وفاة الاديبة نجاة فخري مرسي


أدبنا المهجري في أستراليا يودّع إحدى أروع مبدعاته، عنيت بها الأديبة نجاة فخري مرسي، الفائزة الوحيدة عام 2009 بجائزة شربل بعيني، والتي تركت العديد من المؤلفات القيمة باللغتين العربية والانكليزية.
لقد كتبت عنها الكثير، وكتبت عني الكثير، هي في مالبورن وأنا في سيدني، وكنت كلما زرت مالبورن تولم على شرفي، فلقد حولت منزلها الى صالون أدبي، وقلبها الى مسكن لجميع المبدعين. 
ومن المقالات التي كتبتها عنها أنشر ما يلي:
عندما أصدرت الأديبة المهجرية نجاة فخري مرسي كتابها الرائع ( المرأة في ذاكرة الزمن) عام 2004، أعلنت أن الشيخوخة قد تمنعها من الكتابة والنشر، وأن (المرأة في ذاكرة الزمن) قد يكون نهاية زمنها الأدبي.. فإذا (بآخر الجولات) يطل علينا عام 2007، ليخيفنا مجدداً بعنوانه، وأن هذا المولود الأدبي الجديد قد يكون آخر جولات نجاة الأدبية.

ولكن، أبشروا، فنجاة أشبه ما تكون بطائر الفينيق، ما أن تتراكم عليها الأوجاع حتى تهب واقفة، بيمينها القلم، وبيسارها ورقة بيضاء اشتاقت لرائحة حبرها، وانسياب عباراتها المموسقة كينبوع عذب، يسقي بساتين الغربة، وناسها، في آن واحد.

وها هي تعود للكتابة في مجلة الغربة الإلكترونية، منذ انطلاقها.. وها هي تهدي (الغربة) في نهاية هذا العام 2008 كتابها الجديد (كتابات على مرآة الزمن)، المؤلف من 320 صفحة من الحجم الكبير، لتعلن للكون أجمع أن الفارس الفارس لا ينزل عن حصانه إلا مضرجاً بدمائه.

عندما خصصت لنجاة فخري مرسي (متحفاً) في موقع الغربة الالكتروني، دون علمها طبعاً، وددت أن أهمس بأذنها، بطريقتي الخاصة: شكراً يا ابنة الجنوب اللبناني، شكراً يا حبيبة مصر.. يا زوجة دكتورنا الصديق أنيس مرسي، شكراً يا ابنة غربتي.. يا صديقتي الوفية، يا نجاة فخري مرسي.

وصدق الشاعر الصديق خالد الحلّي عندما قال عنها في مقدمة الكتاب: (ولدت لتكتب).. أجل لقد ولدت نجاة لتكتب.. ومن يعش يرَ.
**
هذا ما كتبته عام 2008، وهذا ما سأردده حتى بعد رحيلها: نجاة ما وجدت إلا لتكتب. 
رحمك الله يا صديقتي العزيزة ورحم زوجك الدكتور أنيس والهم جميع افراد عائلتك هنا وفي لبنان وكل مكان الصبر والسلوان.
أخوك شربل بعيني