حبات البرد

نجاة فخري مرسي
كلما تساقطت حبّات البرد
واستقرّت بين الأعشاب
تفرح التربة
يُسعدُها أن يذوب البرد
ويسري في جذورها
فينعش فيها جفاف العروق.
الحياة أخذ وعطاء
مديونة:
للأزهار والبلابل
للشمس والقمر
للينابيع والأنهار
للسواقي والجداول
للنحل والنعاج
للحقل والمشاتل
الحياة أخذ وعطاء
فكيف أستطيع أن أوفيها؟
وأنا آخذ منها ولا أعطيها؟

مرآة الزمن

نجاة فخري مرسي


إنها ليست مرآتي
فمرآتي تعوّدت أن تريني صور الحيوية ونضارة
الشباب ...!
أصبحت أرى خطوطاً كالأخاديد
صورها أحكام ظالمة ...
ستبقى تطاردني
لأنها ليست مرآتي
إنها مرآة الزمن ...!
مرآتي كانت صديقتي
لا أرى فيها سوى نضارتي

* * *


أجمل الرسائل

في الساعات المتأخرة من الليل
في مكتبي الصغير المطل على الحديقة
شعرت بسحر غريب

* * *

تمايلت في مخيلتي صور ومشاهد
رافقتها أحاسيس
قفز القلم إلى يدي
فكتبت أجمل الرسائل ...

* * *

عيد الأم يتلألأ على مدى الأيام

نجاة فخري مرسي
اليك أيتها الأم الحنون، يا من علمتنا كيف نفهم الحياة، ورعيتنا ونحن نحبو، وأخذت بأيدينا بعد أن مشينا، وسهرت معنا ونحن نتعلم، وباركتنا عندما تزوجنا وانجبنا، ولم تنس أولادنا، إليك نقدم تهانينا.
عيد الأم هو من أهم الأعياد التي يجب أن نحتفل بها جميعاً، وسأقدم عبر السطور التالية لمحة عن تاريخ انطلاقة فكرة الإحتفال بيوم الأم:
- عام 1872 انطلقت الفكرة وكانت صاحبة الفكرة سيدة أميركية تدعى "جوليا وورد"
- عام 1887 قامت سيدة أخرى تدعى "ماري تاولز" بمحاولة جديدة لتحقيق الفكرة ثم تلتها عام 1904 السيدة "هارينغ" بحملة واسعة ومنظمة لنفس الغرض، وبعد مرور ثلاث سنوات على ذلك التاريخ، بدأت السيدة "آن جارفيز" بالدعوة إلى جعل يوم الأم مناسبة وطنية على مستوى البلاد ككل، وأن يكون موعده في ثاني يوم أحد من شهر مايو (آيار) كل عام، وتقلد فيه كل أم زهرة قرنفل، وتجاوباً مع السيدة جارفيز بدأت الاحتفال كنائس "غراتون" – "فيلادلفيا" مسقط رأسها، فكان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، ثم قامت بعدها كنيسة "أندروز ميثودست" في المدينة نفسها بتكريم السيدة جارفيس، واعتبارها المؤسسة ليوم الأم، هذا مع تأكيد اليوم الذي اختارته لهذه المناسبة.
- اعتمدت الفكرة رسميا عام 1914 عندما وقع الرئيس الامريكي "وودرو ويلسون" على قرار لمجلس الشيوخ والنواب في أمريكا يوجه فيه أنظار رؤساء الدوائر الرسمية الى وضع اعتبار خاص ليوم الأم، وفي العام الذي تلاه وقع الرئيس ويلسون قراره التاريخي الذي يقوم: "أنا الرئيس وودرو ويلسون وودارد" رئيس الولايات المتحدة، أوصى المسؤولين في الحكومة برفع علم الجمهورية على المصالح الامريكية لرفع هذا العلم على بيوتهم وفي كل مكان، وذلك في ثاني يوم أحد من شهر مايو/آيار من كل عام، كتعبير جماهيري عن حبنا وتقديسنا للأمهات في بلادنا.
وها نحن نعيش السنوات الأولى من قرن جديد، وعيد الأم في أكثر من بلاد العالم ما زال مجرد احتفالات تقليدية، وزهرات قرنفل تقلد للأمهات، ونحن نتساءل:
لماذا أصبح عيد الأم مناسبة تجارية، قبل أن يصبح إجازة رسمية؟
ولماذا نرى في الروزنامات وفي المفكرات تواريخ ومواعيد لإجازات رسمية، مثل سباق الخيل المعروف بـ "كأس ملبورن"، والمعرض التجاري الزراعي "ملبورن شو" وغيره ولا نجد أي ذكر في استراليا لعطلة رسمية بمناسبة عيد الأم، هذا على الرغم من تأثير الأم على مشاعرنا واستعمالاتنا اللغوية الشائعة مثل "اللغة الأم"، "الوطن الأم"، والدناي أم، والجنة تحت أقدام الأمهات.. والأم التي تهز سرير طفلها بيمينها، تهز العالم بيسارها، الى آخر هذه الاستعمالات التي تدل على تأثير الأمومة على مشاعرنا وعقولنا، وتضع الأم – كل أم في مكانها على عرش قلوبنا، لأنها هي التي أنجبت كل ما في هذا الكون من رؤساء وحكام وسلاطين، وهي هي التي ما زالت تطالب، ونطالب معها ولها، بيوم واحد كعطلة رسمية في عيدها، وببدل أمومة تستحقه ويليق بمقامها، وهذا حق وليس منّة.
أخيراً دعونا بهذه المناسبة المميزة، نقدم التهاني للأم العربية في المهجر، التي نجحت في حمل رسالتها، واستطاعت أن تحافظ على قيمتها الروحية وتقاليدها الشرقية في تربية أولادها.
والسؤال المحيّر هو: لماذا تحوّل ثاني يوم أحد من شهر آيار من كل عام في استراليا، وبقدرة قادر الى 31 آذار في البلاد العربية، والى 10 آيار في بلاد جنوب امريكا، والى 18 آذار في بريطانيا ونيجيريا واختلفت التواريخ في كل بلاد العالم، وأنا أطالب نساء العالم بالاتفاق على يوم واحد ليحتفل العالم كله في يوم واحد بعيد الأم.
وكل عام وكل الأمهات بصحة وعافية ليكملن رسالتهن الخالدة.