نجاة فخري مرسي
إتحاد المجالس الاسلامية في استراليا يضمّ عشرة مجالس ويغطي استراليا جغرافياً ومهنياً. وأهمية الاتحاد في أنه حضور عربي اسلامي فاعل يحاول أن يعيد الى المسجد طابعه التثقيفي العلمي ودوره الحضاري. "الوطن العربي" التقت المسؤولين في الاتحاد للتعرف الى نشاطاته.أنشئ أول اتحاد فيدرالي للمجالس الاسلامية في العام 1963، وعقدت أول جلسة من جلساته في جامعة ملبورن، وبقي المركز الرئيسي للاتحاد في ملبورن الى أن انتقلت الادراة الى سيدني في العام 1975 وبقيت ملبورن المركز الرسمي للاتحاد، حتى الآن.
ويتكون الاتحاد من أربع جمعيات تمثل ولايات فيكتوريا، نيو ساوث ويلز، جنوب استراليا، والعاصمة الاسترالية كانبيرا.أول من فكر في انشاء الاتحاد مجموعة أشخاص من المهتمين بالقضايا الاسلامية في ملبورن وأدلايد. نذكر منهم السيد رشيد كريك والسيد أحمد مساكه من ادلايد جنوب استراليا، والدكتور عبد الخالق قاضي رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة ملبورن، والشيخ فهمي الإمام، إمام مسجد عمر بن الخطاب في ملبورن، والسيد جلال الدين دني والدكتور ناصح ميرزا.
ويقدر عدد الجمعيات المنتمية الى الاتحاد الآن بحوالي ثلاثين جمعية، تساعد وتشجع على بناء المساجد في كل منطقة يعيش فيها مسلمون ... وتساعد أيضاً على تعيين الائمة والدعاة وتدفع نصف مرتباتهم.
وفي مقابلتي للدكتور عبد الخالق قاضي نائب رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة ملبورن، ورئيس اللجنة الاستشارية في "الاتحاد الاشتراكي للمجالس الاسلامية" والمسؤول عن مكتبة الاتحاد في ملبورن، سألته أولاً عن شخصه فقال، أنا من مواليد باكستان، هاجرت الى استراليا في العام 1961، أحمل دكتوراه فلسفة في الشريعة الاسلامية، وأنا خريج الأزهر في مصر.وقال إنه شغل الوظائف الآتية:1
- أستاذ مساعد في جامعة "السند" باكستان2
- أستاذ مساعد في جامعة ملبورن3
- رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط ... ويشغل الآن منصب نائب الرئيس في الجامعة4
- منصب رئيس اتحاد المجالس الاسلامية من العام 1963 حتى 1975، على فترات تولى فيها الرئاسة لمدة 9 سنوات.
سألته عن علاقة الاتحاد بالمجالس الاسلامية في العالم الاسلامي، فقال إنه على صلة دائمة وفعالة مع المجالس الاسلامية في العالم الاسلامية والجامعات الاسلامية في العالم العربي، مثل الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض.
وهناك ايضاً صلة تعاون مع مشيخة الازهر والمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في مصر والجامعات الاسلامية في السعودية وباقي دول الخليج، قطر، الكويت ... ودبي.
الاتحاد إدارياً
وعن الاتحاد قال إنه يتكون من عشرة مجالس كل مجلس فيه يمثل ولاية من ولايات استراليا موزعة على الشكل التالي: 6 للولايات، 3 للمقاطعات وهي:
كانبيرا، الاقليم الشمالي، والجزر المجاورة لاستراليا ...
أما المجلس العاشر فلاتحاد الطلبة المسلمين، ومعظم المجالس تتألف من جمعيات محلية، ويجتمع رؤساء المجالس ثلاث مرات في السنة برئاسة رئيس الاتحاد الحالي الدكتور محمد على وانج (الصيني الجنسية) وينتخب الاتحاد وبقية اللجنة التنفيذية في كل عامين مرة.
وهو المسؤول أمام رؤساء المجالس، وأمام مندوبي الجمعيات في الاجتماع السنوي العام، والذي يعقد عادة في إجازة عيد الفصح من كل عام وترفع القرارات الهامة والرئيسية الى اللجنة التنفيذية.
- كونك رئيساً للاتحاد، ورئيساً لقسم دراسات الشرق الأوسط، فما تأثير المنصبين على بعضهما البعض؟
● بما أنني كنت أعمل في الهيئة الاكاديمية في الجامعة ساعد ذلك في تعريف اتحاد المجالس الاسلامية بالأوساط العلمية في العالم العربي والاسلامي. وفي المقابل تعريف الهيئة الاكاديمية بالاتحاد.
والدكتور ناصح ميرزا المحاضر من درجة عليا في قسم دراسات الشرق الاوسط شغل عضوية اللجنة التنفيذية منذ تأسيس الاتحاد خصوصاً منصب مستشار ثقافي ومنصب المتحدث الرسمي للاتحاد لدى وسائل الاعلام في ملبورن ... وهو الآن يشارك في مشروع تأسيس أول مدرسة عربية اسلامية في مدينة ملبورن. وهي واحدة من مدرستين لسيدني وملبورن قررت العربية السعودية، تمويل بنائهما في استراليا، وطبعاً ستحتل اللغة العربية المركز الرئيسي بين المواد الدراسية.
ويذكر الدكتور ناصح ميرزا أنه عندما وصل الى استراليا في اوائل الستينات لم يكن فيها سوى مسجد واحد في مدينة ادلايد - جنوب استراليا، بنته الجالية الاسلامية الافغانية. أما الآن فأصبح عدد المساجد الاسلامية العربية وغير العربية حوالي 12 مسجداً أبرزها بين المساجد العربية مسجد عمر بن الخطاب في ملبورن ومسجد على بن أبي طالب في سيدني اللذان تمّ بناؤهما بمساعدة المملكة العربية السعودية.
