نجاة فخري مرسي
في عصور الجاهلية، كما هو معروف، كانت الأنثى، تُوأَدْ، أو تُجوّعْ حتى الموت وكانت النساء تُسبى في غزوات القبائل المتحاربة، كَمَغْنَمٍ مع القطيع والجمال. وكان للأب الحق أن يَحْرِمْ إبنته من الإرث، ومن الزواج بمن تشاء. وأن يرغمها على كل ما يشاء.
من تفاصيل هذه المتاجرة أن السماسرة وتجّار الرقيق كانوا يعدّون الفتيات بأفضل طريقة تدرّ عليهم أفضل الأسعار. ثمّ يبدأون بعرضهنّ بطريقة (على أنَّا على دوّا) بنفس الأساليب التي تُباع بها المواشي في الأسواق.
راجت هذه التجارة وازدهرت، وتحوّلت أعداد كبيرة وغفيرة من فتيات الأمّة إلى "جوارٍ" في قصور الخلفاء والحكام والوزراء، وأصبحت المرأة تُباع وتُشترى لمن يدفع أكثر، وكثيراً ما تتهاداهنّ القصور، كما تتهادى المجتمعات الحديثة اليوم الهدايا التذكارية، أو باقات الزهور أو بطاقات الأعياد والمناسبات.
"جارية الخليفة لها سعر ... وجارية الوزير لها سعر" ... والجميلة والأجمل والأقل جمالاً في سوق تجّار الرقيق. والوسطاء يلبّون طلبات القصور والحكّام, و "السلعة" ليس لها في مصيرها رأي، أو في ثمنها رأي، أو لمن تُباع، وفي أي "حريم" ستستقرّ، سوى أن يكون هذا "الحريم" سيرحمها ويحميها.
بقيت نساء الأمّة تُباع وتُشرى، وبقي حكامها وخُلفاؤُها يتمثلون بملوك إسرائيل، وأباطرة الرومان، إلى أن امتلأت القصور بالجواري والإماء والخصيان. وبقيت هذه الفوضى الجنسية العارمة عند الخلفاء وأطراف الحكم، تعيش جنباً إلى جنب مع الفوضى السياسية والأطماع الشخصية التي كثيراً ما أساءت إلى العهد، وما تلاه من عهود.
جعل هذا المرأة العربية في ذلك العهد تفقد احترامها لنفسها وبدأت كل جارية تتبارى مع غيرها من الجواري لكسب المعركة المصيرية إن في الغواية أو في الإغراء ... أو في التذاكي والدّهاء. فظهرت بينهنّ راقصات وناقرات على العود ومغنّيات ... وأحياناً شواعر غزل وتغزّل. ومنهنّ من تمكنت من المشاركة في تصريف أمور الخلافة أو الوزارة، ومنهنّ من خطّطت لتدمير مالكها. لمصلحة مالك آخر.
وتقول بعض المراجع التاريخية المتعلّقة بهذا الموضوع (1) أن الجارية "الخيزران" قد عملت على قتل "الهادي" وإيصال "الرشيد" إلى الخلافة.
من تفاصيل هذه المتاجرة أن السماسرة وتجّار الرقيق كانوا يعدّون الفتيات بأفضل طريقة تدرّ عليهم أفضل الأسعار. ثمّ يبدأون بعرضهنّ بطريقة (على أنَّا على دوّا) بنفس الأساليب التي تُباع بها المواشي في الأسواق.
راجت هذه التجارة وازدهرت، وتحوّلت أعداد كبيرة وغفيرة من فتيات الأمّة إلى "جوارٍ" في قصور الخلفاء والحكام والوزراء، وأصبحت المرأة تُباع وتُشترى لمن يدفع أكثر، وكثيراً ما تتهاداهنّ القصور، كما تتهادى المجتمعات الحديثة اليوم الهدايا التذكارية، أو باقات الزهور أو بطاقات الأعياد والمناسبات.
"جارية الخليفة لها سعر ... وجارية الوزير لها سعر" ... والجميلة والأجمل والأقل جمالاً في سوق تجّار الرقيق. والوسطاء يلبّون طلبات القصور والحكّام, و "السلعة" ليس لها في مصيرها رأي، أو في ثمنها رأي، أو لمن تُباع، وفي أي "حريم" ستستقرّ، سوى أن يكون هذا "الحريم" سيرحمها ويحميها.
بقيت نساء الأمّة تُباع وتُشرى، وبقي حكامها وخُلفاؤُها يتمثلون بملوك إسرائيل، وأباطرة الرومان، إلى أن امتلأت القصور بالجواري والإماء والخصيان. وبقيت هذه الفوضى الجنسية العارمة عند الخلفاء وأطراف الحكم، تعيش جنباً إلى جنب مع الفوضى السياسية والأطماع الشخصية التي كثيراً ما أساءت إلى العهد، وما تلاه من عهود.
جعل هذا المرأة العربية في ذلك العهد تفقد احترامها لنفسها وبدأت كل جارية تتبارى مع غيرها من الجواري لكسب المعركة المصيرية إن في الغواية أو في الإغراء ... أو في التذاكي والدّهاء. فظهرت بينهنّ راقصات وناقرات على العود ومغنّيات ... وأحياناً شواعر غزل وتغزّل. ومنهنّ من تمكنت من المشاركة في تصريف أمور الخلافة أو الوزارة، ومنهنّ من خطّطت لتدمير مالكها. لمصلحة مالك آخر.
وتقول بعض المراجع التاريخية المتعلّقة بهذا الموضوع (1) أن الجارية "الخيزران" قد عملت على قتل "الهادي" وإيصال "الرشيد" إلى الخلافة.