وأعود

نجاة فخري مرسي
أعود من فردوس الأرض النابضة بالحيوية والجمال الى "ميكانيكية" حياة رتيبة، وصداقات محنّطة،

أعود إلى العالم الهادر، إلى دنيا الأمر الواقع،

أعود لأعيش بحبوحة من العيش لا تسعدني ونموذج مجتمع لا آلفه ولا يألفني.

أعود لأعيش بدون خيمة أمل، أو "عرزال" حلم أو دبيب طفل ما بين الجدران.

أفتقد الأسرة... أفتقد الربوع... أفتقد دفء الإنتماء،

فلماذا أعود؟

* * *

ماذا يهمّ؟

نجاة فخري مرسي
ماذا يهمّ؟
أن تطل الشمس من وراء الغيوم
دافئة وهاجة،
ثم تتوارى وراء الغيوم،
ما دامت ستشرق من جديد.
ماذا يهمّ لو تحدثت مع نفسي؟
ما دامت لا اطلب مني تفسيراً.
ماذا يهمّ، لو إنتفض قلبي محتجّاً؟
ثمّ احتضنته بين ذراعيّ
أهدئ من روعه
ما دمت أعرف ماذا يريد؟
* * *

وبكيت

نجاة فخري مرسي
بكيت لا لأنني أهوى البكاء، بل لأنه من حقي أن أبكي.

بكيت، عندما رحلت عن وطني الى وطن الزوجية وعشت في غربة

بكيت، عندما رحلت عن هذه الغربة إلى غربة أبعد.

بكيت، عندما لأنني أعيش في مجتمع لا يفهمني ولا أحب أن أفهمه،

بكيت، عندما زرت دور المسنين وأسرة المعاقين، ومخيمات اللاجئين،

ثم بكيت أكثر ما بكيت، عند ولادة النظام العالمي الجديد.