فشّة خلق

نجاة فخري مرسي
كنت قد كتبت سابقا فى هذه المجله الكريمه مقالا بعنوان " صرعات الموضه " فى 22/2/2007 ، ألقيت فيه اللوم على بعض نسائنا ، وبعض محطاتنا الفضائيه التى تروج لمثل هذا الاندفاع وما هو مخل بسمعة كامرأه ، لمجرد كونه يحمل اسم " آخر ما فى باريس " ، وأنا كامرأه أرفضه ، وأفضل المرأه التى تحترم نفسها وتكون لها شخصيتها فى لبسها وملابسها ، وفى فنها وطربها ، وكنت قد بدأت أفكر بأن أنشر مقاله أخرى تدور حول هذا الموضوع موجهه خاصة لأجمل وأظرف مطربه لبنانيه – كلنا نعرفها ونحبها – ظهرت مؤخرا فى ساحة الفن كالقنبله بصوتها وجمالها ورشاقتها وخفة دمها ، ولكنها للأسف بدأت تعرى نصف جسدها أسوة بسابقاتها من المطربات اللواتى بنين ثلاث أرباع شهرتهن على تعرية نصف أجسادهن وعلى الرقص ، أو النوم من شدة الغرام أثناء الغناء ، وأحب أن أذكرها بأن كل ما وهبها الله لها من جمال وصوت وخفة ظل يكفيها لأن تكون النجمة الأولى فى سماء الطرب الحديث.
وبالأمس وصلتنى رساله من شقيقتى , الأصغر منى سنا فى بيروت / الأديبه والمؤلفه والناقله لبعض أشهر اصدارات الأدب العالمى الى اللغة العربيه ، الى جانب آخر مؤلفاتها كتاب " جبران خليل جبران – بايجاز " ، وفى الرساله " هرموشه " حلوه بالشعر الدارج حول هذا الموضوع بعنوان " شروط الفن الحديث " .

وهنا لا بد من التذكير أن الشهره والتفوق فى الفن لا يحتاجان الى هذا النزول بعد الارتقاء بالفن العربى فى عصر أم كلثوم التى احترمت نفسها وفنها ووصلت الى أعلى وأرقى مراتب الفن ، فلقبت بسيدة فن الغناء العربى ، دون رقص أو اسفاف .

واختم بالقول أن شقيقتى وأنا وكثيرات غيرنا ، اذ ننادى بمبدأ احترام المرأه لجسدها وسلوكها وكرامتها ليس من باب التخلف أو التعصب وانما من باب المحافظه على قيمتها كامرأه .

والان الى هرموشة شقيقتى :

شروط الفن الحديث

العيون الزرقاء ،
والنهود البارزه
والسرة الظاهره
والشفاه المنفوخه
والخصر الضامر

الشعر الأشقر
أو المشقّر
أوالأسود الغامق
أو المغمق
والكلام المعسول ،
أو المعسّل ..

هذه هى
شروط الفن الحديث
فى هذا الزمن الخبيث،
فلتتقدم كل من لها
هذه الصفات
والمزايا والهبات . .

لتكون أفضل الفنانات
فى زمن الترهات
والسخف والمكر ،
والكذب والعهر
والتبذل ،
والتفاهات ..

لأن ما فات , فات
وهيهات ، هيهات
أن نخلص
من هذه الترهات..

المرأة المهاجرة


نجاة فخرى مرسى

ملبورن -أستراليا

نتحدث أولا عن الجذور، ثم ننتقل إلى الفروع.
كانت المرأة المهاجرة، أية إمرأة مهاجرة قبل هجرتها تحب وطنها وتعتزّ بجذورها، وعادات مجتمعها وتقاليده وتتمسك بها, وعندما اقتلعتها الحاجة أو الظروف من جذورها لتُغرس في تربة جديدة وتعيش في مجتمع جديد، بدأت معاناتها: أصبح عليها أن تتأقلم على كل جديد من لغة، وعادات، وأساليب عيش، وسلوك إجتماعي،قد لا يتناسب مع سلوكها الإجتماعي الذي نشأت عليه قبل أن تهاجر ,و أصبح عليها أن تلد أطفالها في الوطن الجديد، وأن هؤلاء المواليد لا يعرفون لغتهم الأم، وعلى الأم التي لا تعرف لغتهم الجديدة أن تدرسها، ولكن للأسف فإن بعض الأزواج لا يقدرون أهمية دراسة الأم لغة أطفالها لتفهمهم ويفهموها ولتتمكن من إرشادهم وتربيتهم ، فيعمل هؤلاء الأزواج على منعها من الدراسة في مدارس الحكومة الليلية، وتقع الكارثة عندما ينقطع الإتصال بين الأم وأولادها، فتعجز عن تربيتهم والتحدث معهم بلغتهم الجديده أو بلغة وطنهم وأجدادهم التى فقدوها أو لا يتقنوها ، وهى لغة عاداتهم وتقاليدهم، وحتى دينهم.
في هذه الحالة مَن المسؤول؟ ..