ويعتقد الدكتور ناصح ميرزا "أنه على الرغم من عناية القائمين على هذه المساجد بالتوجيه الثقافي والديني، إلا أنه يجب ألا يغيب عن الفكر ضرورة جمع الجهود لتوسيع هذه المشاريع التعليمية.
وبالمناسبة لا يغيب عن الذهن أيضاً كيف كان الأوائل يهتمون بإقامة المراكز العلمية، الى جانب المساجد الجامعية، كما لا بد من الإشارة الى الدور الذي قامت به جامعة الأزهر في هذا الحقل، والمراكز العلمية الأخرى في العراق وسوريا والسعودية وبلدان اسلامية أخرى.
ونذكر بالمناسبة ايضاً الدور العلمية التي أنشأها العرب في الاندلس، خصوصاً في قرطبة واشبيلية، والدور الذي لعبته هذه المراكز في توصيل الفكر العربي والاسلامي الى اوروبا. وعليه فنحن نأمل أن يعير المسؤولون عن هذه المساجد، عناية كافية، أهمية بقاء هذه المراكز الدينية، مشعلاً للفكر العربي والاسلامي، حتى يكون لها شأنها في تاريخ الهجرة العربية والاسلامية الى استراليا.
"ويقول الدكتور ميرزا إن أهداف الاتحاد، كما هو معلوم هي جمع كلمة المسلمين في المهجر وتوحيد صفوفهم وتنسيق أعمالهم، واتخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل أداء الفرائض الدينية في المجتمع الاسترالي ... هذا إلى جانب تأسيس صلات ودية بين المسلمين وغيرهم في هذه الديار.
وكذلك تمثيل المسليمن لدى الحكومات وفي المؤتمرات الاسلامية العالمية، خصوصاً وأن عدد أبناء الجالية الاسلامية يزيد عن ضعف عدد الجالية العربية في استراليا ويقدر بحوالي 450 ألف مسلم.
ويقول الشيخ فهمي الامام: يجب أن لا ننسى ونحن نذكر المساجد الاسلامية في اولايات الاسترالية، المراكز الاسلامية، وهي أماكن تجمع مصلى للمسلمين، يوجد منها 40 مركزاً موزعة كالآتي: 15 في ولاية نيو ساوث ويلز، 10 في فيكتوريا، 4 في كوينزلاند، 3 في جنوب استراليا، 3 في غرب استراليا، 2 في الأراضي الشمالية، 2 في الجزر المجاورة، واحد في تسمانيا.
وكل من هذه المراكز يقوم بواجبه في خدمة القضايا الدينية في هذه البلاد.
والشيخ فهمي الإمام يشغل منصب إمام متفرغ لمسجد عمر بن الخطاب في ملبورن، فيكتوريا، وسبق أن شغل منصب أمين عام اتحاد المجالس الاسلامية لمدة عشر سنوات منذ تأسيسه.
وقد أخبرنا الشيخ فهمي أيضاً، أن الاتحاد، قد أخذ يهتم بنشر الدعوة الاسلامية بين الجاليات البعيدة في جميع انحاء استراليا. وقد أوكل اليه مؤخراً زيارة المراكز الاسلامية المنتشرة في شمال شرق استراليا ووسطها. وقد قام بجولته هذه، ورفع تقاريره للاتحاد.
وعلى اثر ذلك تحركت جاليات اسلامية عديدة نحو الاهتمام بالشؤون الدينية وخدمة أولاد المسلمين.
والى جانب الاهتمام ببناء المدارس، الذي سبق ذكره، تجدر الإشارة الى بعض اهتمامات المجالس الاسلامية، كمشروع دفن الموتى، طبقاً للشريعة الاسلامية في استراليا.
والموضوع الآن قيد الدرس وفي انتظار تصريح وزارة الصحة في فيكتوريا.كذلك اهتمت المجالس الاسلامية بالحصول على اجازات للموظفين المسلمين في المناسبات والأعياد الدينية.وقبل أن أنهي هذه الجولة، التقيت الدكتور محمد على الضناوي، الذي كان في زيارة لاستراليا حالياً لتفقد أحوال الجاليات الاسلامية فيها، فسألته عما إذا كان يود إضافة بعض انطباعاته عن الاتحاد فقال، أتمنى أن يكون الاتحاد بمثابة تجمع فعلي للمسلمين بانتماءاتهم كافة.
ويكون هو بذاته منطلقاً لتوحيد الجالية الاسلامية في استراليا، فتصبح هذه الجالية حقيقة شخصية اعتبارية واحدة لها قيادتها الواحدة، التي تتفرع عنها كافة المكاتب المتخصصة التي تخدم الجالية ككل في كل ميدان وعلى كل صعيد.
ويقيم هذا التنظيم الجديد، حلقة اتصال بين الجالية الاسلامية الموحدة والحكومات المحلية والفيدرالية في استراليا.
وبذلك تستطيع الجالية الاسلامية أن تلعب دوراً متميزاً وبارزاً في استراليا، وبإمكانها أن توحد الرؤى المختلفة، من مشكلات العالم الاسلامي وقضاياه المصيرية، وعندئذ تتمكن من أن تسهم إسهاماً فعالاً في إقناع الحكومة الاسترالية والشعب الاسترالي، بوجهة النظر الاسلامية ... بمعنى أن يكون الاتحاد طاقة تفاعل، ومصدر عطاء، نتمكن من خلاله من كسب استراليا قبل أن يكسبها غيرنا من أعداء أمتنا التاريخيين، وفي مقدمتهم الصهيونية.
نشر هذا البحث في مجلة الوطن العربي في باريس