ذكرى رحيل عبد الناصر

نجاة فخري مرسي

اجتمعت يوم السبت الماضي جموع غفيرة في ملبورن بدعوة من حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" لإحياء وتخليد ذكرى رحيل القائد جمال عبد الناصر.
وبهذه المناسبة، توقظنا لسعة الألم ونحن نرى ما آلت اليه حال المنطقة العربية من تقهقر وضياع ونكسات وويلات بعد رحيل رجل القومية العربية الصادق.
لولا غياب عبد الناصر المبكر لما تعرضت أرض الكنانة لما تعرضت له من مضار وعزلة بعد عهده.
ولولا غياب عبد الناصر عن الساحة العربية لما سبح لبنان بحمامات الدم بسبب حربه الأهلية ولا تجرأت اسرائيل على اجتياح أرضه بعد أن تأزمت أموره وأصبح حاميها حراميها.
ولولا غياب عبد الناصر لما اشتعلت حرب الخليج بهذه الضراوة والغباوة، والامة الاسلامية تفني نفسها بنفسها.. ودعاة الاسلام يزايدون على ذبحه.. دون أن نجد في هذه الأمة من ينقذها من نفسها، أو يمد لها يد العون.
ولولا غياب عبد الناصر لما افتقرت المنطقة العربية الى من يسهر على مشاكلها، ويحمي كرامتها.. ويخلصها ليس فقط من الأعداء، بل من لعبة الدمار الذاتي التي تلعبها.. ومن الانتحار البطيء الذي تمارسه.
إننا بحاجة الى عبد الناصر جديد، يعيد زرع بذور القومية العربية في أرضنا بعد أن تفرقت شعوبنا الى شيع وأحزاب، وحملت ملايين الشعارات، التي تنادي بالتفرقة والتباعد والعداء وأصبحت تحركها رجالات الدين والعمائم والقلنسوات.