هل هي الهجرة؟..

أم هو الزوج؟..

أم هي اللغة التي حرمتها من التواصل مع أطفالها؟ ..

والقيام بواجب توجيههم إلى ما فيه خيرهم.
ناهيك عن المواقف المحرجة للمرأة المهاجرة في مثل هذه الظروف, عندما تذهب إلى السوق وتشتري حاجة أسرتها بالإشارة أو عندما يعود أطفالها من المدرسة وهي عاجزة عن التواصل معهم.

تكنولوجيا العصر

نجاة فخرى مرسى


كان يوجد فى حياة الشعوب الكثير الكثير من آداب السلوك الحميده والعلاقات الاجتماعيه الجميله فجاءت تكنولوجيا العصر لتغيرها, بل وتقضى على أكثرها , مثل التزاور , والمشاركه الوديه فى المناسبات والمساعدات فى الأفراح والأتراح , ناهيك عن الدعم الذى كان قائما بين أفراد الأسره الواحده , من تعاون ودعم ورعايه ومراسلات اذا تفرقوا , ورعايه للآباء عند ما يبلغون سن الشيخوخه والعجز عن مساعدة أنفسهم , وهلم جرا , ولكن عندما جاءت التكنولوجيا أختفى أكثر هذه المظاهر وأصبح كل منهم يقضى الفائض من وقته أمام التلفزيون او الكمبيوتر منشغلا عن هذه الواجبات .

لا أدرى اذا كان علينا أن نألف ما استجد فى هذا العصر من تكنولوجيا وقوانين , تحمل أسماء رنانه لا تطبق مثل " حقوق الانسان " .. " حقوق المرأه " .. " حقوق الطفل " .. " حقوق الحيوان " وغيره وغيره من تسميات نرجسيه .

لو دخلنا فى تقييم السلبيات والايجابيات , لوجدنا أنه قد أصبح علينا أن نذكر ونذكّر بما فعلته سلبية هذه التكنولوجيا بالأيدى العامله بعد أن أصبح زر من أزرارها يتسبب بزيادة البطاله , فى حين أن زر آخر يفتح لنا الأبواب ويقفلها تلقائيا , ولكن لا يوجد هذا الزر من أزرار التكنولوجيا الذى يستطيع أن يطبق القوانين سابقة الذكر من الحقوق .

لا ادرى اذا كان علينا أن نعتبر هذه التكنولوجيا نعمه ونألفها , أم نقمه وننبذها ؟ , ولكن كيف نستطيع أن ننبذ وسائل الانتقال مثل السياره والطائره فى المسافات البعيده؟ .. أم ننبذ الكهرباء التى أنارت ظلمات حياتنا , وحركت الجماد فى صناعاتنا ؟ .. أو كيف نستطيع أن ننبذ الكمبيوتر الذى نشر أخبارنا وانتاجنا الأدبى والفكرى والثقافى , وقضى على فاتورة البريد فى مراسلاتنا ؟ .. أو كيف نستطيع ان نأخذ موقفا من الهاتف الثابت منه والمحمول , الذى اختصر الوقت والمسافات فى اتصالاتنا ؟ .. أو التلفزيون الذى ينقل لنا كل مايدور فى العالم , بالصوت والصوره ونحن نجلس على كراسينا فى منازلنا ؟ .. أو الثلاجه التى تحفظ أطعمتنا وأدويتنا من التلف ومن الميكروبات ؟

