وظيفة ربة البيت: هذه الوظيفة المجانية

نجاة فخري مرسي
إعتادت المجتمعات البشرية، على مرّ العصور، كما هو معروف، أن تحرم الانثى من أضعف الحقوق لا لذنب اقترفته، وإنما لأنها ضعيفة رقيقة، والقوي يقرّر مصير الضعيف.
كذلك تمادت بعض هذه المجتمعات، وخاصة في الشرق، في إذلال هذه المخلوقة، فكان بعضها يوقدها عند ولادتها، وبعضها يدفنها حيّة مع زوجها الميت، وبعضها يختنها وبعضها يختمها بالشمع الأحمر، وبعضها يحرمها من العلم والعمل والحرية والمخصّصات الاقتصادية.
ولم يكن في ذلك الأب أفضل من الزوج أو الأخ من الإبن.
الأب – لا يريد لها العلم والمعرفة، بل يريدها سلعة جميلة يبيعها لمن يناسبه دون أن يأخذ رأيها.
الزوج – لا يريدها محامية ولا دكتورة ولا مرشدة اجتماعية. بل يريدها طباخة ماهرة ومسؤولة عن وظيفة مركبة تتكوّن من عشرات الوظائف، دون إجازات أو أجر، سوى ما تجود به نفسه، مع إشعارها بأنه هو السيد الآمر وهي المسود المطيع .. ما دام يصرف عليها.
الدين والتقاليد الاجتماعية، وضعتها في إطار معيّن لا مفر لها منه ولا خيار لها في تعديله أو في اختيار البديل.
والمجتمع وقف منها موقف المتحيّز الذي يحرّم عليها ما يبيحه لغيرها من الجنس الآخر.
ماذا فعلت الدول الديمقراطية؟
ويأتي دور الدول الديمقراطية في القرن العشرين، الذي وصل فيه الإنسان الى القمر، وحرّرت فيه أكثر أنواع العبيد، ووضعت فيه مبادئ حقوق الانسان والرفق بالحيوان وكونت فيه النقابات العمالية التي تملي إرادتها على الدولة وأعطيت فيه المرأة قسطاً لا بأس به من تكافؤ الفرص العلمية والعملية، والذي والذي الخ.
ومع ذلك نجد أن هذه الدول الديمقراطية لا زالت تتباطأ في إعطاء ربة البيت حقها. ونجد أن أكثر المصانع والمؤسسات لا زالت تعطي الأنثى أجراً أقل، على مسمع ومرأى من الحكومات والقوانين المدنية.. ونجد أن الحكومة نفسها تتحيّز ضدّها في بعض بنود قانون الضمان الاجتماعي مثل تعويض البطالة، وتقاعد السن والخ.
ولحدّ الآن نجد أن وظيفة ربة البيت، المكونة من عشرات الوظائف لا زالت وظيفة مجانية، تساوي في نظر الدولة الوظيفة الواحدة التي يأخذ صاحبها الأجر الكامل والأجر الإضافي لساعات العمل بعد الوقت، ويأخذ الاجازات الاسبوعية والسنوية والمرضية كلها مدفوعة الأجر، حتى وهو يرتاح، بقوة القانون.
لماذا؟ لأن الحق يؤخذ ولا يعطى. ولأن نقابات ربات البيوت لا زالت غير موجودة وإذا وجدت فهي عاجزة عن المطالبة بهذا الحق، كما تفعل باقي النقابات العمالية وغيرها.
السويد تأخذ المبادرة
واهتمت حكومة السويد مؤخراً بموضوع ربّات البيوت، بعد أن ثبت لها بأن خروج ربات البيوت الى العمل قد تسبب في ضياع النشأ، وانحرافه وتعريضه لتعاطي المخدرات، فانعكست نتائجه على سلامة المجتمع.
وتكونت لجنة لدراسة الموضوع، وتخصيص أجر لربّات البيوت. وبعد دراسة طويلة وعريضة.. رفعت اللجنة المختصة تقريراً مطولاً الى الحكومة تقول فيه: "بما أن وظيفة ربة البيت وظيفة مكوّنة من عدّة وظائف، كل واحدة منها، وظيفة كاملة، وظيفة الأم، والزوجة، وربة البيت، والمربية، والطباخة، والجناينية، والكوي والتنظيف والتسويق وأحياناً الخياطة،
وبما أن لكل وظيفة من هذه الوظائف بحدّ ذاتها، إجازاتها الأسبوعية والسنوية والصحية، إلى جانب العديد من الساعات الاضافية ذات الأجر المزدوج.
وبما أننا ضمن هذه الدراسة وجب علينا تقدير أتعابها على أسس قانون الأجور المحلية والدولية. لذا وجدنا بأنه لا يمكن لدولة، مهما كبرت ميزانيتها، أن تعطي ربات البيوت حقوقهن الكاملة.
ولذلك توصي اللجنة بإعطاء ربة البيت، أجراً رمزياً، يساعد على سدّ احتياجاتها الشخصية ويساعد على إشعارها بالاستقلالية والاكتفاء، وربما يساعد على عودتها الى بيتها وأولادها. فنكون بذلك قد أعطينا ربّة البيت بعض حقّها من جهة. وأعدنا الى المجتمع صحته من جهة أخرى، ومن ثمّ استعملنا الوظيفة التي كانت تشغلها في حلّ جزء من مشكلة البطالة.
وفي استراليا، يخشى أن يؤدي تجاهل الحكومة الاسترالية لحقوق ربّة البيت، أن يؤدي آجلاً أم عاجلاً إلى إضرابات من نوع جديد

شخصية نسائية: الدكتورة والأديبة نور سلمان

زوجة الرئيس لحود تقلّد نور سلمان وساماً لبنانياً
نجاة فخري مرسي


من مواليد لبنان عام - - 19،


كريمة الاجتماعية زاهية سلمان المعروفة بأم الطفل اللبناني.


والدها: داود سلمان (الشويفات) لبنان – طبيب جرّاح.


والدتها: زاهية خطار مقصد (برمانا) لبنان – التي عُرفت بـ: "أم الطفل اللبناني" وبالعمل الدؤوب في حقول المرأة والطفولة والأسرة.


تحمل الدكتورة نور سلمان التخصصات التالية:


- بكالوريوس في العلوم الاجتماعية والتربية، من الجامعة الأمريكية في بيروت.


- بكالوريوس علوم في الأدب العربي – من الجامعة الأمريكية في بيروت.


- ماجستير علوم في الأدب المقارن (الحركة الرمزية في أوروبا، والتعبير في الشعر الصوفي) من نفس الجامعة.- دكتوراه دولة في الأدب العربي، والأدب المقارن بدرجة شرف أولى (1978).


الرتبة العلمية:


- أستاذة تعلم عالي، ومشرفة على رسائل الدراسات العليا، والدكتوراه في الجامعة اللبنانية.


- مشرفة على رسائل الدراسات العليا في التربية والأدب العربي، في جامعة القديس يوسف بصفة استشارية.- والدكتورة نور سلمان علامة من علامات وإشراقات الفجر النسائي اللبناني.


وفي مجال الإعلام النسائي، هي رئيسة تحرير مجلة "مشوار" النسائية، ومقدّمة لبرامج المرأة في تلفزيون لبنان، ومن المعدّات لدليل الكاتبات اللبنانيات 1940 – 1995.


مراكز شغلتها:


إحدى عشرة عضوية في مجالس جامعية وأكاديمية وأدبية واستشارية ونسائية ومؤتمرات عالمية وفنيّة وفكرية واجتماعية – تضيق الصفحات عن حصرها.


مراكز تشغلها حالياً:


- رئيسة جمعية رعاية الطفل اللبناني، ورئيسة الهيئة الوطنية للطفل اللبناني.


- مستشارة المجلس النسائي اللبناني للشؤون الثقافية.


- عضو إداري في اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة (بعد بكين).


- عضو مجلس إدارة المعهد العالي للموسيقى (الكونسيرفتوار).


عضو مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي – ممثلة الدولة.


- أمينة التخطيط والدراسات في منظمة لبنان للأمم المتحدة.


خارج لبنان:


حاضرت في مؤتمرات واجتماعات دولية، وحلقات دراسية، في لبنان، والعالم العربي، وآسيا، وأوروبا، وشمالي افريقيا، والولايات المتحدة، كجامعات هارفرد – وبرلستون- وبنسلفانيا – وواشنطن – ونيويورك – والجزائر لتحاضر عن الثورة الجزائرية، باللغتين العربية والفرنسية فضلاً عن الأدب الشعبي البربري وقضايا التعريب، ويُعتبر كتابها في هذا المجال مرجعاً "أكاديمياً".


- تكتب وتحاضر باللغات الثلاث: العربية والانجليزية والفرنسية، وتلمّ بلغات أخرى.


شاعرة وأديبة من أعمالها في الكتابة الإبداعية المؤلفات التالية:


- 1962 – رواية (فضحكت) دار النشر للجامعيين في بيروت،- 1966


– يبقى البحر والسماء (قصص قصيرة) المكتبة العصرية،- 1986


– الى رجل لم يأت (من رسائل الوجدان) دار الكتاب اللبناني بيروت،- 1991


– العين الحمراء (قصص قصيرة) دار رياض الريّس بيروت، وترجم الى اللغة الصينية في بكين 1996،


- 1994 – لفجر يشقّ الحجر (من الأدب الوجداني) دار نحّال للطباعة – بيروت،- 2002


– فجر للغضب (من الأدب الوجداني)،- قصص قصيرة ومقطوعات وجدانية، وصفحات في أدب الرحلات، وفي النقد الأدبي منشورة في العديد من المجلات والصحف العربية، وفي المجلات الأدبية بالانجليزية والفرنسية.


أمّا في المجال الأكاديمي، فلها دراسات وأبحاث ومؤلفات منها:




- الإنماء التربوي في محافظة جبل لبنان ضمن كتاب جماعي أصدرته ندوة الدراسات الانمائية عام 1970.- 1981 – التعبير في الشعر الصوفي بين المعنى الظاهر والمعنى الباطن – بيروت – لبنان.- 1981


– مدخل إلى دراسة الشعر الرمزي في الأدب الحديث – بيروت – لبنان- 1981


– اللغات السامية واللغة العربية – بيروت – لبنان- 1982


– أضواء على التصوّف الاسلامي – بيروت – لبنان- 1986


– الأدب الجزائري باللغة الفرنسية – بيروت – لبنان- 1992


– دور الإعلام في مشاركة المرأة في الإنماء – بيروت – لبنان- 1994


– المرأة والإعلام – بيروت – لبنان- 1981


– الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير – دار العلم للملايين – بيروت – لبنان- 1993


– والواقع والمرتجى في وضع المرأة الاجتماعي في لبنان (دراسة ضمن مؤلف جماعي)- 1995


– الموشحات الاندلسية – منشورات المعهد الوطني العالي للموسيقى – بيروت – لبنان- 1997


– الأدب في لبنان خلال المحنة (محاضرة بالانجليزية في جامعة هارفرد) أمريكا- 1997


– ولها قيد الطبع بالاشتراك مع الدكتورة فهيمة شرف الدين وفريق من الباحثين، دليل الكاتبات اللبنانيات بتكليف من اللجنة الوطنية للاونيسكو، يضمّ (الرائدات – الباحثات – الاديبات – الإعلاميات من سنة 1950 حتى 1997).


المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن لنجاة فخري مرسي

شخصية نسائية مي زيادة 1886 - 1941

نجاة فخري مرسي
ولدت في الناصرة – فلسطين، وعاشت في موطن والدها في لبنان، ثم في القاهرة، حيث أنشأ والدها مجلة "المحروسة".
كتبت تقول: "ولدت في بلد، وأبي من بلد، ووالدتي من بلد، وأشباح نفسي تتنقل من بلد إلى بلد، فلأي هذه البلدان أنتمي؟ وعن أي هذه البلدان أدافع؟"
- من رائدات النهضة الأدبية المعاصرة في الشرق العربي.
- عُرفت بثقافتها الأجنبية، تجيد تسع لغات، وأسلوبها العربي المميّز.
- أسست صالونها الأدبي في القاهرة عام 1914، وبدأت تعقد فيه ندوة الثلاثاء، حيث بلغ عدد أسماء حضور ندوتها الأدبية أكثر من ثلاثين أديباً، ومن بينهم سيدة واحدة هي "الكاتبة ملك حفني ناصيف – باحثة البادية".تسابق هؤلاء الحضور من الذكور في وصف جمال شكلها، أكثر من وصفهم لرجاحة عقلها.
نشأت بينها وبين الأديب اللبناني جبران خليل جبران قصة انسجام أدبي وفكري عبر الرسائل. ورغم بُعد المسافة، وعدم اللقاء والتعارف، إلا أن العلاقة الروحية الأدبية قد أنتجت ثروة عربية من أدب المراسلات، شاركت في بناء النهضة الأدبية الحديثة.
إمتاز أسلوبها بالشفافية والنسيح الرقيق المؤثر، وكانت قضية المرأة من أهم مشاغلها. وكانت مسيرتها الأدبية شهادة بالغة على رجاحة عقلها.
ومن المفارقات الغريبة أن أقاربها قد وجّهوا إليها تهمة الجنون وأدخلوها مستشفى الأمراض العقلية ظلماً لمدة ثلاث سنوات، عرفت فيها ألوان العذاب، وأحزاناً لازمتها طيلة ما تبقى من عمرها، لأطماع مادية.
وأخيراً خرجت من المستشفى بريئة مُعزّزة مكرّمة في مهرجان أدبي كبير. ولكن الصدفة راحت تتفاعل في وجدانها، وتتجدد في ذاكرتها، فتعيش في عزلة مع قلمها في القاهرة، إلى أن بدأت حيوية الجسد تذبل وتتداعى تدريجياً.. إلى أن أستسلمت للموت في التاسع عشر من تشرين الأول/اكتوبر 1941. بعد أن سلبها رجال أسرتها حقها في الحرية والحياة، لمجرد أنها سافرة، وتحب الفروسية، وتتصدر المنابر، وتجعل منزلها منتدى ثقافياً في زمن "المرأة الجارية".
وكانت عالمية الثقافة وتجيد عدة لغات قراءة وكتابة، وهي الفتاة الوحيدة القادمة الى مصر التي استطاعت أن تحرر فكرها وحياتها من أسلوب الحياة السائدة في عصرها.
خصّصت مجلة الهلال جزءاً خاصاً بالذكرى المئوية لولادتها في شباط 1986 ساهم فيه عدد من كتّابها قالت في مقدمتها:"إرتفعت قامة مي" فوق هامات من عاصرنها من الأديبات، فلا يمكن أن تُقارن بها أديبة أو شاعرة أخرى، وكانت طليعة النهضة النسائية في مصر وفي كل الأقطار العربية، يوم لم تكن تجرؤ المرأة على مجرّد الظهور بين أهل الأدب والفكر، إذا عندما أتيح "لعائشة التيمورية" أن تكتب شعراً، كان ذلك من وراء الحجاب. وكذلك "باحثة البادية"، حتى "نبوية مصطفى" بل ان النهضة النسائية التي قادتها "هدى شعراوي" كانت في بدايتها من وراء الحجاب.
وكتبت في الذكرى المئوية الخاصة بولادة الأديبة "مي زيادة" في مجلة الهلال أسماء واسماء من بينها: الدكتورة نوال السعداوي.. وخفاجي.. والطهطاوي.. والبيومي.. ومكي.. وغيرهم من الأسماء النظيفة والجريئة.
من مؤلفات مي زيادة: رمل وزبد – سوانح فتاة – رجوع الموجة – ظلمات وأشعة- كلمات وإشارات – بين الجزر والمد – وباحثة البادية.
المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي

شخصية نسائية: الطبيبة الرائدة أنس باز

نجاة فخري مرسي
1874 - 1949 من مواليد لبنان.
- أمي مريضة، قالت صديقتها- أحضروا لها الطبيب،
أجابت أنس- الطبيب؟ ... وهي إمرأة؟
أجابت الصديقة- إذن أحضروا لها طبيبة..
قالت أنس- وتحسبين يا صديقتي أن عندنا طبيبات؟
نعم لم يكن في عهدها طبيبات للنساء، وغير مسموح للمرأة أن يعالجها الطبيب ولتمت المرأة في بعض المجتمعات العربية دون أن تعالج.
قررت أنس أن تدرس الطب، ولكن أين؟ فالكلية الوحيدة التي تدرّس الطب في الجامعة ببيروت لا تسمح للفتيات، لأن الإختلاط بين الجنسين ممنوع.
لم تيأس، ولكن كيف السبيل لإنقاذ نساء بلادها من هذا المصير؟ ولكن تشابهت ظروفها مع ظروف العالمة الكبيرة مع (ماري كوري) التي ساعدها الحظ بسفر أختها للحاق بزوجها في أمريكا فسافرت معها.
ذاعت شهرتها فور عودتها في لبنان وفي الدول العربية مثل مصر وسوريا والعراق، وحققت الكثير في أكثر من جبهة، فشاركت في الجمعيات والنقابات الصحية، وبعضوية (المجمع العلمي السوري)، و (الهلال الأحمر) و (الأكاديمية الدولية في سان لان) وكانت صاحبة فكرة إنشاء (جمعية الصدق) التي انتشرت فروعها في معاهد الفتيات، لتشجّع الفتاة على الصدق والجرأة على ما يعترضها من صعوبات في حياتها.
والذي لا بدّ من ذكره أن الرجل الذي اختاره القدر زوجاً لها كان من أنصار المرأة، وهو الصحافي والأديب جورج نقولا باز، وكان صديقه محمد جميل بيهم (يعدّ في لبنان كقاسم أمين في مصر) (يوم لم يكن في ذلك الوقت من يُنصف المرأة أو يناصرها).
ويذكر الصحفي جورجي نقولا باز أنه استطاع بمناصرته للمرأة أن يكون من اوائل الروّاد في تلك المرحلة في لبنان، وأن زواجه من الدكتورة أنس قد وطد في عقله النظرية التي اعتاد أن يؤمن بها دائماً، وهي أهلية المرأة وقدرتها، ولذا كان وسيبقى نصيراً لها دائماً.
المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي

شخصية نسائية: الأديبة سلمى الحفار 1922



نجاة فخري مرسي

من مواليد سوريا عام 1922، شغل والدها لطفي الحفار رئاسة وزراء سوريا في فترة ما.

- درست في معهد "الفرنسيسكان" في دمشق، حيث كانت الرائدة ماري عجمي أستاذتها.

تابعت دراستها للأدب العربي، والأدب الفرنسي، واللغة الاسبانية في دمشق والعلوم السياسية بالمراسلة مع الجامعة اليسوعية في بيروت.

وعندما تزوجت بالدكتور نادر الكزبري، الذي كان سفيراً لسوريا، وبعد وفاة زوجها في اواخر الستينات، شعرت بالميل الى الكتابة والتأليف، فكتبت أكثر من عشرين كتاباً، وثلاث مجموعات عشرية بالفرنسية منها: 1

- "يوميات هالة" طبع في بيروت عام 1950، واعيدت طباعته.

2- "الوردة المنفردة" 1958.

3- "الشعلة الزرقاء" رسائل جبران خليل جبران المخطوطة الى "مي زيادة" أعيد طبعه عدة مرات.

4- (مي زيادة، أو مأساة النبوغ) سيرة النابغة مي زيادة موثّقة صدرت في جزأين عام 1987.

5- (بصمات عربية ودمشقية في الأندلس) عام 1998.

6- (بوح) ديوان شعر بالفرنسية عام 1998.

7- (عشية الرحيل ديوان شعر باللغة الاسبانية، ترجم قصائد مجموعة من شعراء اسبانيا المعاصرين – تقديم مؤسسة دار الشعر في مدريد الكاتبة النابغة السيدة "فينا كالديرون" 1994.

8- والرقم 23 من انتاجها كان (لطفي الحفار) 1885 – 1968، مذكرات حياته وعصره) – مؤسسة رياض الريّس للكتب والنشر – بيروت 1997.

المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي

ظاهرة اغتصاب الأطفال في العالم

نجاة فخري مرسي
كنا نظنها ظاهرة غربية، وان الشرق سليم منها، إلى أن بدأت وسائل الإعلام تكشف أستارها، بل وأحياناً تفاخر بالإنحراف الجنسي على طريقة "الماردي غرا" في استراليا.
وفي هذا الأسبوع قدمت محطة BBC تقريراً أشركت فيه المستمعين، مضمونه أن أكبر البلاد العربية وأكثرها حرصاً على القيم الإجتماعية والأخلاقية قد داهمته ظاهرة الإنحراف الجنسي، ومشكلة أبناء الشوارع، واغتصاب الأطفال من ذكور وإناث حتى في المدارس من مدرّسيهم.
وأنا كمرشدة اجتماعية، واخصائية في تنمية المجتمع من معهد اليونيسكو أرى أن من واجبي أن أضوّي على هذه المستجدّات المؤسفة، وكيف أنها ظهرت اليوم بهذا الوضوح بعد أن كانت سرّيتها توحي بأن المجتمعات الشرقية نظيفة منها، وأنها غير موجودة فيها.
ننتقل من الحدث المفاجئ الى ظاهرة انتشارها، وكيف حدث ذلك؟ هل بسبب زيادة السكان؟ أم لسبب طرحته وسائل الإعلام؟ أم بسبب حرية الكلمة؟ أم بسبب الإنفلات الإخلاقي؟ أم بسبب حمّى التقليد؟ كل هذه أسباب ومسبّبات، ولكن أين ذهبت القيم الأخلاقية والقواعد الدينية والإنسانية؟ ليصبح المدرّس منحرفاً يعتدي على تلاميذه من الأطفال، بعد أن كان لديهم قدوة، وأصبح يعتدي عليهم ليخلق منهم جيلاً منحرفاً خائفاً يعاني من نفس المرض الانحرافي الذي يُعاني هو منه أم أنها العدوى القادمة الى مجتمعاتنا مع ريح الإنفلات؟
ومن ثمّ أطلقت محطة BBC لندن في نشرة الساعة الرابعة من صباح يوم الخميس الموافق في 22 تشرين الثاني 2007 في استراليا، أضواء جديدة على حادثة اغتصاب جماعي في بلد عربي كبير ومحافظ. وقد عوقبت المرأة المعتدى عليها بالجلد ستون جلدة، وفرّ الذئاب الأربعة المعتدون دون تعقّب.
وطلع الصباح عن الكلام المباح وغير المباح، وبدأت شهرزاد تصلّي لأن يقي الله مجتمعاتنا من شرّ انتشار هذا السلوك اللاأخلاقي الحيواني المنحل المشين وتكون المرأة فيه دائماً الضحية، ودائماً المعاقبة.
(والعهدة في ذلك الخبر عند الراوي من وسائل الإعلام). صلّوا معي الى الله أن يقي مجتمعاتنا من هذا الشرّ المستطير، ومضاعفاته اللاأخلاقية واللاإنسانية واللاصحيّة، مثل مرض "الآيدز" وسرعة انتشاره، وكثرة ضحاياه.
ملبورن – استراليا 22 – 7 - 2007

لقطات تاريخية لنجاة فخري مرسي مع أصدقاء كبار


نعرض في هذا الشريط رحلة نجاة فخري مرسي المصورة في عالم الصحافة والرحلات واللقاءات الاعلامية والادبية

شهادات نجاة فخري مرسي التقديرية


نعرض في هذا الفيديو شهادات نجاة فخري مرسي التقديرية التي حصلت عليها حتى الآن.

عائلتا أنيس ونجاة فخري مرسي


نعرض في هذا الفيديو صور أفراد من عائلتي الدكتور أنيس مرسي، والأديبة نجاة فخري مرسي.

شخصة نسائية: المرأة اللبنانية في مصر فاطمة اليوسف




نجاة فخري مرسي


من مواليد طرابلس لبنان. استيقظت على الدنيا يتيمة الأم والأب تبنّتها أسرة من الجوار وهي في السابعة من العمر، وأطلقت عليها اسم روز لأنها كانت جميلة.


ساقها القدر إلى الاسكندرية حيث التقت بالمخرج عزيز عيد الذي جعل منها ممثلة مسرحية.


- قبلت دور البطولة في مسرحية "غادة الكاميليا" ولنجاحها أطلقوا عليها اسم "سارة برنارد" الفرنسية التي مثلت هذا الدور.


- قررت في العشرينات أن تترك المسرح وتلتحق بالصحافة.


- أصدرت بعد مدة، مجلة "روز اليوسف" وكان أول محرّر لها محمد التابعي. وقدم جميع من بدأوا العمل مجاناً، فصدر العدد الأول من المجلة عام 1935، وكان على روز اليوسف أن ترأس مؤسسة كل العاملين فيها من الرجال، وأن تقابل كبار الرجال الذين لا يعرفون عن المرأة إلا أنها أداة لهو وإمتاع.


- كتب في مجلة "روز اليوسف" طه حسين والعقّاد الذي سأل مندوب المجلة: "الجرنال حيكون إسمه إيه؟" ولما أجابه: "روز اليوسف" أجاب العقاّد "المقعد": "لا أعمل في جرنال يحمل إسم ست".


ولكنه عاد وتراجع عندما أجزلت له الراتب الشهري. وعندما اتجهت المجلة نحو السياسة عام 1936 – اُدخلت روز اليوسف الى السجن، وكانت أول امرأة تُسجن لأسباب سياسية.


- في عام 1949 أصدرت مجلة روز اليوسف "مجلة صباح الخير".


وبعد أن نال ابنها إحسان عبد القدّوس شهادة الليسانس سلمته رئاسة التحرير، ولكنها بقيت على خلاف معه بسبب رواياته وقصصه عن المرأة.


كانت على علاقة بإبنها حنونة وحميمة، وهو يعترف قائلاً: "أمي هي التي صنعت مني هذا الرجل، بينما هي تقول في ذكرياتها: "أنا من صنعت من نفسي هذه السيدة".


توفيت الرائدة الإعلامية "روز اليوسف" عام 1985 بعد أن استحقت العديد منالأوسمة . ورُفع تمثالها في دار الأوبرا. ولها تمثال آخر على مدخل دار "روز اليوسف".


المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي

سلوى نصار.. شخصية نسائية في العلوم المتقدمة

نجاة فخري مرسي
**
العالمة سلوى نصار
1913 - 1967
أول عالمة في الفيزياء والذرة الكونية في لبنان والمنطقة العربية
من مواليد الشوير- لبنان

- بدأت دراستها في "الجونير كولدج" سابقاً، وكلية البنات الأمريكية حاليا.ً
- نالت عام 1935 بكالوريوس الفيزياء بتفوق من جامعة بيروت الجامعية.
- نالت عام 1939 ماجستير الفيزياء من كلية النساء "سميت" في ولاية ماساتشوستس بأميركا.
- نالت دكتوراه في الإشعاع الكوني من جامعة "بركلي" في كاليفورنيا.
رفضت بعد تخرّجها عروضاً عديدة للتدريس في الجامعة الأمريكية، وفضّلت العودة الى كلّيتها الأولى "الجونير كولدج" والتعاون مع رئيسها في إنشاء أول دائرة للفيزياء والعلوم تتوفر فيها للمرأة فرصة دراسة العلوم والتخصص.
- سافرت عام 1949 الى فرنسا لمتابعة أبحاثها في معهد "بولي تكنيك" ثم انتقلت الى جامعة "برستول" في لندن.
والتحقت بعدها بجامعة "ميشيغن" و "آن آربور" لتدرس ما وصل إليه العلماء في علم "الإشعاع الكوني".
وعملت في لبنان عام 1965 – رئيسة قسم الفيزياء في الجامعة الأمريكية ثم انتخبت رئيسة لكلية البنات الجامعية في بيروت.
- توفيت عام 1967 وهي في قمة نشاطها وأبحاثها، وبعد أن مثلت وطنها لبنان في عشرة مؤتمرات علمية عالمية للذرّة، ونشرت أبحاثها في أهم وأشهر المجلات العلمية العالمية. وسجّل اسمها في الموسوعة التي حُفظ فيها اسم استاذها "اوبنهايمر" وعلماء الذرّة في العالم.
وصدرت أبحاثها عام 1967 في كتب لتدريس الفيزياء للجامعة الأمريكية في بيروت.
كانت تعتقد أن المرأة لا تستخدم ثلث الطاقة الفكرية التي وهبت لها.. وأن من واجب المعاهد والجامعات رعايتها، كي يتسنى لها استخدام طاقتها الفكرية كاملة.
وفي وصيتها طلبت الدكتورة العالمة سلوى نصار أن توزع ثروتها المتواضعة على المشاريع العلمية والتربوية، وأن تنفق تعويضاتها من الكلية في إصلاح مداخل الكلية.
وقلدت الأوسمة .. وقال فيها العلماء والأدباء والزملاء ما تستحقه من إطراء.
والعالمة سلوى نصار شأنها كشأن العالمة ماري كوين قدّمتا للعالم المثال الحي على مواهب المرأة الفكرية.
المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي

شخصية نسائية: هيلين توماس

نجاة فخري مرسي
الصورة: هيلين توماس مع الرئيس كنيدي

يدلنا التاريخ على أن الإنسان اللبناني، كان وما يزال، يعتقد عن جدارة، أن أجداده الفنيقيون (قدماء اللبنانيين) هم أول من ابتدع الحرف واستعمله وصدّره إلى العالم.. وأن العلم والثقافة هما الظاهرة التي تميّزت بها أجياله أباً عن جد، وأن بيروته "أمّ الشرائع" هي الدليل الآخر على حضارة مميّزة عن باقي العواصم، التي ميّزت نفسها في الحروب والفتوحات.

وتُعتبر نسب التعليم في لبنان، حسب الإحصائيات، من أفضل النسب في محيطه العربي – نسبة لتعداد سكانه، أو لنقل أن نسبة الأمية في لبنان هي من أقلّ النسب في عالمنا العربي، وأن عاصمتنا بيروت تُعتبر الآن من العواصم الثقافية المشهود لها، وأنها المركز الأبرز للأدب العربي والأجنبي، وترويجهما في الطباعة والنشر، والحرية المكفولة، والمطلوبة، للتعبير بالكلمة.

والحديث عن المرأة اللبنانية في المغتربات، حديث شيّق ومؤنس وهو يعطينا فكرة واضحة عن مكانة بعض سيداتنا وفتياتنا في أكثر المغتربات، خاصة في العواصم الأوروبية وفي أمريكا واستراليا. وبعد أن حدثتكم في الأسبوع الماضي عن البروفسورة ماري بشير التي انتخبت عن جدارة حاكماً لولاية نيو ساوث ويلز في استراليا، بعد أن مُنحت وسام استراليا عام 1988 لخدماتها في مجال صحة الأطفال والشباب.
والآن يسعدني أن اقدّم لكم إعلامية لبنانية كبيرة في البيت الأبيض بأميركا وهي:

1- هيلين توماس

من مواليد لبنان 1900، أسرتها من طرابلس
- بدأت بتغطية البيت الأبيض إعلامياً عام 1961 في عهد الرئيس جون كندي، كمندوبة للمؤسسة الإعلامية المعروفة باسم "يونايتد نايشن انترناشيونال".
- إستمرت في تغطية البيت الأبيض وجميع رؤسائه ومؤتمراته إلى أن بلغت الخامسة والسبعين، سن التقاعد في عهد الرئيس "بل كلنتون" عام 2000.
- أصبحت هيلين توماس أول امرأة رئيسة لجمعية صحافيي البيت الأبيض، والصحافية الوحيدة التي كان البيت الأبيض يحتفل بعيد ميلادها كل عام. وعندما كانت الصحافيات تُمنع من دخول نادي الصحافة الوطني، ويجري تخصيص مقصورة فوق القاعة الرئيسية لهن، ليشاهدن المؤتمرات الصحافية، قررت هيلين مع مجموعة من الصحافيات تأسيس ناد خاص بهن، فعدن ودخلن نادي الصحافة الوطني من أوسع أبوابه. وكانت الإعلامية الكبيرة فخورة دائماً بأصلها.
- ومن مواقفها الوطنية عندما واجهت بنيامين نتنياهو مرة بالقول: "متى ستوقف اسرائيل إعتداءاتها على لبنان، وتنهي احتلالها له؟"
- كان مكانها المفضل مطعم "ماما عائشة" الذي تملكه ماما عائشة في شارع كالفرت وعندما توفيت صديقتها صاحبة المطعم، بقي مقعدها محجوزاً فيه.

المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي.

المرأة تصنع الخبر

نجاة فخري مرسي
أطلقت منظمة اليونيسكو في باريس بمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 آذار عام 2000 شعار "المرأة تصنع الخبر". وفي بيروت مدينة المؤتمرات أقيم مؤتمر لليونيسكو تحت نفس الشعار.
وتضامناً مع المرأة الجنوبية. حضرت هذا المؤتمر مئات بل وآلاف الإعلاميات اللبنانيات والرئدات في المجالات السياسية والإعلامية، والعلمية والعملية.
كما شاركت من بعض البلاد العربية أديبات ورائدات في المجالات الأدبية والثقافية، تحدّثن عن دور المرأة اللبنانية المُشرّف في الصمود، والحفاظ على الأسرة من التفكك تحت ظروف القصف الإسرائيلي اليومي على لبنان الجنوبي على مدى عشرات السنين، وعلى المناضلات الجنوبيات في سجون إسرائيل، وعن الفدائيات ومن استشهدن مما أعاد الجنوب الى خريطة الوطن، بعد أن كان منسياً لأجيال وأجيال، ولقّبت أمهات لبنان الجنوبي بأمهات "الشهداء".
تحدثت المشاركات عن كل هذا بإسهاب، وختمت السيدة فاطمة يوسف العربي/الباحثة والروائية الكويتية كلمتها بالقول: "كلنا مناضلات، المرأة العربية مناضلة، والنضال أشكال": "المرأة الجنوبية في لبنان تناضل بالسلاح والدم والشهادة.. الكاتبة تناضل بالقلم وبالكلمة، وكثير من الجامعات تديرها المرأو وبنجاح كبير وهذا نضال"..
وقد توالت التعليقات في الصحف، وفي كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، متحدثة عن الأعداد الكبيرة من الإعلاميات في لبنان وغيره من الدول العربية المتقدّمة.
والواقع أن المرأة المعاصرة في عالمنا العربي مشطورة إلى شطرين. شطر أقعده الجهل الذي يتلقى ما تمليه عليه العادات والتقاليد وأنماط الحياة الزوجية.. وشطر يحاول الإنطلاق والتحليق في فضاء العلم والثقافة والكفاءة، وقد حلّق فعلاً، ولكن بأجنحة النعامة التي لا تمكّنها من الإرتفاع عن الأرض، فتعود بها إلى المنزل والمطبخ.
وهذه عيّنات من الإعلاميات في عالمنا العربي اللاّئي لم يقتنعن بعد بما وصلت إليه المرأة، وترى ضرورة مشاركتها في عجلة التقدم عن طريق القوى العاملة والمشاركة في صنع القرار.
ملبورن – أستراليا

شخصية نسائية: البروفسورة ماري بشير


نجاة فخري مرسي

حاكم ولاية نيو ساوث ويلز – أستراليا

من مواليد بلدة "دوما" لبنان، ومن أبوين لبنانيين.

كانت لها علاقة طويلة مع كليّة البنات، في جامعة سدني منذ عام 1950 حتى عام 1955.

- انتُخبت عام 1959 عضوة في مجلس المدرسة، ثم سكرتيرة فخرية.

- أصبحت رئيسة المجلس ما بين عام 1982 – 1990.

- عُيّنت بعدها مديرة للخدمات الطبيّة النفسية، في مدينة سدني، وطبيبة نفسية استشارية للخدمات النفسية للقاصرين في الولاية.

- عُيّنت عام 1996، كمستشارة أولى للخدمات الصحية (للأبورجنيز) أصحاب استراليا الأصليين في منطقتي ردفرن وكامبسي.

- تركت بعدها هذه المراكز، عندما تمّ تعيينها، حاكماً لولاية نيو ساوث. ويلز. شغلت مراكز مختلفة في مؤسسات إنسانية كثيرة مثل:

- منظمة العفو الدولية

– جمعية كاميليا للبحوث الاجتماعية في ولاية نيو ساوث ويلز، وراعية لفرقة سدني السمفونية في اوبرا استراليا. وانتُخبت عام 1971 (الأم المثالية)، وهي متزوجة من سير نيكولاس شحادة اللبناني الأصل والذي شغل مركز رئيس مؤسسة البث الإثني SBS.

- منحت وسام استراليا عام 1988 لخدماتها صحة الشباب والأطفال.

- وعيّنت أخيراً حاكماً لولاية نيو ساوث ويلز، عاصمتها سدني.

دمعة العيد


نجاة فخري مرسي
سهر العالم يوم 24 كانون الأول "ديسمبر" سهرة عيد الميلاد المجيد، وسهر يوم 31 منه سهرة عيد رأس السنة الجديدة. وفي 7 كانون الثاني "يناير" أطلت أعياد الطوائف الشرقية والقبطية.
كذلك إحتفلت الطوائف الإسلامية بعيد الفطر السعيد وستحتفل قريباً بعيد الأضحى المبارك.
وكثرت الأعياد وتقاربت، وفرح الناس، ونسي كل آلامه وأحزانه. ولكنني لم أشاركهم هذه الفرحة لا إعتراضاً على المناسبات وضرورتها في حياتنا، وإنما تألما.ً ومن خلال دمعة العيد، ترجمت مشاعري إلى هذه الكلمات:

-1-
طلّيت من بابي
قبل ما عايد صحابي,
شفت أطفال جوعانين
وأيتام عريانين
وشيوخ موحودين
وبيوت مهدومين
وأمّات ثكلانين
وشعوب مقهورين.
-2-
مسحت دمعاتي
وحملت "كايكاتي"
ونزلت عايدهن
وبالعيد شاركهن
تالعيد يصبح عيد
ونعيّدو من جديد ...


-3-
العيد معنى كبير
مش أكل ومشاوير
العيد لمّة أهل
ومشاركي بالفعل
وذكر الوطن وحوالُه
ومساعده في حمل أثقاله.

-4-
تا تجفّ دمعتنا
وتعود فرحتنا
والعيد يرجع عيد
ونعيّدو من جديد.

