تعريف الإرهاب

نجاة فخري مرسي
تقدمت أميركا مؤخراً بمشروع محاربة الإرهاب في العالم. وأقامت لتسويق الفكرة "الملغومة" مؤتمرات في الدول الموالية لها، والخاضعة لإرادتها!
الفكرة رائعة وضرورية لحماية المجتمعات الإنسانية من شر الإرهاب والإرهابيين، إذا طبقت بحسن نية ونزاهة دون تحيّز.
من المعروف ان الإرهاب ظاهرة قديمة جديدة، وانها وجدت وما زالت موجودة في كل المجتمعات البشرية. بل وفي كل العصور، بأساليب وأشكال مختلفة. وغالباً ما تكون مرتبطة بشعور الانسان بالظلم والاحباط والخوف، أو بالطباع العدوانية. أو في أكثر الاحيان تكون لها مسببات قاهرة، فتأتي على شكل فدائي أو نضالي من أجل حق مسلوب أو مقاومة مستعمر.
ولكي تقوم دول العالم الإستعمارية بمحاربة الارهاب بالنزاهة المطلوبة يجب أن تطالبها الدول الحرة والمغلوبة منها على أمرها بعمل مؤتمرات لدراسة حالات الإرهاب والوصول الى وضع صيغة تصنف الإرهاب وتعرّف عليه. وعلى ضوء هذه الدراسة وهذا "التعريف" تبدأ بإصدار الاحكام القاسية منها أو المخففة. تماماً كما يفعل القضاء في المحاكم.
واما أن تكون الكلمة في محاربة الارهاب من دول كأميركا أو بريطانيا التي عرفت كل منهما إما بالاستعمار المباشر وإما بدعم الاستعمار، وتشجيع الارهاب الدولي كما هو حاصل في فلسطين وفي جنوب لبنان، فهذا أمر يدعو الى الشك والريبة! والغريب المريب في الأمر حقا، أن يتحمس بعض حكامنا العرب للفكرة الاميركية وأن يستضيف هذا البعض مؤتمرات تسويق مشروع محاربة الارهاب الاميركي مع أنهم لا يجهلون الغاية منه. وهي وصم منظماتنا الفدائية ونضالها المبارك ضد الاستعمار الاسرائيلي للاراضي في فلسطين وفي الجولان وفي جنوب لبنان.
ولكي نكون على بينة من نوايا اميركا وبريطانيا، ومن يدور في فلكهما من محاربة الارهاب في العالم وهي: - الارهاب الدولي – الارهاب العرقي – الارهاب الديني والطائفي – الارهاب في شوارع نيويورك – المتاجرة في المخدرات – الارهاب في تعذيب أسرى الحرب والسجناء السياسيين - الارهاب في مصادرة الاراضي والاعتداء على مقدسات الآخرين - الارهاب في كسر البيوت والبنوك والسرقات - الارهاب في برامج التلفزيون الاميركي التي انتجت خصيصا لتدريس العنف، والقضاء على القيم الاخلاقية والتقاليد، وتفتيت الأسرة – وصولاً الى الارهاب في الاعتداء على النساء والاطفال والعنف المنزلي وإفساد الشباب.
كل هذه حالات ارهاب، بسبب أو بدون سبب وقد تدفع احياناً بالمظلوم حتى ان يسلك الطريق الخطأ في ردع الظلم بأسلوب ثوروي متهور فيؤذي الأبرياء ويسبب لهم الخوف، وأحياناً الموت والخسارة، وهم لا ذنب لهم فيما يعاني.
وأمامنا الآن خبر الحصار الذي ضربته اسرائيل على قرية "ارنون" في جنوب لبنان بالاسلاك الشائكة، والالغام الارضية المحرّمة دولياً لمنع سكان القرية من التحرك حتى في طلب الماء والغذاء والدواء. في حين أن لبنان والعالم وايضا مجلس الامن، بانتظار انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبناني منذ اكثر من عشرين عاماً، بدون قيد أو شرط.
فهل يا ترى ستسمي اميركا هذا الاحتلال ارهابا؟ ان انجازا وتباركه وتدفع لاسرائيل مكافآت مالية وعسكرية. كالعادة بعد كل مذبحة تفتعلها، وكل احتلال تحققه؟
وهل يا ترى ستسمي اميركا ما فعله وما يفعله الصرب اليوغوسلاف في البوسنة والهرسك من مذابح بشرية ومدافن جماعية ارهابا؟ أم ان اميركا لا همّ لها سوى ضرب وحصار وتأديب كل من تحدثه نفسه ان يعكر صفو اسرائيل في بلادنا العربية، ووصم منظماتنا الفدائية بالارهاب؟

أضواء على كتاب جوليا صباغ: الرب راعينا

نجاة فخري مرسي
تهاني الى الصديقة والزميلة في العمل الإجتماعي السيدة جوليا صباغ بمناسبة صدور كتابها باللغة الانجليزية بعنوان "الرب راعينا The Lord is My Shepherd" تبدأه أولاً بقصة معاناتها كفلسطينية بعد موت أمها وزواجها المبكر في ظروف ضياع الأرض والوطن والعيش في الشتات، والكتاب مكوّن من 26 فصلاً تفتتحه بكلمة لفيلسوفنا جبران خليل جبران عنوانها "الحرب" يقول فيها:
"أنت أخي، ولكن أنت تحاربني؟ ولماذا تحتل بلدي، وتحاول قهري وإخضاعي من أجل إسعاد هؤلاء الذين يبحثون عن المجد والسلطة؟
ولماذا تترك زوجتك وأطفالك لتلحق بالموت من أجل أولئك الذين يشترون المجد بدمائك؟ وبدموع والدتك. هل هذا يشرّف الذي يقتل أخيه الإنساه؟ هل يستطيع المحبّون أن يتبادلوا الحب والقبلات في ساحات القتال وهم مازالوا يبكون بالقنابل؟"
تدور فصول الكتاب من نواح أخرى حول مأساة الشعب الفلسطيني في بلاد الشتات وهو ممنوع من العودة الى وطنه وأرضه وكيف أن الدخلاء قاموا بإطلاق السموم وتزوير الحقائق، مثل القول " إن الشعب الفلسطيني شعب مسلم يعبد الله وهو لا يعبد God. وتوضح السيدة جوليا صباغ أن God باللغة العربية هو الله وبأن الموضوع يعود الى اللغة التي تختلف في كل بلد عن أختها، وتسرد في صفحة من صفحات الكتاب ما اسم God باللغة الانجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإيطالية، واليونانية، والمالطية، والعربية. وتختم القول بأن "الله" تعني " God".
وبهذه المناسبة، نرى من واجبنا في إعلامنا العربي إلقاء الضوء على هذا الكتاب خاصة وهو يعالج مشكلة إعترضت السيدة جولي صباغ أرادت توضيحها، والمضحك المبكي أن الروّاد والمصلين لم يشتروا هذا الكتاب ولا وجدوه يستحق حتى ندوة لبحث بنوده وتوضيح أبعاده أو أهدافه.