أرى بعد كل هذا أنها نعمه , وان نسينا أو تناسينا لمحدودية ادراكنا لأهمية هذه التكنولوجيا فى حياتنا فيجب ألا ننسى أبدا بأنها المحرك الأساسى لغرف العمليات فى المستشفيات , والمنقذه لملايين الأرواح بكل ما وفرته للانسان من تسهيلات ، ولكنها تصبح نقمه فقط عندما يستعملها الانسان لأغراض عدوانيه وقنابل ذريه وذكيه وانشطاريه وصواريخ للقتل والدمار , وأيضا من حيث ما سببته للمجتمعات , كما أسلفنا من اهمال التواصل والتزاور والتعاطف , والمشاعر الانسانيه , لأن المعايده وعبارة : كل عام وأنتم بخير للأب أو الأم أو الأخ او الأخت فى الهاتف لا ولن تغنىعن القبله وعن الاجتماع وجلسات الود والتحدث بقلوب مفتوحه عما كان وعما سوف يكون .




ملبورن- أستراليا

عيد سعيد لأمهات العالم


نجاة فخرى مرسى


اليك أيتها الأم الحنون , يا من علمتنا كيف نفهم الحياة , ورعيتنا ونحن نحبو , وأخذت بأيدينا بعد أن مشينا , وسهرت معنا ونحن نتعلم , وباركتنا عندما تزوجنا وانجبنا , ولم تنسى أولادنا ، اليك نقدم تهانينا .

سأقدم بهذه المناسبه لمحه عن تاريخ انطلاقة فكرة الاحتفال بيوم الأم :
- عام 1872 انطلقت الفكره وكانت صاحبة الفكره سيده أمريكيه تدعى " جوليا وورد "
- عام 1887 قامت سيده أخرى تدعى " مارى تاولز " بمحاوله جديده لتحقيق الفكره ثم تلتها عام 1904 السيده " هارينغ" بحمله واسعه ومنظمه لنفس الغرض , وبعد مرور ثلاث سنوات عن ذلك التاريخ , بدأت السيده" آن جارفيز " بالدعوه الى جعل يوم الأم مناسبه وطنيه على مستوى البلاد ككل , وأن يكون موعده فى ثانى يوم أحد من شهر مايو ( آيار ) كل عام , وتقلد فيه كل أم زهرة قرنفل , وتجاوبا مع السيده جارفيز بدأت كنائس " غراتون " – " فيلادلفيا " مسقط رأسها , فكان أول احتفال بعيد الأم عام 1908 , ثم قامت بعدها كنيسة " أندروز ميثودست " فى المدينة نفسها بتكريم السيده جارفيس , واعتبارها المؤسسه ليوم الأم , هذا مع تأكيد اليوم الذى اختارته لهذه المناسبه .

أعتمدت الفكره رسميا عام 1914 عندما وقع الرئيس الأمريكى " وودرو ويلسون " على قرار لمجلس الشيوخ والنواب فى أمريكا يوجه فيه أنظار رؤساء الدوائر الرسميه الى وضع اعتبار خاص ليوم الأم , وفى العام الذى تلاه وقع الرئيس ويلسون قراره التاريخى الذى يقول : " أنا الرئيس وودرو ويلسون وودارد " رئيس الولايات المتحده الأمريكيه , أوصى المسؤولين فى الحكومه برفع علم الجمهوريه على المصالح الحكوميه , كما وادعو الجماهير الأمريكيه لرفع هذا العلم على بيوتهم وفى كل مكان , وذلك فى ثانى يوم أحد من شهر مايو ( أيار ) من كل عام , كتعبير جماهيرى عن حبنا وتقديسنا للأمهات فى بلادنا .

وها نحن على أبواب قرن جديد , وعيد الأم فى أكثر بلاد العالم مازال مجرد احتفالات تقليديه , وزهرات قرنفل تقلد للأمهات , ونحن نتساءل :

لماذا أصبح عيد الأم مناسبه تجاريه, قبل أن يصبح أجازه رسميه ؟
ولماذا نرى فى الروزنامات وفى المفكرات تواريخ ومواعيد لأجازات رسميه مثل سباق الخيل المعروف " بكأس ملبورن " , والمعرض التجارى الزراعى " ملبورن شو " وغيره وغيره ولا نحد أى ذكر فى أستراليا لأجازه رسميه بمناسبة يوم الأم , هذا على الرغم من تأثير الأم على مشاعرنا واستعمالاتنا اللغويه الشائعه مثل " اللغة الأم " ," الوطن الأم" , والدنيا أم , والجنه تحت أقدام الأمهات .. والأم التى تهز سرير طفلها بيمينها , تهز العالم بيسارها , الى آخر هذه الاستعمالات التى تدل على تأثير الأمومه على مشاعرنا وعقولنا , وتضع الأم - كل أم فى مكانها على عرش قلوبنا , لأنها هى التى انجبت كل ما فى هذا الكون من ملوك ورؤساء وحكام وسلاطين , وهى هى التى ما زالت تطالب , ونطالب معها ولها ، بيوم واحد كأجازه رسميه فى عيد الأم ، وببدل أمومه تستحقه ويليق بمقامها ، وهذا حق وليس منه .