بيروت أيام زمان

نجاة فخري مرسي
من أرشيفي
من أرض خصّها الله بالنعم والجمال.. من بلاد عمرها ستة آلف سنة.. من وراء البحار.. من وطني لبنان.. من مدينتي الحبيبة بيروت، عروس المدن الساحلية في شرقي البحر الأبيض المتوسط.. المدينة التي جذبت سواح العالم للتمتع بمكنوناتها، ولكنها ويا للأسف هدمت الحرب اللبنانية بعضاً من معالمها، كما هدمت وسطها التجاري بأكمله، وأعيد إعماره على أسس حديثة.
إن من يعرف بيروت يعرفها صبيّة حسناء تنجلي في صدارة الشاطئ ذراعيها للرايح والغادي، وكم وكم أغْضَبَنا نبلها بتقاتلنا، وكم وكم آذينا شموخها بتفرّقنا، فقاومت وصبرت لعلمها أن أهلها سيعودون يوماً إلى أصالتهم، ويجتمعون، ويرجعونها رافعة الرأس مستعيدة دورها في طليعة البلدان بين الأمم المميزة. كنا نتناقل الحديث عن أهمية بيروت أيام زمان مما نقرأه في تاريخ كتاب التاريخ أو من محاضرات الباحثين، واليوم أعادتنا الحفريات التي أقيمت في الوسط التجاري إلى أيام عزّها ورقيها وحضارتها.
إذ كل يوم تكشف لنا الحفريات عن آثار جديدة عن عهد من العهود التي مرّت بها بيروت من قبل التاريخ.. من قبل الميلاد.. ومن بعد الميلاد، وكم من شعوب وأمم وردت إليها واحتلتها، واضمحلّت الشعوب، وانمحت الأمم، وبقيت بيروت، وانبعثت من التاريخ، في انتظار الإزدهار القريب. ومن الفخاريات التي وجدت، ومن النسر المحفور على صخر يتبيّن لنا أنها كانت في عهد غابر رومانية.
ومن الجرار المتقنة الصنع والأدوات الخزفية نعلم أنها كانت في فترة ما بيزنطية.. ومن الأواني والمدافن ما يرشد إلى العهد الكنعاني، ومن الأحجار التي كتبت عليها كتابات ونقوش، ومن جدران للأبنية أو الطرقات نستدل على أنها كانت بابلية تشهد على فنّ الهندسة، ورقي التخطيط، وفنّ الكتابة..
ووجدت فيها أيضاً أدوات حربية من العهد الأشوري. جميع هذه التحف والآثار الملموسة تدلّ على أن بيروت كانت مبنية في العهود القديمة وكان الوسط التجاري، أي تحت ساحة البرج وشارع المعرض، وساحة السمك، ومكان سينما ريفولي، وتحت مجلس النواب (الذي ما يزال في مكانه) وهذا يعني أن بيروت كانت ثابتة في مكانها منذ بداية الكون.. ومن أول الحضارة..
وأن جميع الشعوب والدول القديمة التي صنعت التاريخ كان لها ركن أساسي في بيروت.وفي العهد الفينيقي يوم كانت كل مدينة قائمة بذاتها، إمتدّت مساحة بيروت من نهر الكلب شمالاً حتى خلدة جنوباً، ومن البحر في رأس بيروت غرباً إلى نهر الموت في سفح جبل لبنان شرقاً، وكانت محاطة بالبساتين الغنّاء وكروم العنب، كما بنيت فيها الهياكل العظيمة، والأروقة المحاطة بالأعمدة الفخمة، وكانت تتنافس بالشهرة مع صيدا وصور وجبيل وجزيرة أرواد، ولكن مساحة تلك المدن كانت أصغر بكثير من مساحتها، وأمّا في العهد الروماني، أي ابتداء من سنة (64 ميلادي) فقد تفوّقت على جميع مدن الساحل، وتكاثر عدد سكانها، وازدهرت بالعلم والعمران وذاع صيتها في محيط بلدان البحر الأبيض المتوسط. وتوجد أبحاث علمية حالية تؤكد من الآثار والقبور والنقوش التي وجدت في البرازيل، وفي بعض مدن الأرجنتين أن الفينيقيين سكان بيروت والمدن الأخرى قد وصلوا الى تلك البلاد النائية قبل كريتسوفر كولومبوس بمئات السنين.
يتبع
– (والى اللقاء مع القسم الثاني) عن الإذاعية بديعة فتح الله جنبلاط

مسكين رمضان ـ الجزء الثاني

نجاة فخري مرسي
إستأنفت بعدها كتابة تحقيقي الصحفي المطلوب، بعد جولة في "حي الحسين" و "خان الخليلي" و "مقهى الفيشاوي" حيث تُقام سرادق للفنّ والأكل والكتب والمكتبات جنباً إلى جنب، وحيث تُنصب المايكرفونات في الشوارع.
وعندما تسير في أي شبر من هذا الحي تجد مهرجانات غنائية.. وحلقات للذكر، فتجد صعوبة بالغة في شق طريقك وسط ازدحام الناس، من القاهرة، ومن الأرياف، ومن بينهم السوّاح والطلبة من الجامعات والمعاهد، وأعداد من المطربين والمطربات، والكل وافد لقضاء ليلة من ليالي رمضان الشهيرة، حتى الفجر.
الكل يسير، والكل يأكل ويشرب الشاي، والكل يأخذه الطرب ويتمايل على أنغام الموسيقى الشعبية. فهنا جماعة "تُفقّر" وهنا جماعة تبيع البخور، وهنا مطاعم تُقدم "النيفة"، ومطاعم تقدم "الكباب المشوي" ومطاعم متخصصة بالحمام المحشي، وموائد الأكل منتشرة في الشوارع والممرات، والحي مزدحم بالروّاد والزائر جالس في هذه الممرات الى تلك الموائد يأكل، والناس تمرّ من حوله وتنظر إليه وهو في منتهى الأنس والإنسجام، ولا ينوي التوقّف أو الذهاب حتى ساعة "الإمساك" عن تناول الأكل عند الفجر، والذهاب إلى المسجد لتأدية صلاة الفجر، ثم العودة إلى منزله كي ينام.
وفي هذه المهرجانات يتردد إسم الإمام الحسين "مَدَدْ يا حسين، واسم السيدة زينب "مدد يا اُمُّ هاشم" حتى الصباح.
أمّا خان الخليلي فهو المقر للصناعات المصرية الفضّية والجلدية، والفرعونية التي تجذب السائح، وتسوّق المصنوعات اليدوية.
أمّا قهوة "الفيشاوي" الشهيرة والتي أكل الدهر عليها وشرب، فهي ما زالت تتحدّى بشيشتها القديمة وشايها الأخضر، وطابعها الشرقي القديم، وبيوت العنكبوت التي تغطي نصف سقفها، وحيطانها، أحدث المقاهي وأحلاها، لما عُرف عنها من ملتقى الأدباء والشعراء والمفكّرين في مصر، وكم ألفوا، وكم أنتجوا "فكرياً" بين جدرانها.
تخرج من هذا الحي العجيب، ورأسك يدور، وخياشيمك مشبعة بروائح الأكل والبخور، والبهارات والعطور، وعيونك زائغة من كثرة الزحام، لتجد نفسك ثانية في سوق للكتب، مكوّن من خيام عديدة، فوق كل خيمة إسم لمؤسسة ثقافية، أو مكتبة أو دار نشر.
والغريب أن كل هذا ينتهي بانتهاء رمضان، وتعود المياه إلى مجاريها.
والحقيقة تُقال أن كل ما رأيته في هذه الزيارة، وكل ما شاهدته كان غريباً ونادراً، ويتحدث عن جانب من التُراث، ولكنني للتأكد من ندارته، وختم هذا التحقيق، قمت في اليوم التالي بجولة على بعض الشخصيات كان أولها: السيدة وداد رشيد عالي الكيلاني (كريمة المجاهد العراقي المعروف) وسألتها إذا كانت توجد في العراق عادات رمضانية، تختلف عمّا ترينه في مصر؟ فكانت إجابتها: "أبداً لأن أكثر العادات العربية تقريباً واحدة، إلاّ أنه عندنا في العراق زي نسائي خاص أثناء التزاور في الشهر الكريم، وهو يرمز للحشمة والتقوى، إسمه: "الصايه البغدادي" و "الهاشمي" في البصرة.
أمّا العادات التي تتعلق بالمأكولات والحلويات و "البشمرزات" التي تسمّى "الياميش" في مصر، وهي تقريباً واحدة. وأمّا بالنسبة للعائلية الرمضانية، فهي تُقام كل ليلة في بيت من بيوت الأصدقاء، تُقدم فيها سيدات المنزل العزف والطرب.
وفي أواخر الشهر الكريم يطوف المقرؤون على البيوت لقراءة الأدعية الدينية، ثم يبدأ الإفطار الجماعي، لضرورة مشاركة الناس في الطعام، وهم يودّعون الشهر الكريم.
سألت بعدها الشريف محمد شرف/سفير الأردن السابق في الهند والمقيم في القاهرة عن رأيه بالعادات الرمضانية في مصر، وهل إذا كانت توجد في الأردن عادات تختلف عنها؟
أجابني: "برأيي أن مصر تمثل الوجه الإسلامي الصحيح، إذ نجد فيها من العادات ما لا نجده في البلاد العربية الأخرى. والذي أعجبني ولفت انتباهي كظاهرة تاريخية كان حي الحسين، فعندما نسير فيه، نستوحي حالاً ما حدث في هذه البقعة على مرّ القرون والعصور، بعد الفتح الإسلامي من التقاء القوميات، والطوائف والأديان، من تقلّب ظروف المسلمين من أسياد إلى مسودين، والعكس".
وكان آخر سؤال للشيخ "عبد اللطيف دراز/وكيل الأزهر، وعضو مجلس أمة سابق، قائلة: أرجو أن تتكرّموا فضيلتكم بإعطائي لمحة عن أبرز العادات الرمضانية في مصر؟
فأجاب: "يسرني طبعاً أن أبدأ بالقول إن مصرنا، ظاهرة التعبير الصريح عن حبّ المصري لدينه، ولأهل بيت الرسول على المنابر، وبواسطة مكبّرات الصوت، وفي الشوارع، وفي كل المناسبات الدينية، وهذا يدلّ على أن المصريين قد جمعوا بين الفضيلتين، بخلاف البلاد العربية الأخرى، التي ما زالت فيها الطائفية تلعب دوراً "خطيراً" فمنهم من يحب أهل البيت ومنهم من لا يحبهم مثلاً".
وأخيراً أستودعكم الله حتى رمضان آخر، وأذكّر أن الإفراط في الأكل والمأكولات تبذير (وان المبذّرون إخوان الشياطين) وكل رمضان وأنتم بخير.
ملبورن – أستراليا

مسكين رمضان

نجاة فخري مرسي
كتب هذا التحقيق في القاهرة عام 1962
مسكين رمضان، كم هو مظلوم، لقد أراده الله أن يكون شهر صيام وتقشف فحوّله بعض المسلمين، أو أكثرهم، إلى شهر الطيّبات. ماذا عساي أن أكتب عن شهر رمضان المبارك، هل أبدأ من حيث نزل فيه القرآن، أو أكتفي بسرد ما يجب أن يتحلى له من فضائل البذل والتقشّف، والمشاركة الروحية والإنسانية؟ والفوائد الصحيّة؟ أن أنطلق من وصف فوانيسه وسهراته وخيراته؟ أم أذكر وأذكر ما يسبّبه لميزانية كل أسرة من ربكة وخلل؟ أم أنني أتكل على الله، وأكتب ما يرضي ضميري، وأمانتي الصحفية دون مجاملة؟
إذن اسمحوا لي أن أترك حديث الفضائل لذوي الفضل من رجال الدين، والحسنات لمن أحسنوا الشعور بوجودها وتطبيقها، وأن أستئاذن رمضان في الدفاع عنه لأنه مظلوم، والدفاع عن المظلوم فضيلة، ثم أخاطب من أساؤا إلى تعاليمه واستغلوا وجوده الكريم، وحوّلوا فضائله إلى أزمات معويّة، واقتصادية، وصحية، وأحياناً إجتماعية.
رمضان في نظر المؤمن الواعي شهر التقشّف الروحي والجسدي.. وشهر المشاركة والإحسان.. ولكن أكثرنا حوّله إلى شهر "التخمة" وزيادة الوزن.. ومع ذلك نُغنّي: "يا رمضان يا شهر التوبة والفغران" ونعود ونردد: " يا حلاوة التين والقمردين".
قد يستغرب البعض ما أقول. ولكننا بعملية حسابية صغيرة نتبيّن قوة رمضان الشرائية التي تحسده عليها أشهر السنة الأخرى الاحدى عشر الباقية، في حين أنه كان يجب أن يكون شهر تقشّف واقتصاد، وأن يوفر للمسلم الصائم الراحة النفسية والصفاء الروحي، والقدرة على التصدّق والمشاركة، ومن ثمّ إسعاد أطفاله في فرحة العيد. وكذلك الراحة المعوية، والأجهزة الهضمية من كل ما علق بها من شحوم وتخمة وفضلات.
خرجت من مكتب رئيسي ومُدرّبي الأستاذ مرسي الشافعي مدير مجلة "المصوّر" المصرية في دار الهلال في القاهرة، وكلفت بعمل تحقيق صحفي عن رمضان وليالي رمضان، ومعي مصوّر المجلة، وبعض الأوراق على أن أعود وقد ملأتها واستهلكت ما في الكاميرا من أفلام مصوّرة لفوانيس رمضان الجميلة، وولائمه الكثيرة، وأوراقي مليئة بقصص وحكايات عن حلاوة ليالي رمضان وسهراته وخيراته ومكسّراته و "باميته".
ولكنني عدت وأوراقي مليئة بحكايات ومظاهر البذخ والإسراف، وكيف أن الناس في هذا المجتمع قد حوّلوا هذا الشهر الفضيل إلى شهر طيبّات وبذخ وإسراف، وزيادة وزن، وكيف قلبوا الآية، وعكسوا المفروض. ولا بدّ من عرض بعض الصور التي شاهدتها في بعض البيوت الكريمة، أوّلها منزل لاجئ سياسي كبير في إحدى الدول العربية الشقيقة، قابلته بوجود مفتي جمهورية وعضو مجلس أمّة سابق على قدر كبير من الوعي، كانت سفرته عامرة بأطباق وألوان عديدة من الأطعمة والفواكه والحلويات، والمكسّرات إذا حسبتها وأحصيتها لا تصدّق. أما البيت الثاني، فكان منزل مدرّس، يسكن في حي شعبي متواضع مكوّن من ثلاث غرف مقاس علب السردين، مكتظّة بالأثاث القديم المستهلك والعائلة مكوّنة من الأبوين وثلاثة أطفال.
كانت سفرة إفطاره مكتظّة بالأطعمة مثل شقته وفي وسطها خروف قد تمّ ذبحه في استقبال رمضان. وأعتقد أنهما صورتان كافيتان لجعل القارئ يشاركني الرأي في أن السفرة الأولى يمكنها أن تطعم أكثر من خمسين محروم من فضلاتها.
والسفرة الثانية يمكنها أن تكسو العائلة بملابس جديدة يوم العيد، أو أن تحسّن وضع الأثاث المستهلك بثمن خرافها المذبوحة في استقبال رمضان، وثم في وداعه يوم العيد. وفي كل الحالات أرجع وأقول مسكين رمضان كم هو مظلوم. والى اللقاء في الفصل الثاني الأجمل في رمضان "بحي الحسين"، وشارع "خان الخليلي".
ملبورن – أستراليا
في 24/9/2007

