والأفلاطونيَّةْ ...

***

عصر الجواري


نجاة فخري مرسي
في عصور الجاهلية، كما هو معروف، كانت الأنثى، تُوأَدْ، أو تُجوّعْ حتى الموت وكانت النساء تُسبى في غزوات القبائل المتحاربة، كَمَغْنَمٍ مع القطيع والجمال. وكان للأب الحق أن يَحْرِمْ إبنته من الإرث، ومن الزواج بمن تشاء. وأن يرغمها على كل ما يشاء.
من تفاصيل هذه المتاجرة أن السماسرة وتجّار الرقيق كانوا يعدّون الفتيات بأفضل طريقة تدرّ عليهم أفضل الأسعار. ثمّ يبدأون بعرضهنّ بطريقة (على أنَّا على دوّا) بنفس الأساليب التي تُباع بها المواشي في الأسواق.
راجت هذه التجارة وازدهرت، وتحوّلت أعداد كبيرة وغفيرة من فتيات الأمّة إلى "جوارٍ" في قصور الخلفاء والحكام والوزراء، وأصبحت المرأة تُباع وتُشترى لمن يدفع أكثر، وكثيراً ما تتهاداهنّ القصور، كما تتهادى المجتمعات الحديثة اليوم الهدايا التذكارية، أو باقات الزهور أو بطاقات الأعياد والمناسبات.
"جارية الخليفة لها سعر ... وجارية الوزير لها سعر" ... والجميلة والأجمل والأقل جمالاً في سوق تجّار الرقيق. والوسطاء يلبّون طلبات القصور والحكّام, و "السلعة" ليس لها في مصيرها رأي، أو في ثمنها رأي، أو لمن تُباع، وفي أي "حريم" ستستقرّ، سوى أن يكون هذا "الحريم" سيرحمها ويحميها.
بقيت نساء الأمّة تُباع وتُشرى، وبقي حكامها وخُلفاؤُها يتمثلون بملوك إسرائيل، وأباطرة الرومان، إلى أن امتلأت القصور بالجواري والإماء والخصيان. وبقيت هذه الفوضى الجنسية العارمة عند الخلفاء وأطراف الحكم، تعيش جنباً إلى جنب مع الفوضى السياسية والأطماع الشخصية التي كثيراً ما أساءت إلى العهد، وما تلاه من عهود.
جعل هذا المرأة العربية في ذلك العهد تفقد احترامها لنفسها وبدأت كل جارية تتبارى مع غيرها من الجواري لكسب المعركة المصيرية إن في الغواية أو في الإغراء ... أو في التذاكي والدّهاء. فظهرت بينهنّ راقصات وناقرات على العود ومغنّيات ... وأحياناً شواعر غزل وتغزّل. ومنهنّ من تمكنت من المشاركة في تصريف أمور الخلافة أو الوزارة، ومنهنّ من خطّطت لتدمير مالكها. لمصلحة مالك آخر.
وتقول بعض المراجع التاريخية المتعلّقة بهذا الموضوع (1) أن الجارية "الخيزران" قد عملت على قتل "الهادي" وإيصال "الرشيد" إلى الخلافة.