أخيرا دعونا بهذه المناسبه المميزه , نقدم التهانى للأم العربيه فى المهجر , التى نجحت فى حمل رسالتها , واستطاعت أن تحافظ على قيمها الروحيه , وتقاليدها الشرقيه فى تربية أولادها .
والسؤال المحير هو : لماذا تحول ثانى يوم أحد من شهر أيار من كل عام , بقدرة قادر الى 31 آذار فى البلاد العربيه , والى عشره أيار فى بلاد جنوب امريكا , والى 18 آذار فى بريطانيا ونيجيريا واختلفت التواريخ فى كل بلاد العالم , وأنا أطالب نساء العالم بالاتفاق على يوم واحد ليحتفل العالم كله فى يوم واحد بعيد الأم .

وكل عام وكل الأمهات بصحه وعافيه ليكملن رسالتهن الخالده .

ملبورن- أستراليا

الكتاب المفتوح


نجاة فخرى مرسى


قرأت كل ما وصلت اليه يدى فى الصغر والكبر , حتى كتب الأطفال , ومع ذلك بقى فى نظرى أهمها وأفضلها كتاب أطلقت عليه اسم " الكتاب المفتوح " , وهو كتاب الطبيعه المفتوح أبدا , والمتجدد أبدا , والساحر أبدا , الثابت المتغير .. الهادىء الصاخب .. الساحر المروع .. المشرق المظلم .. والأخضر واليابس , يمكن الانسان أن يقرأه كل يوم , وكل ساعه بل وكل لحظه فى وقفة تأمل واحدة , فيشكر الخالق ويسبح باسمه .

أحاول أن أفسر أدوار كتابى المفتوح , بتناقضاته , بخيره وشّره , أحاول أن أستوعب صفحاته , أن أقارن بين زقزقة شحاريره وبلابله وعصافيره , وبين نقيق ضفادعه , ونعيق غربانه , وفحيح ثعابينه وأفاعيه .. أحاول أن أقارن بين وداعة نعاجه ، وخطورة ذئابه وأسوده ونموره .. أعاصيره وفيضاناته , بحاره وأنهاره وما فيها من قروش وحيتان وتماسيح .. وبين أجوائه وما فيها من بعوض وجراد وفيروسات ، وبين سمائه الزرقاء وأنسامه المنعشه .

أحاول وأحاول أن أقارن بين نوره وظلامه , بين نهاره وليله , بين شمسه وقمره ، وبين غيومه وصفاء سمائه , فأتوه وأشعر بعجزى كانسان عن فهم هذه الأحاجى والمنظورات التى تحيط بى , فأعتبره ذروة الجمال , وذروة التحدى بين الورود وأشواكها , والطيور وأعشاشها , والعبير وقدرته على الانتشار والوصول الى خياشيم كل انسان بلا تمييز .

ويبقى كتاب الطبيعة المفتوح أبدا يتحدى بقدرة خالقه جميع الكتب المكتوبة والمقروءة بكافة أنواعها ويبقى هذا الكتاب اللوحة الجماليه الأبديه كمتحف مفتوح ومصدر للشعر والايحاء والايمان الى أبد الآبدين .