التجارة والتجار العرب في ملبورن

نجاة فخري مرسي

قال لي مصدر موثوق، بعد حديث طويل عمّا وصلت اليه التجارة العربية في ملبورن بأنها قد انتشرت انتشاراً ملفتاً، وخاصة تجارة المطاعم والكافيتاريات والمقاهي التي أصبحت تمثل حوال 80% من مجموعها في قلب مدينة ملبورن وخاصة في شارع سوانستون الرئيسي.. هذا بالاضافة الى نسبة كبيرة من (الملك بارات) و "7 Eleven" والأفران والمصانع وجميع أنواع المتاجر الصغيرة، في ضواحي ملبورن.
وهنا يطيب لي أن أقف عند كلمة "المتاجر الصغيرة" متسائلة: لماذا تبقى تجارتنا صغيرة؟ ولماذا لا يسعى العربي لأن تكون تجارته كبيرة؟ خاصة ونحن نعيش في بلد بدأت تجتاحها الشركات الكبيرة ورؤوس الأموال الأميركية والصهيونية؟
والرد الطبيعي هو أننا نفهم بالتجارة ونعمل بجهد منقطع النظير، ولكننا نؤمن بالفردية ونكره الشركة.. ولا نثق ببعضنا البعض.. لذلك لا نستطيع أن نكبر ونتوسع. ومن النادر أن نجد بيننا مصدّراً أو مستورداً لأن تجارة التصدير والاستيراد تحتاج الى شريك في الخارج ليوفر البضاعة ويشحنها زائد أنها تحتاج الى دعم في السوق وتشجيع من أبناء الجالية.. فيصطدم المستورد بالحقيقة المرّة التي كثيراً ما تسبب فشله وضياع رأس ماله.. وهي أن كل واحد منا يغني على ليلاه.. وإن اعتمد المستورد على الغير، فالغير محتكر وربّما يتجنّب التعامل معنا لأسباب كلنا نعرفها.
وللتجارة تقييم مادي وأدبي وتقييمنا للمتاجر الصغيرة مادياً هو أنها على اختلاف أنواعها قد تؤمن عيش الفرد مع أسرته وربّما تمكنه من توفير بعض المال بعرق الجبين، ولكنها محلات مملوكة لأفراد مستقبلها محدود، ومن المستحيل أن تتحول الى رأس مال مرموق يمكن أن يُعمل له أي حساب في سوق التجارة الاسترالي.
وأمّا للتقييم الأدبي فنستطيع أن نذكر الأفران والمطاعم العربية ثم نقول بأنها قد حققت بعض المكاسب الأدبية بالاضافة الى ما تحققه من مكاسب مالية.
لأن الفرن الذي ينتج الخبز العربي قد وصل الى مرحلة جيدة من المكاسب القومية حيث غزا جميع المحلات وأصبحنا نجده في المخازن الكبرى مثل "السايف واي" و "السوبر ماركت" وأصبح يعرفه كل فرد في المجتمع الملبورني* كخبز عربي وممتاز هذا بالإضافة الى شجاعة وعصامية بعض منتجيه بكتابتهم للحرف العربي على غلافه.
كذلك المطاعم العربية التي كثر عددها وبدأت تتفنن بعرض مأكولاتها الشهية وتجتهد بتحسين خدمة الزبون مما حسّن سمعتها وجعلها في مصاف المطاعم الاثنية الاخرى وأصبح الطبق العربي واللبناني بالذات من الأطباق الشهيرة في ملبورن ونخص بالذكر مطعم "ارابيان نايت" و "المازات" ومطعم "عبلا" و "عبدول" الذين نعتبرهم قد حققوا الهدف القومي مع المكسب المالي.
وأما المصانع فلا نستطيع أن نسميها عربية وإنما هي مصانع مملوكة للعرب ما دامت تنتج الملابس العامة للاستهلاك المحلي وليس من بينها من فكر بإنتاج الملابس الشرقية لكي يحقق هدفاً قومياً ويجعلها على الأقل، تختلف عن غيرها ومن ثم تسلم من المضاربة أو تسير على طريق مختلف.. أو تحويلها الى شركة أقوى على الاستمرار.
ولنأخذ مثلاً مصنع "خليل ولطوف" للألبسة في منطقة برانزويك الذي تأسس منذ حوالي مائة سنة وهو الآن يعدّ أكبر مصنع يملكه عرب.. وقد عاش وكبر لأنه تأسس كشركة مساهمة.. ممّا ساعده على التوسع والاستمرار بالرغم من أن أحد مؤسسيه قد توفي فسيّره وواصل العمل فيه بقية الشركاء.. ولو كان هذا المصنع لفرد واحد لوجب بيعه حال وفاة مالكه أو مرضه أو تقاعده عن العمل.
كذلك عاشت الصحافة العربية في المجتمع الاسترالي، على الهامش الى أن استطاعت أن تفرض وجودها بين الصحف الاثنية الأخرى وأصبحت تدخل مكاتب الدولة، وتترجم افتتاحياتها لمعرفة مضامينها واتجاهاتها.. وهذا حوّلها من مجرّد تجارة متواضعة للاستهلاك المحلي الى صحافة ذات خط قومي، وهذا يبعث في نفوسنا الأمل بأن تتحول التجارات العربية الصغيرة أيضاً الى شركات تكون قادرة على أن تحمي نفسها وسط تيارات الإحتكار وتدفق رؤوس الأموال الاجنبية على استراليا، وما سمي التجارة الحرّة.

* أي في مدينة ملبورن عاصمة ولاية فكتوريا في استراليا.