الخلل الكبير.. بين الرجل والمرأة


نجاة فخري مرسي
- كثيراً ما يذهب الرجل من الأثرياء والوجهاء وأصحاب النفوذ في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى أمريكا وأوروبا، ويصرف آلاف الدولارات على النساء، وعلى الطاولات الخضراء وعلى كل ما يُسعد غرائزه.
وعندما يعود وتطلب منه زوجته بعض حقوقها في تنشّق أنسام الحرية برفقته على الأقل، يدّعي التقوى، وحماية الإسلام والخوف من الله.
- وكثيراً ما يُوصي الأب في بعض الطوائف، بكامل ثروته لأولاده الذكور ويحرم بناته الأناث، ثمّ يدّعي الخوف على مُستقبلهنّ إذا تأخَّرنَ في الزواج، أو إذا تزوجت إحداهنَّ وترمّلت أو طُلِّقت.
- وكثيراً ما تُجَهَّل الأناث في عالمنا الثالث، ويُعطى العلم للذكور فقط ويتناسى عالمنا بأن كل فتاة ستصبح أمّاً، وأن الأم هي المدرسة الأولى لأولادها، وإن ما تُعلِّمه الأم من مبادئ أساسية لأصول السلوك والأخلاق، وتحمّل المسؤولية، لا تُعلِّمه المدارس ولا المعاهد ولا حتى الجامعات. (وفاقد الشئ لا يعطيه).
- والأكثر غرابة من هذا وذاك ظاهرة تعدد الزوجات، وظاهرة الإنجاب بلا ضوابط في البلاد والمجتمعات الفقيرة.
- أما في المجتمعات الأكثر وعياً، كالبلاد الصناعية، فالأمر فيها يختلف، فهي تُحدّد نسلها، وتوفِّر لأولادها العلم والحياة السعيدة، ولبلادها الرخاء والإزدهار.
وبذلك تمكّن الإنسان الغربي، الذي يَعتبر نفسه "العالم الأول" من صفاء، الفكر، ومن زَرْع سفنه في الفضاء ... ومن انتاج التكنولوجيا، عصب العصر فغزي بها العالم، وأصبحت من ضروريات الحياة في المصارف وفي الجامعات وفي كافة مناحي الحياة المنتجة للأموال الطائلة، والمفيدة للمرافق العامة. فمكّنه هذا أيضاً من القضاء على أكثر مظاهر البؤس الذي تعاني منه مجتمعاتنا التي أُدرجت على قائمة "العالم الثالث".
وإلى جانب ما كوّنته المجتمعات الواعية، من جمعيات حقوق الإنسان والرفق بالحيوان، ومحافظة جماعية على نظافة البيئة، فقد أكّدت وعيها في القوانين الإجتماعية التي تحفظ كرامة المواطن وتؤمِّن له الحدّ الأدنى من الضمان الإجتماعي الذي يساعده ويساعد المُسن، والمريض، والمُعاق، على الإستمرار بكرامة. ولكن، مع كل ما وصلت إليه هذه المجتمعات من تقدم فإنسانها لم يتمكن من إنصاف المرأة وإزالة بعض الرواسب الإجتماعية ضدّ المرأة منها الآتي:
1 - أن راتب المرأة أحياناً ما زال ثلاثة أرباع راتب الرجل.
2 - أنها ما زالت تنظر إلى حمل المرأة وولادتها على أنها أمور تخصّها هي ولا تخصّ المجتمع أو أصحاب العمل، أو الحكومات.
3- وأمور أخرى مثل التحرّش بجسدها في المكاتب والوظائف.

ثلاث قصائد اغترابية


القريب البعيد

أَبداً أَنتَ هُنا
فوقَ متاهاتِ حياتي
فوقَ إصراري على البُعْدِ ...
وفوقَ الذكرياتِ ...

في دمي ...
في عمقِ أَعماقي ...
بأَطيافِ سُباتي

وَطَني ...
يا أَجْمَلَ الأوطانِ والبُلْدانِ ...


أَنتَ ذاتي ...
يا سَماءٌ أَسْكَرَتْ بالعُطرِ ذاتي ...

يا خيالي البـِكْرِ ...
يا واحَةَ الأزهارِ ! والأطيارِ
يا حُلْوُ النَّسَماتِ

يا ربيعَ النَّفْسِ والوجدانِ
يا شمسي
ويا أَحلى صِفاتي

سَوفَ أَشْدو فيكَ ما أَحيا
وأَفديكَ بروحي ... وعيوني ... وحياتي .
***

لسعة الألم

إنَّ أَجْمَلَ ما في الحياةِ يا حبيبي
هو أَنَّها حُلمٌ ويَقْظَة.ٌ
حُلمٌ
عندما نُريدُ أَنْ نَحْلَمَ،
ويَقْظَةٌ
عندما تُوقِظُنا لَسْعَةُ الألَمِ ...!