أيام زمان

نجاة فخري مرسي
من منّا لا يهمّه أن يعرف ما طمسته الأحداث السياسية المؤلمة من تراثنا العريق، يوم كانت لنا حضارات فاقت في حينها كل الحضارات الأدبية والثقافية، يوم كانت تتفوّق على العالم الذي أصبح يدّعي التحضّر اليوم، مع أنه لم يغيّر أسلوبه في القرصنة والإستعمار ، وإن يكن قد غيّر شكلها، من استعمال سيف يقتل به شخصاً أو بضعة أشخاص، إلى أساليب فتك ودمار تبيد المدن والعمران، وتقتل مئات الألوف في لحظات، ولا يهمّ أن يكون القاتل شجاعاً، لكن المهم أن يكون جباناً، يستطيع أن يضغط بأصبع آثم على زر في طائرة أو في باخرة أو في دبابة، فيقتل ما عجز عن قتله آلاف الشجعان والمحاربين في حروب قديمة، وطويلة.
في لقاء مع إذاعية معروفة ينطلق صوتها من محطة "صوت لبنان" في بيروت، كل خميس من أيام الأسبوع كان هذا اللقاء في مكتبها بصوت لبنان بتاريخ 16/5/1996. تحدثنا عن مسيرتها الإذاعية، التي بدأت في تقديم برنامج ما يطلبه المستعمون، تلاه برنامج تلفزيوني على الهواء، أصبح له عشاقه ثم يعاد بثّه في مجلة الصياد لأن أكثرها تراثي، فقال فيها الإعلامي المعروف سعيد فريحة صاحب مجلة الصياد، هذه العبارة التي شجعتني، والعبارة هي: "ليس من الضرورة أن تكون من كتبت عن نابليون بونابرت قد حضرت معاركه.. ولا من الضرورة أن تكون من تتكلم عن صلاح الدين قد عاشت في عصره".
ثم دار بيننا الحديث التالي:
س: لنفترض أنني قرّرت أن أقدّمك للمستمع العربي في استراليا، فهل يهمّك هذا؟
أجابت، طبعاً، طبعاً طبعاً"، وقدّمت لي شريط فيديو بصوتها وفيه حلقات برنامجها "أيام زمان" لتسمعه الجالية العربية في أستراليا.
نقلته بعد عودتي على الورق، ونشرته في أحد برامجي في جريدة "النهار" المهجرية الغرّاء تحت عنوان "أيام زمان" ثم احتفظت به في أرشيفي الصحافي.
وبينما كنت أبحث في هذا الأرشيف المليء بالذكريات والأفكار السياسية للمقارنة بين حاضرنا وماضينا، فوجدت فيما وجدت برنامج الصديقة والزميلة "أيام زمان" الذي يعود تاريخه إلى أواخر القرن العشرين.
رأيت أن أشرك القارئ في هذه المقارنة بين بيروت اليوم و "بيروت أيام زمان" وعن الأحداث الكثيرة التي قاست منها على مدى تاريخها الطويل الذي يصل بتقديرات الحفريات الجديدة إلى ستة آلاف سنة، وعن الغزاة وعن الحروب، والكوارث الطبيعية، وبالتالي عن ظلم أهلها لها بحروبهم الأهلية البغيضة، التي شوّهت جمالها، ودمّرت عمرانها.
ومع ذلك ظلت بيروتنا العريقة إلى عهد قريب، منتدى للأدب والفكر وبقيت نوّارة الشرق ودرّة الأوطان، وجميلة الجميلات، وستبقى بإذن الله.
وإلى اللقاء في العدد القادم في مجلة ليلى الألكترونية الغرّاء مع القسم الأول من : "بيروت أيام زمان".
ملبورن – أستراليا

غياب اتحاد ربّات البيوت في أستراليا

نجاة فخري مرسي
بعيداً عن السياسة
يؤرّق الشعب الأسترالي والعائلات الأسترالية هذه الأيام وحش إسمه غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار لأسباب غير مفهومة، وليس لها مبرّر.
لماذا غير مفهومة؟ لأن أستراليا قارّة كبيرة ومواردها الطبيعية كثيرة، وعدد سكانها قليل يكاد يتساوى مع مدينة واحدة من مدن بعض البلاد مثل القاهرة في مصر، ونيويورك في الولايات المتحدة.
والمفهوم من عامة الشعب هو أن يكون تعداد السكان أعلى من إمكانيات وانتاج وموارد القارّة الطبيعية، وأن تكون لضرائب محتملة، أو أن تكون ماكينات اليانصيب ونوادي القمار لم تصل بعد إلى دخل ولاية "مونت كارلو"، أو أن يكون المعروض أقل من المطلوب.. أو أن يرتفع سعر اللحمة في أستراليا "أمّ اللحوم" بسبب تقاعس الحكومة عن دعم الفلاّح لكي يتمكن من المنافسة مثل الصديقة أمريكا التي دعمت الفلاّح وشجّعت الإنتاج إلى أن سيطرت على السوق.
أو أن تكون البضائع المستوردة أغلى من البضائع الأسترالية، أو أن تكون أسعار البصل والثوم الصيني أغلى من البصل والثوم الأسترالي.
لكن، وللأسف فقد رست هذه المعادلات على عكس ذلك وأصبح سعر كيلو اللحمة في سوق الإستهلاك المحلّي أعلى وأغلى من سعرها في البلاد التي تستوردها من عندنا.
إذن فإن غلاء سعر اللحوم على المستهلك في استراليا لا مبرّر له وغلاء الفاكهة والخضار في استراليا لا مبرّر له ما دام المعروض أكثر من المطلوب..
ولولا الملابس الجاهزة المصنوعة في الصين لاستحال على محدود الدخل في أستراليا أن يشتري ملابسه بأسعار تناسبه..
ولولا ثوم وبصل الصين لأصبح من الصعب على الفرد العادي أن يشتري كيلو الثوم الأسترالي بعشرة دولارات أو أكثر.
وبعيداً عن السياسة، نقول لرئيس وزراء أستراليا الحالي الذي يحاول أن يشعر مع شعبه بتقديم "المنح للأطفال"، ولأول منزل" وأن يغيّر سياسته بعد أن خربت مالطة، وهلك المواطن من دفع الضرائب، والبطالة وأصبح نصف هذا الشعب يعيش على معونات اللاجئ والبطالة والشيخوخة، وملايين الدولة تذهب إلى دعم مشاريع الصديقة أمريكا في روبها، وإلى المنح والوعود التي تسبق الإنتخابات.
ملبورن – أستراليا

عودة إلى المطالبة بعقوبة الإعدام

نجاة فخري مرسي
بعد موجات الإجرام المؤرّقة التي تعاني منها المجتمعات البشرية وبعد تزايد مخاطرها يوماً بعد يوم، أصبح يتوجّب على الحكومات فتح الملفات، والحديث عن أهمية عقوبة الموت للحدّ من انتشار هذه الجريمة بهذه الأشكال المخيفة.
لقد أجرت إحدى القنوات التلفزيونية إستفتاءً شعبياً حول هذا الموضوع على إثر جريمة إعتداء مروّعة على شابّة بريئة في إحدى المدن الأسترالية، فجاءت النتيجة أن أكثر من تسعين بالمئة يحبّذون المطالبة بعقوبة الإعدام، وهذا يفسّر أن انتشار الإجرام قد حوّل المجتمع إلى غابة يصل فيها الإجرام إلى كل بيت ويطال الكبار والصغار، وحتى الأطفال، ممّا حوّل البيوت الآمنة إلى سجون مسوّرة، والمجرم الذي ألقي القبض عليه ينعم في سجن إنساني مريح، على حساب أبناء الشعب وحكومات الشعب.
لا نستطيع هنا أن نجزم فيما إذا كان إلغاء عقوبة الإعدام في الغرب هو الذي سبّب هذه الموجة من الإجرام، أم أن انتشار المخدّرات، أم أن الإثنين معاً، أم لأسباب أخرى.
المهم أننا بعملية حسابية بسيطة نجد أن إلغاء عقوبة الإعدام للمجرم الذي قتل، أو القاتل مثل مروّج المخدرات يسبّب الموت بالجملة يستدعي بناء المزيد من السجون، والمزيد من الأعباء المالية على الدولة، وعلى دافعي الضرائب من أبناء الشعب، وكل هذا لا ينهي المشكلة بل يزيدها استفحالاً، لأن المجرم سيبقى مجرماً، وموزّع المخدرات سيوزعها في السجن، وكثير منهم من يعتدي على بقية السجناء، وبذلك يكون إلغاء عقوبة الإعدام، قد قدّم الحياة للإنسان المجرم على حساب المواطن البريء، بل ويعقّد المشكلة، ويزيدها خطورة.
وأخيراً فإن الحسابات تلتقي جميعها عند نقطة واحدة، ألا وهي أن الحياة للمجرم معناها الموت للبريء. وقبل أن أدلي بدلوي، وأعطي رأيي بالثناء على قانون "السنّ بالسنّ، والعين بالعين" يكفي أن نسمع آراء أكثر من تسعين بالمئة من أفراد المجتمع الأسترالي وهم يطالبون بإعادة عقوبة الإعدام، لتخفيف الرعب في المجتمع، وعودة الأمان، وخوف الكبار على الصغار، والآباء على الأبناء، والإغتصاب والقتل والخوف على رجال البوليس، الذين هم حماة الأمن، بعد أن أصبح الخطر يهدّد حياتهم وحياة عائلاتهم.
تبقى نقطة إحتمال إعدام بريء بدافع الخطأ، وهذه النقطة قد شغلت بال العشرة بالمئة الباقية، وهي طبعاً نقطة إنسانية هامّة ولا يمكن الإستهانة بها، ولكن الإيمان بعدالة القانون، يقلل من احتمالات حدوثها.
ويكفي أن نعلم أن ستة من كل عشر نساء في العالم يتعرّضن للإغتصاب الجنسي، وربّما القتل للتغطية، أي أكثر من نصف المجتمعات النسائية، ويكفي أن نعلم أن المئات والآلاف من الأطفال من إناث وذكور قد اختطفوا وامتهنوا وقطعت أوصالهم ودُفنوا.. وأن ملايين البيوت والبنوك، والمحال التجارية قد كسرت وسرقت، وأن خطر الإجرام قد تسلل إلى جوانب حياة الإنسان والحياة الإنسانية وهذا يستدعي المطالبة مع المطالبين بإعادة عقوبة الإعدام.
ملبورن – أستراليا

ملكتان: قرطاج والإحسان

نجاة فخري مرسي
**
الملكة اليسار ديدو / ملكة قرطاج
تُدعى ملكة صور، ومؤسسة قرطاجة الفينيقية التي وصفت بالمدينة المشرقة. وهي التي ملكت 300 مدينة في غرب البحر الابيض المتوسط فأسست بذلك العالم الفينيقي.
هي حفيدة الملكة جيزابيل Jezebel وشقيقها بيغماليون Pygmalion ملك صور رجل الدين الذي انجبت منه هانيبال الذي حكم روما.
ولو أن تاريخ حياتها لم يُعرف بالكامل، الا أنه من المعروف انها ابنة الملك ماتن Matten ملك صور فورثت من بعذه المملكة مشاركة مع شقيقها بيجماليون Pygmalion الذي قتل زوجها، ولكن الشعب أراد ملكاً واحداً فغضب شقيقها، وهربت من صور، ووصلت اولاً الى قبرص حتى تموّن سفنها لرحلة طويلة. ولعلمها أن أهل صيدا قد جابوا البحار وأنشأوا حوالي 16 مركزاً للتجارة. وأخيراً وصلت مع مؤيديها الى ما تُعرف اليوم بدولة تونس، وأنشأت مدينة قرطاجة.
كان من أهم الانجازات لديها، اهتمامها بالعلوم، وخاصة الحساب والهندسة، فاخترعوا في عهدها الدائرة، والمستطيل، والمثلث، والمربّع، وأدخلوها في علومهم ومبانيهم، وعماراتهم، وأشكالهم الهندسية، كما أنهم اتصلوا بالدول والمدن التي برعت بهذه الفنون مثل المصريين والبابليين، الى جانب اهتمامهم باللغات فتعلموا اللاتينية. وبرعوا كعادتهم في التجارة فقد تاجروا مع جميع الحضارات الموجودة في ذلك الوقت.
**

مليكة الإحسان – الأم ماري تريزا

ولدت عام 1910 في سكوبي – مقدونيا تحت اسم "أغنس كونفوا "Agnes Gonxha Bojaxhio"
- درست الإنكليزية في دير لورتّو في مدينة دبلن في ايرلندا
- قررت عام 1928 الإنضمام إلى الرهبنة فأخذت اسم "ماري تريز"
- بدأت العمل في الرهبنة في الهند عام 1929
- افتتحت أول مدرسة لها في الأحياء الفقيرة في مدينة كالكاتا في الهند عام 1948
- أصبحت رئيسة البعثة التبشيرية في الهند عام 1950
- افتتحت بيتا خاصاً للمرضى الميئوس من شفائهم عام 1952 في الهند
- افتتحت بيتاً للأطفال في كالكاتا في الهند
- مُنحت جائزة نوبل للسلام عام 1979 فتبرعت بمبلغ الجائزة (190 الف دولار) لمساعدة فقراء الهند.
- وسّعت أعمالها الإنسانية في بعض أنحاء العالم مثل فنـزولاّ – أيطاليا – تنزانيت – استراليا – انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية في عام 1990
وأصبح لدى رهبنتها المعروفة باسم ارسالية الإحسان 43- بيتاً في 95 دولة تحت اسم: (ارساليات احسان الأم تريزا Mother Terese Missionaries Charity)
رحلت عن هذا العالم عام 1997 تاركة سجلاً حافلاً بالإحسان على مستوى عالمي يُذكّرنا بها كل يوم.