المرأة والطناجر

نجاة فخري مرسي
- حوار خيالي "سُريالي" بين المرأة والطناجر

انتهت ربة المنزل من غسل الاطباق، وفرك الطناجر كالمعتاد، ثم جلست على أقرب كرسي، منهمكة متعبة "قرفانة"، ثم أخذت فوطة المطبخ وبدأت تنشف يديها ومعصميها، وتضع عليهما بعض "الكريم" المُرطب.
وجدت نفسها على غير عادتها في حوار "سُريالي" مع نفسها متسائلة: من الذي اختار لي هذه الوظيفة؟ ثم ثبّتني فيها دون أن يأخذ رأيي؟ فتحت عيني منذ نعومة أطفاري، لأجد جدتي وأمي خالتي وعمتي يقمن، بذات الوظيفة. يؤدين نفس العمل، في وظيفة أطلقوا عليها اسم "ربة المنزل" إغراء ورياء، وما هي في الحقيقة سوى وظيفة "خادمة المنزل" دون أجر، أو "كوادر"، أو علاوات، أو إجازات مرضية أو أسبوعية، أو سنوية، أو حتى تقاعد شيخوخة، الى أن أصبحت وكأنها قد صدر بحقها حكم مؤبد لا استئناف فيه، ولا تلطف في وقعه.
ثم تعود وتتساءل، أنا الطبيبة التي أمضيت نصف عمري في الدراسة والتخصص، ليصبح لي دور إجتماعي وإنساني، ويصبح عندي باب للمعيشة، وركيزة لكيان إقتصادي يحررني من أن أبقى عالة على رجل ما كأب، أو أخ، أو زوج، أو حتى إبن، ولكي أحتفظ بشخصيتي وقراري، وأعيش كإنسانة فاعلة في مجتمعها تؤمن بالمشاركة الواعية المبنية على أسس التكافؤ والتفاهم، والحب الحقيقي المتبادل.
كيف وجدت نفسي بعد كل هذا؟ وجدتها في ذات المركب مع أمي وجدتي، مع كل امرأة حُرمت من العلم، ومُنعت من الثقافة، وحكم عليها بالجهل؟؟.
ها قد حُكم عليّ أن أعود من عيادتي، مهما عالجت من حالات مرضية ومهما كنت متعبة، أن أعود الى المطبخ أمارس فيه قدري، مهما سبب لي ذلك من إرهاق جسدي ونفسي، أمّا الطرف الآخر فهو يجلس متكاسلاً لتستجاب كل طلباته ورغباته، دون أدنى شعور بواجب المشاركة مع من تعدّ في قاموس الكائنات "انسانة" من لحم ودم وكيان.
ثم تستمر متسائلة: لماذا لا يكون لي الحق كأي طالب وظيفة أكبُرت هذه الوظيفة أم صغرت، فأستقيل من وظيفة "ربة المنزل" هذه أو أرفضها؟ أو أعتذر عن مزاولتها، عندما يبلغ بي الارهاق أو عندما أشعر بالظلم وبالغبن وعدم المساواة؟ فأنصرف الى عيادتي ومرضاي، ثم لماذا وألف لماذا؟؟
وهنا ينال منها الغضب وتتساءل بتكرار: من ذا الذي حكم علي بزمالة الطناجر؟ وتنظيف كل شيء في المنزل، حتى أرضيته وحمّاماته ومراحيضه، بذات الأنامل وذات الأيدي التي تجري العمليات الجراحية، وتعالج المرضى، وتمسح دموع الموجعين؟ ثم يسمونني بعد ذلك "ربة المنزل"، مع أنه يوجد دائماً "رب للمنزل" ولكنه يأبى أن يكون خادمه مثلي – كما أنه يصرّ دائما أنه وحده رب المنزل الفعلي الآمر الناهي، صاحب الحول والطول.
هل هي ضريبة الزواج، وبناء الأسرة؟
أم هي السياسة الحتمية لكوني أنثى؟ أم أنها قرارات مجلس أمن أزلية وأبدية تنصّ على تسليم قيادة المجتمع والمنزل لذوي العضلات الأقوى "لأرباب" لا ترحم، ولا تلتفت الى الاعتبارات الانسانية، والى التفوق الفكري قبل العضلات، أو على الاقل الى نعومة الأنامل ورقة المشاعر؟
تذكرت طبيبتنا ذلك القرار الامريكي الذي يتحدث عن نسبة الطلاق في
أمريكا، ويربطها بنسبة نجاح النساء الأمريكيات في وظائفهن فيقول ان 18% من المدراء في أمريكا من النساء، وان 60% ممن تشملهن نسبة 18% مطلقات أو مطلِقات، وذلك لكونهن ناجحات في مراكزهن الادراية على حساب مراكزهن "المطبخية".