***

أحلامُ الرَّبيع
"مِنْ أُمٍّ إلى إبنتِها الحسناء"


يا حُوريَّتي الحَسْناء
يا أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ
وأَغْلى مِنَ التِّبْرِ ...
وأَعَزَّ مِنَ الرُّوحِ
يا سَعادتي النَّادِرة
يا مَنْ أَعادَ حُبُّكِ إلى القلبِ نبضاتِه
وإلى الحياةِ رونَقَها ...


وإلى النَّفسِ ثِقَتَها بخالِقِها ...
وإلى الأفكارِ قيمَتَها وحيَويَّتها .
لولا حُبُّكِ لَما تَفَتَّحَتِ البراعِمُ،
ولا اخضَرَّتِ المروجُ،
ولا تجَدْدَّت أزهارُ الأمَلِ ...
وأحلامُ الرَّبيع.
أَنتِ بديلُ الشَّبابِ ورونَقُ الحياةِ .
أَنتِ اليَدُ التي امتَدَّتْ
لتُوزِّعَ النُّورَ وتَنْشُرَ القناعَةَ والرِّضا،
والشَّمْعَةُ التي تَضيءُ الظَّلامَ .


دَعيني أُحَدِّثُكِ يا غاليتي
عن السَّعادَةِ التي تَدَفَّقَتْ،
وعَنْ مناهِلِ الأمَلِ وينابيعِ الغُبْطَةِ ...
دَعيني أُحَدِّثُكِ
كيفَ أَصْبَحَ للحياةِ معنىً
وللأفكارِ مغزىً
وللقلبِ هُويَّةً
وكيفَ أصْبَحْتِ يا بنفسَجَتي
المعنى ... والمغزى ... والهُويَّةْ .

***
نجاة فخري مرسي

السيرة الذاتية


نجاة فخري مرسي
- مولودة في الزرارية - قضاء صيدا – لبنان الجنوبي
- تخصص:
- صحافة ... تنمية إجتماعية ... وتجارة بالمراسلة.
- عملت دورة تدريبية على العمل الصحافي في مؤسسة"دار الهلال" بمصر.
- كتبت العديد من الأبحاث الأجتماعية وراسلت صحف عربية في لبنان والخارج.
- هاجرت مع زوجها الدكتور أنيس مرسي شعلان إلى أستراليا عام 1969
- عملت في أستراليا مع الصحافة العربية كمراسلة ومسؤولة برامج في جريدتي التلغراف والنهار.
- إجتماعياً:
- كانت من مؤسـسات جمعية "رابطة المرأة العربية" في ولاية فيكتوريا 1975
- 1986 أسـست أول فرع عالمي لجمعية "تضامن المرأة العربية" وانتخبت رئيسة لها.
- حازت على ميدالية ذهبية عام 1985 من جهة أسترالية رسمية.
- حازت على جائزة جبران الأدبية تقديراً على كتابها "المهاجرون العرب في أستراليا".
- حازت على جائزة تقديرية من القنصلية اللبنانية في ملبورن.
- حازت على منحة من المجلس الثقافي الأسترالي على كتابها "الطيور المهاجرة"
- عضوة في نقابة الصحفيين الأستراليين.
- عضوة في المجلس النسائي الوطني الأسترالي.
- عضوة في "رابطة إحياء التراث العربي" في استراليا.
- دُعيت للمشاركة في العديد من المؤتمرات النسائية في العالم العربي، والمؤتمرات
الحكومية في أستراليا
- زارت كل البلاد العربية وبعض البلاد الغربية.

ـ لها مؤلفات عديدة، منها:

شجرة عائلتي، المهاجرون العرب في أستراليا، القريب البعيد، عائلة إبليس، الطيور المهاجرة، نجاة في رحلة مع القلم، عباقرة من التاريخ، قبل الغروب، المهاجرون العرب في أستراليا، رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا وجائزتها الجبرانية ، المرأة في ذاكرة الزمن (كتابان).