ملبورن- أستراليا 2007

فى كل بيت امرأه

نجاة فخرى مرسى

بمناسبة عيد المرأه العالمى الذى أقرته هيئة الأمم المتحده عام 1975أن يكون فى الثامن من آذار من كل عام وتضمن ثمانية بنود عن حقوق المرأه وهى :

1- يجب أن تعطى المرأه فرص متساويه لما يعطى الرجل ,دون النظر الى السن أو الأصل أو الحاله الاجتماعيه.
2- تعطى للمرأه نفس الحقوق بالنسبة الى التعلم والتدريب والتقدم المهنى .
3- يعطى للمرأه حق معرفة جسدها , والرعايه الطبيه التى تلزمها , ومناخ العمل الذى تعمل به .
4- أن يعطى للمرأه حق اختيار نمط حياتها , اما أن تتبع وظيفتها الطبيعيه التقليديه كأم وربة أسره , أو تتابع طريقها المهنى , أو الجمع بين الاثنين .
5- أن يعطى للمرأه حق العيش بأمان دون الخوف على حياتها أو على كرامتها , أو الاعتداء الجنسى عليها.
6- أن يكون للمرأه حق الاستقلال الاقتصادى والقانونى .
7- وأن تتوفر لها الحمايه من اظهارها بصوره تسىء الى شخصيتها أو سمعتها فى وسائل الاعلام .
8- وأن تعطى للمرأه فرص المشاركه المتساويه فى التجمعات السياسيه , الدينيه, الفنيه والرياضيه .

والآن ما المطلوب من المرأه العربيه فى هذه المناسبه بخلاف الحفلات وتبادل زهور القرنفل ؟

المطلوب منها الكثير , بعد أن فجر الانسان العالم بحروبه ومشاكله السياسيه , مما جعل المجتمعات البشريه وأجيالها مهدده بخطرين : خطر الموت , وخطر الادمان على الحماقه والشر .
قال الامراطور الفرنسى نابوليون لزوجته جوزفين " لا تتكلمى بالسياسه فأنا لا أحب أن تتكلم المرأه بالسياسه " أجابته " عفوا يا سيدى الامبراطور , مادمتم أنتم الرجال مشغولون بتقطيع رؤوس بعضكم البعض , فنحن الأمهات من حقنا أن نتكلم بالسياسه خوفا على أولادنا "

المطلوب من المرأه العربيه , بل ونساء العالم أجمع اليوم أن يبتكرن لأنفسهن استراجيه خاصه فى هذه الظروف الضاغطه , أن تلعب كل امرأه دورها البنّاء مع من تعيش معه ويعيش معها فى المنزل سواء كان زوجا أو أخا أو ابنا فى منعهم من ادخال الاسلحه الى المنزل وأن ينحصر دورها فى أن تكون حمامة سلام , هذا من جهه , ومن جهة أخرى أن تقف ضد سموم التفرقه بأنواعها , وأن تهدىء من روع الخائف منهم والمندفع نحو سفك الدماء لأنها بهذه الطريقه تستطيع أن تفعل المعجزات , ويا حبذا لو تفعل لأنها لو لم تفعل فستبقى هى وأطفالها ضحية الحروب ، انما المرأه التى تنضم الى مثيرى الشغب السياسى خوفا على كراسيهم ومصالحهم الخاصه , على حساب الاوطان والمواطنين , كما يحصل فى وطننا الآن , فهى ليست منا ولن تكون.

هذا لا يعنى أن ننسى أو نتناسى دور المرأة العربيه فى العراق مثلا يوم ذهب رجال بلدها الى الحرب , وكيف أنها سيرت شؤون بلدها الداخليه بكل كفاءه , أو ننسى دور المرأه الفلسطينيه
-أم الشهداء – وهى تحبس دموعها عندا ضمدت جراح أطفال الحجاره , وما زالت .
أما كيف عاشت المرأه فى لبنان الجنوبى مدة الاحتلال الاسرائيلى التى زادت عن العشرين عاماولم تسالم أو تستسلم , وكيف تعيش الآن المرأه فى كل لبنان فى حالة ذهول مما يدور حولها من اغتيالات ومن تدمير وخراب ومجازر اسرائيليه مكرره , ومزايدات سياسيه وطائفيه ومشاكل اقتصاديه وهى صامده تعيش واقعها بكل ثقه ولا تتدخل فى سياسات قيادات وطنها المختلفه التى تهدد الوطن بالمزيد من الخراب , مصرة على أن تبقى على أدوار الرأفه والرحمه والسلام والأمان للأمهات .

وكل عيد عالمى للمرأه والجميع فى الأوطان والأوطان بألف خير .