وهنا سرحت بنظرها وهي ما زالت تجلس في ذات المكان وعلى ذات الكرسي تسترد أنفاسها، الى أن وقع نظرها على رفّ الطناجر المقابل، فتراءى لها أنه شديد الشبه بصفّ العساكر يحدّقون بها ولسان حالهم يقول: لماذا تنظرين الينا شزراً هكذا؟ لعلك كارهة لزمالتنا؟ مع أننا قد ألفنا رفقتك وزمالتك.
ثم عادت وتصورت نفسها في حوار مع هذه " الطناجر"، وانها سمعت "طنجرة الالمنيوم" وهي تقول: أنا آسفة يا دكتورة على ما أسببه لك من عناء أثناء فركي وتلميعي بعد كل طبخة تطبخينها...
وقالت طنجرة "التفال": أما أنا فسعيدة لأنني لا أسبب لك الكثير من العناء، ولا لأناملك الرقيقة الكثير من الفرك والدعك...
وقالت طنجرة "الستانليس ستيل": أما أنا فأقلهما إزعاجاً، لأنه بإمكانك أن تغسليني في ماكينة غسيل الأطباق الاتوماتيكية وبهذا لا أسبب لأناملك الرقيقة جفاف البشرة، ولا ليديك بروز العروق، كما تفعل طنجرة " الالمنيوم" لكثرة ما تحتاجة من فرك ودعك بالليف والسلك وبالمستحضرات الكيميائية الضارّة.
ثم صاح الثلاثة بصوت واحد: نحن نحبك يا دكتورة وقد ألفنا عشرتك، يعني (عشرة عُمر)، ومن أقرب الى "ربة المنزل" من "الطناجر"؟ إذ نحن بدونها لا تبقى للمنزل بنا حاجة.
وهنا تصورت نفسها تجيب هذه المجموعة المتنوعة من الطناجر و"الحلات" التي ملت رؤيتها وتنظيفها قائلة: ولكنني لا أحبكم، بل وأنتظر اللحظة التي تغربون فيها عن وجهي.
فأجابت الطناجر بصوت واحد: ولكن لماذا يا دكتورة؟ أنت تعلمين جيداً أننا ليس لنا ذنب فيما تعانين، فكيف فرضت عليك عشرتنا، كذلك فرضت علينا عشرتك.
وإذا كانت شهاداتك الجامعية العالية قد عجزت عن تحريرك من عشرتنا، من وظيفة خدمة المنزل، وزمالة الطناجر والصحون فنحن أيضاً لم تشفع لنا تكنولوجيا العصر من عذاب الفرك والدعك.
ثم تهيأ لها أن الطناجر قد خفضت أصواتها وهي تقول:
نحن مثلك يا دكتورة ضحايا، وُضعنا معك في قارب واحد، مثلنا من رُمي به في اليمّ بين الامواج المتلاطمة، حتى لا تسمع أصواتهم أو استغاثتهم.
ومرت بنا الايام والنيران تلهب قاعنا، والليف يُجرح أجسادنا والزمن يقول: "الحلل والطناجر، وربّات المنازل، الى أبد الآبدين، آمين".
وهذا يشعرنا أيتها الرفيقة، أن ما تلبسينه من خواتم وماس وياقوت، ما هو سوى مجرد وسيلة ينسيك بريقها ما آلت اليه بشرة يديك الناعمة من جفاف.
إنتفضت الطبيبة غاضبة وصاحت: أغربوا عن وجهي أنا أكرهكم، ولا أحب أن أراكم بعد اليوم إلا برغبتي وإرادتي.
وهنا سمعت الطناجر تقهقه وتتراقص فوق الرفوف وتقول:
لا، لا لا تغضبي أيتها الرفيقة المفضلة، ولا تطلبي منا أن نغرب عن وجهك، لأن مشكلتك ليست منا أو فينا، ولا ما في هذا الكون الكبير من حلل وطناجر وأطباق ومطابخ ومراحيض، وإنما مشكلتك نابعة من عجزك عن فرض إرادتك، ووضع قرارك بنفسك للتحرر من زمالتنا، ومن الأفضل لك ولنا أن نجدد دائماً معاهدة للتحرر من زمالتنا، ومن الأفضل لك ولنا أن نجدد دائما معاهدة الزمالة، ولا داعي للغضب أو التأنيب. وحاولي أن ترضي عنا، ما دام أصحاب القرار قد زوجوك لنا، وزوجونا لك تلك الزيجة الكاثوليكية التي لا طلاق فيها ولا انعتاق حتى الموت. وتأكدي أيتها الرفيقة العزيزة من أنك حتى وإن غزوت الفضاء جنباً الى جنب مع "أرباب المنازل" فإن مركبتك الفضائية ستهبط بك مباشرة في المطبخ، لتعدّي طعام العشاء قبل أن تسرع عدسات التلفزيون الى مقابلتك، والتحدث عن رحلتك البطولية الى الفضاء.
وفجأة تنبهت الدكتورة "ربة المنزل" من تصوراتها على صوت "رب المنزل" الحقيقي الذي ظهر فجأة وهو يصيح: أنا جائع، أين العشاء؟