شخصية نسائية: سيزا نبراوي


نجاة فخري مرسي

الرائدة سيزا نبرواي رائدة الدفاع عن حقوق المرأة ورفيقة الرائدة الأولى هدى شعراوي في النضال الذي بدأ في 26 مارس/آذار عام 1923 حين تكوّنت أول لجنة تأسيسية للإتحاد النسائي المصري برئاستها.
وبعد مضي ستة عقود ونيّف رحلت سيزا نبراوي تاركة وراءها جيلاً مثقفاً من النساء المصريات.
كان لي شرف معرفتها في أواسط الستينيات، يوم انتظمتُ في عضوية النشاط النسائي فرع المعادي، الفرع الذي كانت تشرف عليه كباقي الفروع.
توطدت علاقتي بها أكثر عندما اقترحت في إحدى الجلسات المخصّصة لفلسطين، أقترحت أن نقيم معرضاً كبيراً في فندق سميراميس على مستوى القاهرة ككل، يعود ريعه للعمل الفدائي الفلسطيني، ووعدت أن أتبرّع لهذا الحفل كلبنانية أعيش في مصر بكميات من التفاح اللبناني كوسيلة لجذب الجمهور المشارك، رحّبت السيدة نبرواي بالفكرة وأقيم المعرض وحقّق دخلاً ونجاحاً ممتازاً، إشترينا بالمبلغ الكثير من الكنزات الصوفيّة وحملناها إلى الجبهة وقدّمناها بأنفسنا إلى الجنود المصريين في نواحي سيناء.
عندما قرّرنا ترك مصر والهجرة إلى أستراليا عام 1969 إشترت السيدة نبراوي شقتنا في المعادي بفرشها وكل ما فيها لإبنتها الوحيدة. وفي زيارتنا الأولى لمصر عام 1986 ذهبت لتوّي لأزورها فعلمت أنها ما زالت المحرّك للحركة النسائية والنشاط النسائي، وبعد بضعة أشهر نقلت الصحف والمجلات المصرية خبر وفاتها في فيلتها في المعادي عن عمر ناز التسعين، بعد أن علّمت أجيالاً من الرجال والنساء، من خلال نضالها الطويل وشهدوا ملحمة حياتها التي حفلت بالشجاعة والتضحيات والإيمان برسالتها، وهي التي حملت الرسالة منذ وفاة الرائدة هدى شعراوي عام 1948 وقد تركتها في رئاسة الإتحاد النسائي الدولي فأثبتت سيزا نبراوي بأنها حريصة على رسالة الكفاح النسائي الوطني أيضاً بدءاً بمشاركة المرأة المصرية في ثورة 1919 الشعبية، مروراً بمشاركتها للرائدة هدى شعراوي في المحافل الدولية ضد الإمتيازات الأجنبية في مصر، وضد هجرة اليهود إلى فلسطين، وصولاً إلى جمع القوى النسائية العربية في إتحاد نسائي عربي لمساندة القضية الفلسطينية.


لمحة خاصة عن الرائدة سيزا نبرواي:

كان أول إختبار حقيقي واجهته بمفردها بعد رحيل هدى شعراوي معركة دخولها الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الوحيد في ذلك الوقت الذي حدث وحضرت مؤتمره عام 1923 في روما مع أول وفد نسائي مصري كان مكوّناً من هدى شعراوي وسيزا نبراوي ونبوية موسى، وعند عودتهن قرّرت هدى شعراوي مع سيزا نبراوي مواجهة المستقبلين لهنّ في محطة القاهرة سافرات الوجه.
ومنذ رحيل الرائدة هدى شعراوي مع مرور الأيام، ومن خلال مواقفها القوية أصبح إسم سيزا نبراوي يتقدّم أشهر الزعيمات النسائية في العالم.
قال فيها الزعيم عبد الناصر: "إذا كان صوت سيزا نبراوي يشرّف وطنها أمام العالم، فإن وطنها يتشرّف بإسمها أمام المصريين".
وكان من رأي الزعيمة الراحلة أن المرأة لا تستطيع كسب أية جولة إلا بمساندة الرجل، فالرجل المثقف الذي يرغب بالإرتفاع بمستوى مجتمعه يعلم جيداً أن الإرتقاء بالمرأة معناه النهوض بالمجتمع كله.
وتركت الرائدة سيزا نبراوي وراءها موسوعة من الذكريات تصلح لأن تكون منهجاً كاملاً لمدرسة الأجيال القادمة من النساء والرجال.

ملبورن – أستراليا

إخلعوا هذه الأقنعة

نجاة فخري مرسي
إخلعوها وأنتم تدّعون حُبّكم للبنان، أكثر من حبّكم لأنفسكم ومصالحكم الخاصة.
أيها الساسة المراهقون، يا من ادّعيتم الديمقراطية والعيش المشترك، ثمّ رأيناكم في مناوشاتكم وعداواتكم على حقيقتكم فظهرت علاقاتكم وأحكامكم كلها على أسس طائفية ومذهبية ومصالح ذاتية.

إتّقوا الله في وطنكم.. إتّقوا الله في شعبكم.. إتّقوا الله في اقتصادكم.. إتّقوا الله في سياحتكم.. وفي عمرانكم وفي سمعتكم في العالم. إتّقوا الله في نسائكم وأطفالكم وعودوا إلى رشدكم، ليعود لبنان الدرّة النادرة.. وليعود لبنان حبّة اللولو التي سقطت من دمع الزمان والجنة على الأرض التي سمّيت لبنان.

عودوا إلى رشدكم لتعودوا في نظرنا أبناء القادة الذين حرّروا لبنان من الإستعمار الفرنسي، وآبائكم واخوانكم الذين استشهدوا في لبنان.

توقفوا بربّكم عن السير وراء أعدائكم وأصدقاء أعدائكم قبل أن يضحّوا بكم ويضحّوا بأمنكم واستقراركم من أجل سلامة عدوتكم إسرائيل.

لبنان يريد أن يعيش.. شعب لبنان يريد أن يعيش.. المهاجر اللبناني يريد أن يرفع رأسه في كل بقعة لجأ إليها.. جبران فيلسوفكم جبران يريدكم أن تتذكروه وأن لا تنسوا معاناته وهو يموت في المغترب خوفاً على وطنه لبنان من خلافات ساسته.

أوقفوا بربكم نزقكم وخلافاتكم وأطماعكم، واخلعوا أقنعتكم السياسية المزيّفة وعودوا إلى مبدأ "لبنان أوّلاً" ليعود لبنان باريس الشرق وتمثّلوا برياض الصلح وبشارة الخوري والإمام الصدر وكمال جنبلاط ورفيق الحريري، والمناضل علامة الذي أمضى زهرة شبابه في الادغال يحارب الإستعمار. وكل من حمل راية إستقلال لبنان.

تعليق على التعليق

نجاة فخري مرسي

قرأت تعليق الأخ الدكتور عدنان الظاهر على اللمحه المختصره التى كتبتها عن الملكه زنونيا ملكة تدمر فى مجلة ليلى الاكترونيه العالميه , ورحبت فعلا بهذا التعليق ، لأن عملية الأخذ والرد فى النواحى الأدبيه والتأريخيه تساعد باعتقادى على وضع الأمور فى نصايها .
ولكى أدخل بالموضوع ، أرجو أولا المعذره على هذا الاختصار لسيرة أشهر ملكه عربيه عرفها التاريخ , والسبب هو أن فضائيات العصر ووسائل اعلامه الكثيره , وأحداثه الأليمه المتلاحقه , قد أوصلتنا الى قناعه , أو على الأقل أوصلتنى الى قناعه بأن المقال الطويل فى مجله غير مقروء ، وجعلتنى أعتقد أن الكتاب فى محنه ، ولكن تعليق الدكتور الكريم قد أعاد الى الأمل بأن اكتاب لن يموت .
اسمحوا لى أن أذكر بأننى لم أعتمد على مرجع واحد فقط ، بل كانت مراجعى كثيره ومتنوعه أذكر منها :-

- - مجلة المعرفه العدد 105 السنه الثالثه 29/3/1073
- كتاب ألاديبه أميلى نصر الله بعنوان " رائدات من الشرق والغرب " الجزء الأول
- كتاب السيد سمير شيخانى بعنوان " نساء " الجزء الثانى
- دائرة المعارف " كولييرز " باللغة الانجليزيه . وللأسف لم تكن أسفار الطبرىمعهم.

وفى هذه المراجع وغيرها كثرت الآراء وكثرت أسماء المؤرخين ، وكيف لى أن أذكر فى كلمه مختصره أسم كل مؤرخ وما قاله " بربيلوس بوليو ، أو المؤرخ كابتيلينوس فى وصف جمال الملكه زنوبيا وثقافتها اليونانيا والآراميه والقبطيه , وفى سعة اطلاعها على الشرق والغرب , وعن كتابتها لخلاصة ذلك التاريخ ، تاريخ آسيا واليونان ، وتاريخ مصر ( وطن جدتها الأولى كليوباطره )

كيف لنا أن نلخص قدرتها السياسيه ، وحكمتها فى الشؤون الاقتصاديه وكيف ملأت بيت تدمر بالمال , وجمعت كنوزا تفوق ما فى خزائن كسرى ملك الفرس .

أرجو أن يكون المعلق الكريم قد اطلع على كتابى الأخير " المرأه فى ذاكرة الزمن" وخاصة الجزء الثانى باب " ملكات من الشرق " ، الذى تضمن سيرة الملكه زنوبيا بالتفصيل وخاصة ما كتبه أوراطينوس الروم بعد أن هاجمها وأسرها قائلا : " قد يضحك البعض لأنى أحارب امرأه ، ولكن زنوبيا عندما تحارب تصبح أفرس من الرجال وسأتوقف عند منحها لنفسها لقب سلطانة الشرق , وكيف ازدهرت الحياه فى عهدها وعاش شعبها فى يسر وأمان ، وكيف أصبح العرب يضربون بها الأمثال .
أختم هذه الاجابه بما قالته الأديبه أميلى نصر الله فى خاتمة بحثها عن هذه الملكه الرائعه بالقول " ومهما اختلف الرواة أو اتفقوا , فى فصل الحقيقه عن الأسطوره فى حكاية زنوبيا ، فان آثارها الباقيه فى تدمر ، وفى أرجاء مملكتها الشاسعه , تؤكد يأن امرأه عظيمه ، مرت فى هذا الشرق العربى ، وتركت فوقه بصماتها .

مع تقديرى .


ملبورن - أستراليا

الملكة جيزابيل الفينيقية / ملكة اسرائيل Jezebel

نجاة فخري مرسي

هي ملكة اسرائيل، وزوجة الملك آهاب AHAB والأميرة الفينيقية، وإبنة ملك.
ذكرت في الانجيل في أكثر من آية، وخاصة في كتب الملوك Books of the kings. وطبقاً لكتب الملوك فإن جيزابيل حضرت الى المملكة الشمالية لاسرائيل لتتزوج الملك آهاب إبن الملك أومري OMRI.
ولأن والدها كان فينيقياً فإنها كانت تؤمن بآلهة مختلفة مثل بعل BAAL ملك الاخصاب والنبات، وكما كان يعنقد الكنعانيون، في حين أن بني اسرائيل خالفوا أوامر يهوه وعبدوا آلهة مختلفة، وكانت الملكة جيزابيل لا تعبد يهوه الذي يعبده زوجها آهاب. هذا الى جانب أن زواجها كان زواج مصلحة لحماية الدولة الفينيقية، وكذلك لحماية طُرق التجارة التي كانوا يتبعونها في المنطقة.
ولاختلاف وجهات النظر الدينية، ونشاط المرأة وقوتها أو عدم احتمال العيش مع آراء الغير، بينما الاسرائيليون منغلقون ويخشون من الغريب ولا يتحمّلوه فكان أن حدثت المواجهة بين قساوسة الدينين يهوه وآليجا Yahwa & Eligah فقُتل زوجها آهاب، وقَتلوا جيزابيل، وتركوا جثتها تنهشها الكلاب.
وقد اختلف المؤرخون حول هذه الحوادث، إذ اعتمد الكثير منهم على ما كُتب في الانجيل فترجموها بمعان مختلفة. واطلقوا عليها الأوصاف المسيئة.