ملبورن- أستراليا
8/3/2007

لعبة الديموقراطية




نجاة فخرى مرسى
تدّعي أمريكا بأنها دولة ديموقراطية , ولكى نتعرف على ديموفراطية أمريكا لا بدّ لنا من العودة بالذاكرة إلى نصف قرن مضى من الزمن لا أكثر، ونتابع معاً تاريخ ديموقراطية أمريكا حسب المراجع والتواريخ, لأن المراجع التى سأعتمد عليها تقول الآتى الآتي:-
- عام 1945 ، ألقت أمريكا قنابلها الذّرية على مدينتي "هيروشيما" و"ناغاساكي" في اليابان، فقتلت مئات الألاف من الأبرياء، بخلاف من تشوّهوا وما زالوا يعانون ويموتون الموت البطئ حتى الآن.
- عام 1952 ، دعمت شاه ايران الذي انتهى حكمه عام 1975 بعد أن قتل (70 ألف) إيراني أثناء حكمه.
- عام 1954 ، هاجمت أمريكا الهند الصينية وحاربتها حتى عام 1975، فذهب ضحية هذا الهجوم أكثر من أربعة ملايين إنسان نتيجة لاستخدامها قنابل النابالم في عملية أطلقت عليها اسم "فينيكس".
- وقد دُوِّنت هذه الجرائم في أوراق "البنتاغون" التي أخرجها "دانيال الزبرغ" وأفاد بأن الرؤساء الأمريكان قد كذّبوا على الشعب بخصوص هذه الحروب ابتداءً من الرئيس "ترومان" حتى الرئيس "نيكسون".
- عام 1954 ، دعمت أمريكا الإنقلاب العسكري في "غواتمالا" ضدّ الديموقراطية، وأقامت نظام ديكتاتوري ذهب ضحيته (120 ألف) فلاّح.
- عام 1965 ، ساعدت أمريكا إنقلاب في أندونيسيا ذهب ضحيته حوالي (800) ألف نسمة، كما ونتج عنه قتل (250) ألف نسمة في تيمور الشرقية تحت اشراف الرئيس "جيرالد فورد" و "هنري كيسنجر".
- وفي نفس العام ساعدت أمريكا في عمل انقلاب ضدّ الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في "شيلي" ذهب ضحيته (30) ألف شيلي من بينهم بعض الأمريكان.
- وفي نفس العام أيضاً ساعدت أمريكا بانقلاب في جمهورية "الدومنيكان"
- عام 1980 ، كان هجوم أمريكا على "ليبيا" الذي قُتلت فيه طفلة العقيد القذّافي.
- عام 1983 ، اجتاحت أمريكا ولاية "باناما" حيث قُتل فيها ثمانية آلاف. وأيضاً ساعدت في قتل حوالي مليون أفريقي وخاصة في "أنغولا".
- عام 1961 ،ذهبت أمريكا في عهد (الرئيس بوش الأب) إلى الخليج، كما تذهب الجيوش المرتزقة لتعلن حرباً في قضية عربية عربية، وتقتل وتُدمّر وتلقي أطناناً من القنابل المحرّمة فوق رؤوس أبناء الشعب العراقي في بغداد وتقبض الثمن من دول البترول المجاورة، وتعود بجنودها يعانون من حرب استعملت فيها "أم الديموقراطية" أمريكا الصواريخ ذات الرؤوس المُشعّة ، والتي ظهرت آثارها وتشوّهاتها على الأطفال والمواليد في العراق وما زالت.
وليت أمريكا ومن حالفها من دول الغرب، قد اكتفت بذلك, بل أنها استعملت مجلس الأمن في ضرب حصار لا إنساني على الشعب العراقي بكامله منذ عام 1991 حتى يومنا هذا دون النظر إلى تداعيات هذا الحصار اللاإنساني.
وها هي أمريكا بالأمس تعلن حرب الأكاذيب على العراق مرّة ثانية بذريعة غير حقيقيه, أطلقت عليها اسم "أسلحة الدمار الشامل في العراق" وتضربها في عام 2003 لتحرقها من جديد وتفتح أبواب متاحفها الحضارية العريقة، وتثير النعرات الدينية لتورطها في حرب أهلية.
ها هي اليوم، وما أقرب اليوم من البارحة، تكافئ أمريكا أسرائيل بطائرات "أف أم" المدمرة، وبالقنابل الذكية لتحرق لبنان بلداً بلداً وشارعاً شارعاً وتقيم المجازر وتقطع أوصال الوطن وتشرّد مئات الآلاف من سكان الجنوب، ولا يرمش لها جفن حياء، وتقف ضد مشروع إيقاف إطلاق النار في هيئة الأمم، وتستعمل الفيتو ضد إدانة اسرائيل ولبنان يحترق وأطفاله تحت أنقاذ المجازر, وها هي تفرض التجويع على حكومة فلسطين المنتخبة ديموقراطياً تحت اشراف المراقبين الدوليين.
بئس الديموقراطية، ويا بئس آل بوش والإجرام الاستعماري الذي يحرق الحضارات، ويشجع على المدافن الجماعية من أجل البترول، ومن أجل اسرائيل "السرطان" الذي زرعته بريطانيا في جسد الأمة العربية، ثمّ تعهدته أمريكا وسلّحته، وساعدته على امتلاك جبخانته من مئات القنابل الذّرية، ثمّ انصرفت تحرّم امتلاكها على شعوب الشرق الأوسط (من باب الديموقراطية) والخوف على ربيبتها اسرائيل.