كلمة وداع

نجاة فخري مرسي
تكرّمت جريدة "الانوار" بعد صدورها، بتخصيص صفحة للمرأة، بناء على طلب مني.
كان طلبي هذا لاعتبارات تتعلق بالمرأة العربية المهاجرة، تعبّر فيها عن قدراتها ومواهبها والتعبير عن شؤونها وشجونها، إذا أرادت بعيداً عن السياسة، التي شغلت صحفنا العربية في استراليا، وكرّرت مآسينا واستوردتها لنا بحلوها ومرّها.
سعدت بمبادرة جريدة "الانوار" واستجابتها بأن تكون للمرأة العربية المهاجرة صفحة، وصفحة واحدة، في جريدة فيها 26 صفحة سياسية تعبّر فيها عن مواهبها، وعن شؤونها وشجونها في هذا المغترب البعيد.
ساهمت في هذه الصفحة لفترة ثم غبت بسبب حادث لمدة ثلاثة أشهر أمضيتها في المستشفيات، وعندما عدت، ماذا وجدت، وجدت أن صفحة المرأة لم يكتب فيها قلم امرأة، وان إدارة الجريدة هي التي تكفّلت مضطرة أن تملأها بأخبار النساء، الى أن فقدت غايتها وقضت بالسكتة القلبية.
ذكرتني هذه الحادثة بعبارة قلتها في الثمانينيات، عندما قدمت استقالتي لإدارة جريدة "النهار" المهجرية الغرّاء لصاحبها الصحافي بطرس عنداري، بعد تعاون لمدة أكثر من عشر سنوات، فرفض أكثر من مرة، وأمام إصراري على الراحة قال: "وأخيراً أمرنا لله"، فأجبته موجهة كلامي الى قرّائي الاعزاء: "وداعاً والى اللقاء" وفعلاً لم أغب طويلاً، واستمر اللقاء حتى الآن، وما زلنا نلتقي، وسيستمر اللقاء، مادام في العمر بقية.