الملكة الزباء، أو زنوبيا "سلطانة الشرق"

نجاة فخري مرسي
كان اسمها الأصلي (بنت زباي) متحدرة من سلالة السميدع العربية الشريفة. تزوجت ملك ملوك تدمر "أذينة الحيراني" الذي ساد الشرق الروماني، وبسط سلطانه انطلاقاً من سوريا إلى الجوار، وكانت له حروب مع الفرس.
أنجبت منه 3 أولاد. وعندما توفي زوجها "أذينة" خلفه ابنه وهب اللآت القاصر فقامت زباء بالوصاية عليه، واستطاعت أن تستقل بتدمر من الدولة الرومانية. فأزالت اسم الأمبراطور اورليان عن النقود، ولقّبت إبنها "أوغسطس" وهو من ألقاب القياصرة وتولّت قيادة الجيش، ونشرت سلطانها على مصر.. والشام.. والعراق.. وآسيا الصغرى، الى أنقرة. وأوشكت أن تدخل بايثينيا Bythinia تحت لوائها.
كانت زنوبيا كثيرة الأعتماد على رجالها العرب والأرمن. ولكن ما بذله "أورليان" من المال لتفريق كلمة العرب جعل أهل الشام، وأهل المدائن يتفانوا في نصرته، فتمكّن من حصار تدمر, فلم ترَ زنوبيا مفراً من الفرار الى الفرس، ولكنه استطاع اللحاق بها. والقبض عليها عام 272 ميلادي، واستولى على خزائن تدمر المليئة بالمال والكنوز، على أنه سرعان ماعفا عنها، وأطلق سراح أهلها.

**

الملكة سميراميس

نجاة فخري مرسي
نشأت في مدينة بابل عام (1258 – قبل الميلاد) واسمها سميراميس أو سمّي رام. ذكرها المؤرخون اليونان على أنها ملكة عراقية، واعتبرها المؤرخون الألمان شخصية خرافية إلى أن عثر علماء الآثار الألمان عام 1909 على تمثال سمّي رام في خرائب مدينة "شرقاط" أول عاصمة أشورية، وحُفر على التمثال هذا النص: "إن أجل عودتي قد حان، فقل للكلدانيين أن ربيبتكم وملكتكم قد استحالت إلى أصلها".
وفي مسرحية الكاتب الفرنسي الأسطورية "ڤولتير" عن بابل عرّفها باسم سمّي رام أو سميراميس.
في عهدها حسّنت الأوضاع الأقتصادية والعمرانية، وبفضلها تحوّلت بابل إلى قطعة من الفردوس، فأقامت الحدائق، وبالأخص "الحدائق المعلّقة" التي اعتُبرت احدى عجائب الكون، ومَدّت الأقنية، وبَنَت الجسور وزَرعت الحدائق والبساتين.
وقد تباينت الآراء حول الملكة سميراميس، فمنهم من قال إنها ملكة عربية حكمت في القرن التاسع قبل الميلاد، وأن فتوحاتها اتّسعت وشملت فارس، والهند، وأرمينيا، ومصر وآثيوبيا.
ومن اكتشافات علماء الآثار في نمرود "كلخ اليوم" في ايران، نصباً يثبت وجودها ويلقي الضوء على حياتها. وهذا النصب محفوظ في المتحف البريطاني في لندن بعد أن شكّك بوجودها الكثيرون.

تعبت من المُساءلة

نجاة فخري مرسي
من أرشيفي

عندما تحاصر الانسان الظروف الصعبة والهدّامة بأنواعها، يشعر المرء بالضيق، ويبدأ بالبحث عن الحلول، خاصة اذا كانت تخصّ الوطن والأحوال المعيشية للمواطن.
نعم، نحن نعيش الآن في أستراليا، ونعم أن أستراليا تبعد عن أوطاننا مئات بل آلاف الأميال، ولكن الوطن لبنان يعيش في نبضات قلوبنا، وتؤرقنا أحواله السياسية والاقتصادية، ومواقف ساسته التي تسير به نحو الهلاك، بعد ان كان درّة الشرق، وموطن الديموقراطية، والعيش المشترك، فأصبحت ديموقراطيته فوضى، وعيشه المشترك تراشق بالتهم والكراهية العلنية لبعضهم البعض حتى وان أدّى ذلك الى إيذاء الوطن والمواطن، الآن لكل سياسي منهم ليلاه، وليذهب الوطن والمواطن الى الجحيم. وهذا شغلهم تماماً عن إعادة الإعمار وإيواء مشردي الحرب الأخيرة ... وشغلهم عن الصناعة والزراعة والسياحة والاقتصاد وموجات هجرة الشباب اللبناني الى المغتربات ... لماذا لأن الدعم الطائفي أهم من الدعم الوطني.
في هذه الدّوامة أراني كمواطنة لبنانية تحب لوطنها السلام، وتكره له الانقسام، وتبحث معه عن الحلول خاصة بعد ان عشت في بلد ديموقراطي حقيقي وديموقراطيته مختلفة وطائفيته مختلفة وسياسته تبنى على حزبين يتقاسمان السلطة بالانتخابات النـزيهة. ولا وجه للمقارنة بينها وبين أحزاب لبنان التي لا تُعد ولا تُحصى ولكل حزب أجندته البعيدة عن مصلحة وطنه إلاّ في المناظرات المشكوك بأمرها، والمؤتمرات الصحافية المبرمجة للتحدّي.
والمهاجر اللبناني في هذا البلد المثالي لم يعد أمامه سوى أن يأسف على وطنه مما يجري، بعد أن أصبح عدد مغتربيه خمسة أضعاف من بقى في أرض الوطن، الى ان قرب التشابه بين الشباب اللبناني المنـتشر في جميع أصقاع العالم، واليهودي التائه الذي لا وطن له.
وإذا أردت أن أسأل وأتساءل أجد أنني قد تعبت فعلا من المساءلة، وسأكتفي بهذه التساؤلات المتواضعة الآن:
1- من تراه سيعيد الآمال الى شباب لبنان؟
2- من تراه سيعيد غرس أشجار الأرز، وأشجار الصنوبر في حمّانا وجزّين؟
3- من تراه سيرمم قلعة بعلبك قبل أن تصبح قلعة الاهمال؟
4- من تراه سيستصلح الأراضي البور الواسعة الشاسعة في سهل بعلبك لتنتج القمح والبقول؟
5- من تراه سيعمل على تصنيع مشمش بعلبك وتصديره الى الخارج؟
6- من تراه سيسوّق لوز وبطاطس وبطيخ عكار؟
7- من تراه سيوفّر فرص العمل والوظائف لشباب لبنان ليوقف هجرتهم بحثا عن الحياة الأفضل في أصقاع المعمورة؟
وأخيراً وليس آخراً من سيطالب الحكومات اللبنانية المتتالية أن ترشّ قرى الجنوب بالمبيدات للقضاء على البعوض الذي يسبب لهم مرض الملاريا وصعوبة النوم؟
لقد تعبت من المساءلة، ومن سيسمع ويجيب في ضوضاء الطاحون السياسي في وطني لبنان؟

ملبورن – أستراليا

اعتقد ما شئت ... ودعني أعتقد ما أشاء

من أرشيفي
نجاة فخري مرسي

هنالك في عالم الانسان، أي انسان، معتقدات ايجابية حينا، وسلبية أحياناً. واذا استعرضنا بعضها في مجالات السلب والايجاب/ نجد هنالك من يعنقد مثلاً:
1- أن التغنّي بجمال القمر، أسهل من الصعود أليه ...
2- أن تجهيل المرأة أفضل من تعليمها ...
3- أن القضاء على ذوي العاهات المزمنة ضرورة حضارية لتنقية المجتماعات البشرية (على رأي النازية) ...
4- أن العداء والثأر أفضل من التسامح وترك الأمر في يد القضاء ...
5- أن الفلتان الاخلاقي حضارة وتمدّن ...
6- أن القرصنة والسلب، ضرورة تفوق الأمانة والايمان ...
7- أن حياة المتألم المستغيث، والميئوس من شفائه، أفضل من نظرية "الموت الرحيم" ...
8- حتى هنالك من اعتقد أن الطاغية "نيرون" كان محقا عندما أحرق روما، وجلس يتمتع برؤيتها وهي تحترق، ما دامت في حرقها سعادة ومتعة لسعادته...
9- وحتى أيضا هنالك من اعتقد أن "حائط برلين" بعد الحرب العالمية الثاني وسقوط المانيا، كان ضرورة ولمصلحة برلين الغربية وبرلين الشرقية...
وهنالك طبعا من اعتقد العكس، وأصرّ على تفضيله للايجابيات كونها الأكثر انسانية للانسان...
وأنا شخصياً أعتقد أن اختلاف المزاجات والآراء والمعتقدات، والسلب والايجاب في المجتمعات الانسانية دليل صحة ...
ملبورن – أستراليا

البحث عن الشعارات الحديثة

نجاة فخرى مرسى
من أرشيفي
بينما كنت أمر قرب ساقية، وجدت خمسة شيوخ يشربون، ثم يستظلّون شجرة ويظهر عليهم التعب وربما الإرهاق، فما كان مني إلا اقتربت منهم بدافع الفضول، وألقيت التحية، فردوا بأجمل منها، ودعوني إلى الجلوس معهم لأنهم على سفر مستمر يبحث كل منهم عن ضالته، ثم يلتقون قرب الساقية للشرب والراحة.
أثار فضولي هذا الكلام، وسألت نفسى ماذا تكون ضالة كل منهم؟ وما الضرر في أن أسأل، فإذا صارحوني كان بها، وإن رفضوا المصارحة فلا بأس من أن أعتذر عن فضولي وتطفلي، ثم أتركهم وشأنهم لأن عالمنا اليوم مليء بالأحاجي. سألت معتذرة إذا كان باستطاعتي أن أفعل شيئا، وأبحث معكم عن ضالة كل من يريد أن أساعده.
أجابني الأول: أنا من بلاد الشرق أوسطية وضالتي ما سمي بالاستقلال والديموقراطية.
قال الثاني: أنا من أرض بابل وبين النهرين وضالتى حقوق الإنسان.
قال الثالث: أنا من مقاطعة الشيشان وضالتي الانفصال والأستقلال.
قال الرابع: أنامن فلسطين وضالتي التحرر واستعادة أرضي
قال الخامس: أنا من القارة الأفريقية وضالتي لقمة العيش والثأر ممن سلبوا مقدراتي وتركوني أعاني من الفقر والجوع .
فهل بامكانك أن تدلينا على إحدى هذه الضالات ؟
قلت أنها شعارات حديثة في بلادكم ولا أعتقد أنكم ستعثرون على واحدة منها في الوقت الحاضر. انخدعتم بوجودها لأنكم أيها الأخوة الأجلاء قد فاتكم أن تتفقوا أولاً على حقيقة وجودها أو عدمه
ما دمتم لا تتفقون والأهم والأفضل لكم أن تتفقوا فيما بينكم أولا على طُرق تحقيقها في عالمكم واستبدالها بما يناسبكم بدلا من استيرادها.
ملبور ن - أ سترا ليا