ملبورن أستراليا

تعريف العلمانيه

نجاة فخرى مرسى


بعد أن أصبحت العلمانيه موضوع الساعه , وبعد أن نادت بها قيادات سياسيه فى العالم، ثم أضافت اليها أبعد ما تكون عن العلمانيه ، فاختلطت الأوراق ، وأصبح من العسير فهم المقصود من كلمة العلمانيه .
رأيت أن أبحث لها عن تعريف مبسط يوضح أهمية تطبيقها وفوائدها على وطننا الذى تحرقه الصدامات الطائفيه , فاستنجدت ببعض المراجع لأننى أعتقد أن العلمانيه لو طبقت تطبيقا صحيحا لأعطى السياسه معناها الحقيقى ، وجعلنا نتقرب منها بدلا من الابتعاد عنها , العلمانيه بكل بساطه تحدد الخطوات المتبعه للتوصل الى فصل الزمنيات عن اللازمنيات , أو بالأحرى فصل الدوله عن الدين. ان العلمانيه تعطى كل ذى حق حقه .. وكان دخولها فى عصر النهضه سهلا لوجود البنيه السياسيه والاجتماعيه ولأن الوعى العلمى وفلسفة العقيده المسيحيه التى تؤمن باعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، كما ركزت على النواحى الخلقيه والاجتماعيه وكذلك وجود القانون والسلطه فى العهد الرومانى ، ولم يكن هناك حاجه لاحلال قوانين من التعاليم الدينيه ، بينما نجد أن رسالة الدين الاسلامى جاءت فى وقت كان العرب يفتقدون السلطه والقانون ، وكانت الحروب القبليه منتشره بشكل دائم ، مما أدى بطبيعة الحال الى أن الاسلام لم يكتف بالتعاليم المتعلقه بالسماء بل عالج الأمور الدنيويه , فكان بمثابة دستور مدنى بالنسبه لعرب الجزيره فى ذلك الحين .

يتضح لنا من ذلك أن تطبيق العلمانيه لبلادنا ليس بالأمر السهل , ويحتاج الى وسائل ملائمه تختلف عن الوسائل المطبقه فى أوروبا النهضه ، وبكل ايجاز واختصار أن العلمانيه والحركات الداعيه الى تطبيقها فى لبنان تحتاج حسب المرجع المعتمد الى:

أولا : ايجاد المناخ الملائم لجعل الفكر العلمانى مقبولا لدى القيادات الدينيه ، واشعار المتمسكين بتعاليم أديانهم أن العلمانيه لا تعتبر خطرا على العقائد الدينيه ، بل أنها ترفع من شأنها وتبعدها عن المخاطر والمشاكل السياسيه.

ثانيا : عمل الحركات العلمانيه على ايجاد التقارب والتفاهم بين المذاهب الروحيه المختلفه ، لا أن تحاول العيش على تناقضاتها , وبذلك تبدأ الخطوه الأولى لفصل الدين عن الدوله ، لأن الذين يحاولون اقحام الدين فى النظم السياسيه , سيفقدون الدوافع للتدخل فى أمورها .

ونريد فى ختام البحث أن نذكر الفارابى ، أنه عندما عمل للتوفيق بين الفلسفة والدين كان يقصد ايجاد الانسجام بين الفلسفة والدين كخطوة أولى لفصلهما عن بعض .

ملبورن-أستراليا فى 2/3/2007