الدرويش

نجاة فخري مرسي
سأل الشاب:
- ما اسمك أيها العم؟
فأجاب الرجل المسن الجالس في الطريق:
- إسمي الدرويش...!
- ومن أين أتيت؟
فأجاب الرجل المسن من خلال لحيته الطويلة وعيونه مرفوعة الى السماء، وأصابعه تعبث بسبحة طويلة:
- أنا من البلاد التي تسمي الكسول الذي اختار أن يتسول ويعيش على خبز غيره: درويشاً
- وتسمي الجبان الذي يخاف أن يدافع عن حقه: مثالياً
- والفاشل الذي عجز عن صنع مستقبله: قنوعاً
- والقوي الذي يستعبد الآخرين: زعيماً
- ومن أتقن صناعة الكلام: شاعراً
- وتسمي كل حكيم أو مصلح: نبياً
فابتسم الشاب وقال:
- أعتقد أنك من الشرق...!

نبذة عن تاريخ إنشاء محطات البث الاثني المتعدد اللغات في ملبورن

نجاة فخري مرسي

كانت نسبة المواطنين المولودين خارج استراليا عام 1976 حوالي 10%، ولكنها ارتفعت لتصل الى 29% عام 1976.
ولذلك تقرر إنشاء محطة إذاعية متعددة اللغات لسد حاجة المهاجرين غير الناطقين باللغة الانجليزية. فأنشأ غوف ويتلام/رئيس وزراء الحكومة العمالية في ذلك الحين محطة 3ZZ. ثم جاءت حكومة فرايزر/رئيس حكومة حزب الأحرار، فألغتها وأنشأت محطة 3EA في ملبورن التي تذيع الآن بأكثر من 68 لغة (وأصبح إسمها اس بي اس). ثم تلا ذلك إنشاء محطة تلفزيونية اثنية ( القناة 28).
كما تقرر بعدها إنشاء مؤسسة اس بي اس، للإشراف على البث الإذاعي والتلفزيوني الخاص بالمهاجرين.

التجربة العملية الأولى:
بدأت إذاعة 3EA في الأشهر الثلاثة الأولى تبث برامجها باللغات: اليونانية – الايطالية – التركية – اليوغوسلافية – المالطية – الاسبانية – الالمانية – والعربية. وكان مجمل ساعات الارسال 42 ساعة في الاسبوع، تبدأ من الساعة السادسة والنصف صباحاص وحتى التاسعة مساء.
كانت البرامج تقتصر انذاك على الموسيقى، واللقاءات مع الشخصيات البارزة فقط، وبعض الاعلانات الصحية والاجتماعية والخدمات، وذلك لإشعار المهاجر بأنه جزء من المجتمع الجديد، بأن تشرح له كل ما يتعلق بتعويضات العمال، وكيفية الحصول عليها.
أما إيجاد المذيع الملائم فكان من المصاعب التي واجهت الاذاعة في تجربتها الاولى. وأما ردود الفعل فقد كانت مشجعة للغاية، مما دعا الحكومة لاعتماد مبلغ 49 ألف دولار للإذاعة الاثنية.
وفي الستة شهور التالية للتجربة زاد الاعتماد المالي الى 145 ألف دولار وزادت ساعات البث الى 118 ساعة في الأسبوع.
التطور التقني السريع:
ومع التطور التقني أصبح بالامكان دمج اذاعتي 3EA في ملبورن و2EA في سيدني واصبحت البرامج تغطي كافة المدن الاسترالية.
وقد تحولت اس بي اس اعتباراً من الاسبوع الأول من شهر اغسطس/اب 2009 الى الارسال الرقمي Digital وأصبح لديها تسعة أقنية على جهاز الراديو الجديد. وبواسطة هذه التقنية الجديدة يمكن اعادة الاستماع الى البرنامج بعد ساعة من انتهائه. كما يمكن الاستماع الى 14 ساعة بدلاً من 10 ساعات كانت مخصصة لملبورن في الفترة السابقة.
هنيئاً للاس بي اس بهذا التطور والانجازات التي سيستفيد منها ابناء الجالية في مختلف انحاء استراليا.

تصنيف الألقاب

نجاة فخري مرسي
تحدثت في الاسبوع الماضي عن ضرورة ايجاد "تعريف" محدد وواضح للارهاب، الذي تدعو اميركا الى محاربته، على أمل أن تلتقي دعوة اميركا مع وجهات النظر القانونية، وموازين الشرعية الدولية، لا أن تكون مجرد دعوة مغرضة لمحاربة منظماتنا الوطنية التي تدافع عن ارضها، ومصيرها وحقوقها المشروعة.
واليوم سنتحدث "بنعمة الله" (1) عن تصنيف الالقاب، لأنها من وجهة نظرنا مشكلة عويصة تسيء الى أصحاب المراكز وذوي الالقاب. ولا أغالي اذا قلت ان اكثر مجتمعاتنا توزع الالقاب بشكل زائد، وهذا أمر يتنافى مع أصول الآداب الاجتماعية، أي بالغات الاجنبية "البروتوكول".
ودعونا من باب الفكاهة، دون أن نسيء الى أحد، نذكر ونذكّر بهذه الالقاب المتداولة في اكثر مجتمعاتنا الشرقية، فمثلاً نسمي مدرس محو الأمية بالاستاذ.. وكاتب المقالات في الصحف بالأديب.. والممرض بالدكتور.. القابلة القانونية، بالست الدكتورة.. وأي موظف في الحكومة بسعادة البيه.. وكذلك الراقصة بست الكل، وإذا أصبحت تعلم الرقص الشرقي، بالاستاذة، وهلم جرّاً، وهذا طبعاً قليل من كثير لأنني نسيت أن أذكر(يا باشا) ورحم الله الاساتذة، والدكاترة، والادباء، والبهوات من مثل هذه الفوضى التي تشعرهم بالغبن والحرج.
- وربك يرسل الفرج-
(1) العبارة الظريفة للدكتور بولس في برنامج "دقيقة لصحتك" من محطة 2ME.