سباق الجاليات الأثنية

نجاة فخري مرسي
من أرشيفي

منذ أن وطأت أقدامنا أرض أستراليا المباركة، ومنذ أن بدأنا نرى سباق الجاليات الأثنية تقوم بعرض حضاراتها وتراثها الفني في المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات، وأنا أحلم في أن تدخل جاليتنا العربية في الولايات الاسترالية السبعة هذا السباق.
واليوم وبعد أن احتفلنا بالمهرجان العربي السادس في ملبورن، وبعد أن شاهدت مهرجان دول أمريكا اللاتينية الرابع في مركز ملبورن للفنون، جلست في هذا المهرجان أحلم من جديد، وأتصوّر لو أن مهرجانا فنيا مماثلاً، وعلى نفس المستوى، لمجموعة دول الشرق الأوسط التي يزيد عددها عن العشرين دولة في استراليا والتي يجب أن يكون بإمكان تراثها الفني والحضاري أن يملأ أكثر من ثلاث ساعات، التي ملأتها ست دول من أمريكا اللاتينية.
كنت متفائلة في أحلامي، فأخذت أستعرض في تأملاتي مسرحيّتي "الخيام السود" و "أيام زمان" لفرقة "كراكلا" اللبنانية اللواتي عرضتا على مسارح لندن، وهي تعرض أفراحنا التقليدية من الأردن ومن الصعيد المصري ومن شمال العراق بالملابس القومية المزركشة، وتعرض الرقصات الشعبية وزغاريد الأفراح، وأهازيج نقل جهاز العروس، ورقصة الدبكة الجماعية وجرن الكبّة، وخبز الصاج والمهباج، ودقّ القهوة والكثير من عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا. هذا في المسرحية الأولى، أما في المسرحية الثانية فقد أبرزت رقص الهوانم، وجلسات الشعر والطرب في القصور العربية وزمان ألف ليلة وليلة.
تذكرت أيضاً أعمال "فرقة رضا" و "فرقة الفنون الشعبية المصريتان بعد تطوير خطوات الرقص الشعبي من أقاصي الصعيد وبلاد النوبه وتقديمها بنكهتها الأصلية على المسارح العالمية، انتاجاً دافقاً مستمراّ لا ينضب له معبن...
تذكرت فرقة مهرجانات بعلبك اللبنانية التي قدّمت في تابلوهاتها الراقصة والغنائية، كل فريد من تراث مجتمعنا، على مسرح جوبيتر في قلعة بعلبك، وتذكرت أوف وديع الصافي، والمجوز، والشبابه وغناء فيروز على ألحان الرحابنة، وغناء صباح ونصري شمس الدين.
تذكرت فرقة الفنون الموسيقية العراقية، التي حضرت الى أستراليا فسحرت الجمهور بإيقاع السنطور والطبلة.
تذكرت الملايه اللف، ومنديل الأويا الاسكندراني ورقصة "البمبوطيه" وشبابة محمد عبدو ورقصة الخيل في مصر.
تذكرت كل هذا التراث ... كل هذه الدول الشرق اوسطية ... كل هذه الجاليات الممثلة في استراليا، وكيف انها ما فكّرت يوماً بإنتاج عمل جماعي كبير تحضره سبعون جالية في ليلة واحدة، مثلما فعلت ست جاليات من أمريكا اللاتينية في مركز ملبورن للفنون.
وهنا وجدت أن لا عذر لنا، لأن لدينا الكثير من احتياجات العرض المطلوب في استراليا. لدينا فرق دبكة، مدرسة تعلّم الرقص الشرقي للناس، مجموعة فرق موسيقية ومطربين ومطربات. لدينا جمعيات اجتماعية، وجهات نسائية مجتهدة في اقامة المعارض القومية والكثير من احتياجات العرض من سجّاد ونحاسيات، وأشغال يدوية ولكنها وللأسف مجزّأة، وكل يغني على ليلاه، ولو تكاتفت هذه المؤسسات بامكاناتها الفنية والبشرية بعمل جماعي واحد لخدمة المصلحة العامة، لوجب أن نقدّم مهرجانات عربية لا تُضاهى ... ولتجسّدت أحلامي وأصبحة حقيقة.
ملبورن _ أستراليا –

أهمية الوعي الصحي في المجتمعات الانسانية

نجاة فخري مرسي
من أرشيفي:
الوقاية خير من العلاج

هذا الموضوع لا علاقة له بالأطباء أو بالوصفات الطبية أو العلاجية،
وإنما هو موضوع تربوي وقائي من أخصّائية في التربية الصحية.

أنا أراهن، ولن اخسر الرهان، إذا قلت ان فصل الشتاء الحالي لم يسلم فيه احد من فيررس الانفلونزا، لذلك وجدت نفسى مضطرة الى الكتابه في موضوع جديد على قلمي وإن يكن ليس بالجديد على احد تخصصاتى فىالتنمية الإجتماعية والتربية الصحية.
من الدراسات التى توليها الدول المتحضرة الكثير من الاهتمام بالتربية الصحية التى تعتمدها منظمة الصحة العالمية لنشر الوعي الصحي الوقائي بواسطة معاهد اليونيسكو المنتشرة فى العالم.
وللاستفادة مما تعلمته في هذا المجال، لا بدّ لي أولاً من مطالبة الدولة الاسترالية في ادخال مادة "التربية الصحية" في مناهج التدريس الابتدائي والثانوي ومن عمل حملات توعية لربات المنازل، كيف يعرفن، ثم يُعرّفن اولادهن وأفراد أسرهنّ عن طرق وأساليب الوقاية من الأمراض المعدية مثل الانفلونزا مثلاً، كما أن على الوعي الوقائي أن يلعب دوراً كبيراً بالنسبة لأرباب العمل في المجتمع، بأن يسمحو للموظف المصاب بالانفلونزا وحامل فيروسها اللعين أن يلزم الفراش الى أن يتعافى، رأفة به وبالزبائن، أولا للحد من خطر المضاعفات التي قد تصل به الى المستشفى، هذا اذا لم تودي بحياته. وثانيا لحماية كل من يخدمه، لأن الانفلونزا معناها اذا لم تراعى المضاعفات، (والمضاعفات المعروفة نزلة صدرية، تصل أحيانا الى لفحة رئوية "نومونيا" خطيرة وكلنا يعرف هذا).
تقول الاحصائيات التي نقرأها كل يوم عن عدوانية هذا الفيروس اللئيم أنه قد لا يتأثر بالمضادات الحيوية، وانه اذا نزل الى الصدر اصابه بنـزلة صدرية وسعال، واذا وصل الى الرئة أصابها بلفحة تدعى "النومونيا" التي تتطلب الالتجاء الى المستشفى، وقد بينت تقارير منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض الذي اعتدنا ان نعتبره عارضا موسميا بسيطا قد أصبح يقتل الملاييين كل عام، خاصة في المدن المكتظّة بالسكان والتي يفتقر سكانها الى حكمة الوقاية بمعنى أن يحاول المريض أن لا يزور ولا يُزار أثناء مرضه ولا يقبّل الأصحّاء فيعطيهم العدوى.
هذا في المدن الواعية، والغنية، فما بالك في البلاد الفقيرة التي ينقصها الوعي، وتخجل من تبني السلوك الوقائي، والتي لا تستطيع أكثر أو أقل من حياة شعوبها ثمنا لتفشي مثل هذه الأمراض المعدية.
ما زلت أذكر ولا أنسى عندما كنت في الدورة الدراسية للتربية الصحية في معهد اليونسكو بالقاهرة، عبارة قالها الدكتور سعيد عبدو خبير الصحة العالمية في احدى محاضراته وهو يتحدث عن أهمية التربية الصحية واساليبها التقنية في نشر الوعي للوقاية من الميكروبات التي تسبب الأمراض. والعبارة هي: "لو علمت كل ربّة منـزل عندما تقتل ذبابة واحدة في فصل الربيع (فصل الإخصاب) تكون قد وفّرت على البيئة ولادة 36 مليون ذبابة".
أذهلني في حينه هذا الرقم، لدرجة أنني اعتبرتها دعاية من الدكتور المحاضر، ولكنه عاد وأكّد لنا بأنه رقم حقيقي بناء على دراسات الصحة العالمية.
طبعاً حفظتها حكمة، واعتبرت أن تطبيقها واجب عليّ وعلى ربّة كل منـزل وبكل صدق، وبكل فخر أقول أنني ما زلت أطبقها بلا هوادة منذ أوائل الستينات حتى يومنا هذا. إذن نجد أننا أمام مشكلة ممكن التخفيف من ضررها بنسبة مقبولة، ونجد أيضا أن لكل فرد في المجتمع دور هام في الحد من انتشار الأمراض المعدية قبل أن يستفحل أمرها وتصل بنا الى الطبيب والمستشفى والمضاعفات والمصاريف التي قد ترهق ميزانيتنان أو تؤدي بصحتنا وصبرنا وربما بحياتنا.
المطلوب بكل بساطة الآتي:
- عزل المريض عن الأصحاء
- أن يفهم المريض، وبروح رياضية أن لا يزور ولا حتى يُزار الى أن يتعافى.
- أن لا يُقَبّل الآخرين أثناء مرضه.
وبذلك فقط نستطيع جميعاً أن نحد من انتشار العدوى.
تحضرني الآن بعض الأمثلة للدعاية (دون حساسية لأحد طبعاً) وهي:
· يتصل بك صديق ليخبرك بأنه قادم لزيارتك، فتخبره بأنك آسف لعدم قدرتك على استقباله لأنك مريض بالأنفلونرا، ولا تريده أن يأخذ منك العدوى أو تنقلها الى أسرتك ... فيجيبك بكل مودة:
· لا عليك يا صديقي، أنا لا آخذ العدوى ممن أحب.
· أو يحضر لزيارتك صديق مُصاب بالأنفلونزا والسعال والعطاس، فتقول له، كان من الأفضل أن لا تخرج من فراشك حتى لا تتعرض للمضاعفات، أو تنقل إلينا العدوى، فيقول لك بكل شهامة ومودة: لا تخف يا صاحبي أنا لاأعطي العدوى لمن يحبني.
· خلاصة الكلام أننا نهيب أيضا بالأطباء أن لا تقتصر أدوارهم في مثل هذه الحالات على صرف العلاج فقط، بل يتعداه الى تعريف المريض بطرق الوقاية من أخذ المرض أو نشره بقدر الامكان بين الأصحاء.
· كذلك أعود وأذكر الحكومة بدورها في حماية البيئة وان لا يقتصر دورها على توفير الطبابة أو صرف الأدوية أو العلاج المجاني لبعض المرضى وانما يتعداه الى رعاية الانسان قبل الحيوان.
نشر في جريدة المصري في 19/9/1999

هجرة الكفاءات العربيه

نجاة فخرى مرسى

من أرشيفى:


أصبحت هجرة الكفاءات العربيه ، مشكله تتزايد خطورتها ، ومن الصعب تجاهلها

تعقد كل يوم ندوات ، وتصدر عنها الأبحاث حول مشكلة هجرة الكفاءات العربيه ، ومن أبرز هذه الندوات , ندوه صدرت عن " مركز دراسات الوحده العربيه " فى بيروت ، أشرفت على تنظيمها اللجنه الاقتصاديه لغرب آسيا المسماه
" أكوا " التابعه للأمم المتحده ، قدم بحوثها ومناقشاتها نخبة من الأساتذه العرب الذين زاد عددهم عن العشرين ، من بينهم أيضا ثمانية أجانب .

أصدر المركز بعد انتهاء الندوه كتابا يمثل دراسة واسعه بواسطة 68 مشاركا من أنحاء العالم العربى وأوروبا ، والولايات المتحده ، ومنظمة الأمم المتحده ، تضمن الكتاب ثمانية عشر بحثا , وقع تركيز الجانب الأكبر منه على هجرة الكفاءات العربيه فى الاتجاهين : نحو أقطار عربيه ونحو أقطار أجنبيه .

لو علمنا أن تاريخ هذه الندوه يعود الى عام 1981 ، وأن الأرقام والمقارنات تبدأ منذ عام 1967 لأخذنا العجب ، وأشعرنا بخطورة المشكله التى تزداد وتتفاقم وليس العكس .
فى هذا الكتاب المكون من 415 صفحه بحث قدمه الأستاذ أنطوان زحلان حول مشكلة هجرة الكفاءات العربيه بالذات ، أخترت منه بعض المقاطع التى تهمنا معرفتها والاطلاع عليها لأنه أدهشنى ما جاء فيها اذ يقول : " وفقا لحسابات أوليه أجريتها مؤخرا ، بلغت النسبه المئويه لهجرة الأطباء والمهندسين والعلماء العرب الى أوروبا الغربيه والولايات المتحده حتى عام 1967 – 50 , 23 و 15 بالمئه على التوالى من مجموع الكفاءات العربيه ، وقد كانت الأعداد 24000 طبيب
و 17000 مهندس و 7500 من المشتغلين بالعلوم الطبيعيه ، كما أن حركات الهجره داخل الوطن العربى كبيره أيضا , ونصادف فى هذا المجال أعدادا كبيره من المدرسين ، وموظفى الادارة أيضا .

فى الوطن العربى اليوم نحو خمسين جامعه ، وبسبب عدد النمو المرتفع للدارسين يتضاعف العدد التراكمى للخريجين فى فترة زمنيه قدرها 3-5 سنوات ويمكننا أن نقدر عدد الخريجين فى عام 2000 الى 12 مليون فى حال استمرار الاتجاهات الحاليه ، ويمكننا تسليط مزيد من الأضواء على تبعية هجرة الكفاءات الفنيه من كل المستويات حتى الدكتوراه لأنه كبير بما يكفى ؛ ومجموع العرب الحاصلين على درجة الدكتوراه الى عام 1967 مماثل لحاملى الدكتوراه فى الولايات المتحده ، أو ألمانيا ، وانجلترا فى غضون الفتره ما بين 1939 الى
1945 ، كما أن فى الوطن العربى من 30000 الى 40000 باحث .
وقياسا على قول الباحث زحلان يمكن مقارنه حجم الهجره العربيه الى أستراليا منذ عام 1860 لشعرنا بالحاجه الملحه الى مثل هذه الأضواء وتلك الاحصائيات التى دفعتنى الى توثيق هذه الكفاءات فى كتابى " المهاجرون العرب
فى أستراليا " فى أواخر الثمانينيات ، فوجدت أن ما لدى جاليتنا العربيه من كفاءات وتخصصات كثيره قد لا يعرفها البعض .

وهنا أهيب بحكوماتنا أن تفسح المجال لأدمغتنا وترعاها للعمل فى أوطاتها لخدمة بلادنا بدلا من اعطائها لبلاد المهجر .


ملبورن أستراليا