نجاة فخري مرسي
من الارشيف
استأنفت المرأة اللبنانية تحليقها في اجواء الرعاية الاجتماعية والانتاج الفكري، ونشطت بعد الحرب الاهلية المدمّرة المريرة في مؤاساة العائلات المنكوبة ومساعدة من تيتموا وتشرّدوا. ومن فقدوا اجزاء من اجسادهم فأصبحوا معوقين.
هذا الى جانب النشاط الفكري الملحوظ، الذي يكاد ينصب في معظمه على وصف هذه المآسي وتسجيلها في صفحات التاريخ علها تذكر تجار الحروب بجرائمهم فيتاجرون بالسلم والعلم والعمران.
وهنا سأقدم للقارئ العربي في استراليا، واحدة من سيدات المجتمع اللبناني الفاعلات التي شاركت في تأسيس الجمعيات النسائية الخيرية، ونالت على جهودها الادبية والاجتماعية الميداليات والدروع، انها السيدة ناديا الجردي نويهض مؤلفة كتاب "نساء من بلادي" الذي قدّم له الرئيس الدكتور سليم الحص، وكتاب "كلمات من ذهب" المجلد المكوّن ألف صفحة قدّم له وزير التربية السابق الاستاذ بطرس حرب، وقال فيه الناشر في دار الحداثة، انه دعوة للحوار والمحبة والاستفادة من عبرة الماضي، والتعاون على أرض الواقع، والعمل سوية، من أجل مستقبل أفضل.
انها السيدة ناديا الجردي التي تفضلت بلقائي في بيروت، وتزويدي بهذه المعلومات القيمة، التي يسعدني أن أشرك المرأة العربية المهاجرة، في قراءتها والتعرف عليها.
س: سيدة ناديا، حدثينا اولا عن نشاطك الاجتماعي وانتاجك الفكري وعن دوافع احترافك الكتابة والتأليف؟
ج: بدأت بكتابة بعض الوجدانيات وانا بعد على مقاعد الدراسة، ونشرها في مجلة المدرسة، واثناء غربتي الى فنزويلا التي دامت عشر سنوات كنت اراسل مجلة "صوت المرأة" التي كانت رئيسة تحريرها الاديبة ادفيد شيبوب، كما راسلت مجلة "دنيا المرأة" لصاحبتها نور نويهض حلواني.
كانت مواضيعي تدور حول شؤون المرأة في اميركا الجنوبية، وبعض شؤون الجالية اللبنانية وموقعها في فنزويلا.
وعندما رجعت الى لبنان كتبت في العديد من الصحف اللبنانية والعربية وكانت مقالاتي متنوعة المواضيع والاهداف.
كتبت في التربية، في تماسك الاسرة، وفي القضايا العربية والفلسطينية وفي التحرير والفداء.
س: علمت انك تعدين الجزء الثاني من كتابك "نساء من بلادي" لماذا؟
ج: عندما انجزت كتابي "نساء من بلادي" الذي حوت صفحاته العدد الكبير من الشخصيات النسائية اللبنانية الرائدة والفاعلة، شعرت بعد صدوره بانني كنت مقيدة بسبب الحرب الاهلية المريرة في لبنان.
لذلك قررت ان اكمل ما فاتني في الجزء الثاني الذي سيتناول سير بعض الرائدات العربيات، اللواتي اعتز باعمالهن، لانني اعتبر ان كل البلاد العربية بلادي.
س: هل تكونت لديك فكرة تأليف هذا الكتاب الجامع، كحصيلة لما تجمع لديك من معلومات عن الكم الكبير من نسائنا الرائدات ام انها كانت نزعة الصياد الذي يبحث عن الطيور المغمورة النادرة؟
أم أنها كانت ثورة المرأة على ما تراه من تعتيم على تاريخ المرأة وتهميش لدورها في مجتمعاتنا الشرقية؟
ج: اعتقد ان التاريخ قد اهمل دور المرأة اللبنانية، وتأثيرها في مجتمعها وقد يكون ذلك عن قصد او عن غير قصد – كأن التاريخ وقف على الرجال – وكأن المرأة صورة لا تظهر الا اذا كانت متفوقة وفائقة الاشعاع الذي لا يمكن تجاهله.
من خلال بحثي عن تاريخ المرأة، رأيت في لبنان، وفي البلاد العربية نماذج لنساء رائدات لعبن ادوارا هامة ومرموقة في مختلف مجالات الحياة، من فكرية واجتماعية، وحتى سياسية.
هنا قررت من خلال ما عرفته، ان اجمع هذه الحقائق وهذه المآثر في كتاب "نساء من بلادي" لالقي بعض الاضواء، على صراعات المرأة ونجاحاتها، فأقدم الصورة الصادقة الواقعية عن نساء بلادي ولأزيل بعضا من ضباب التمييز الحاصل الذي عتم على تاريخها لازمان طويلة.
حكاية المرأة في لبنان يا عزيزتي، ليست حكاية باقة نظرة من الورود والرياحين الفواحة، وقامات لا تمل رؤيتها العين فحسب، انما هي قصة نضال مستمر، واسهام فاعل في بناء هذا الوطن، وآثار محفورة في صميمه وعلى جوانبه.
في تاريخ لبنان، والبلاد العربية صفحات مشرقة، كتبتها المرأة بنور الفكر، ودم القلب، ومرارة الصبر، وحرارة الايمان، فاذا بهذه الصفحات مدارس للتربية والتعليم، ومؤسسات لرعاية الايتام والعجزة، واقلام تخط الادب والشعر والفن، وعقول نضالية صامدة متفوقة في كافة المعتركات الوطنية والنضالية، وايضا الفداء.
س: لم يسعدني الحظ بقراءة المزيد من مؤلفاتك، بسبب البعد، ولكنني قرأت كتابك "قناديل" انتاج 1986، فوجدت فيه ما أوحى الي بأنك تلك المرشدة الرسولية التي تؤمن بالكمال، فهلا تكرمت بتعريفي على بقية مؤلفاتك للاستزادة؟
ج: مؤلفاتي 4 حتى الان وهي: "نساء من بلادي"، "كلمات من ذهب"، و "قناديل" ثم "وسام الجرح".
وانا جاهدة كما تعلمين، في اعداد الجزء الثاني من كتاب نساء من بلادي. وسأهديك كتاب "كلمات من ذهب" المجلد الموسوعة مع اهداء وشكر على اهتمامك بنشاطي الاجتماعي وانتاجي الفكري، وبمسيرة المرأة اللبنانية ككل.
س: ولكنك لم تحدثينا بعد عن نشاطك الاجتماعي، الذي سمعت عنه الكثير؟
ج: باختصار شديد سأدرج لك مشاركتي في الانشطة التالية:
- منتدى القصة 1988 – 1989.
- أسست جمعية رأس المتن، ورئيستها الفخرية 1986.
- عضو مؤسس في المكتب الدائم للمؤسسات الدرزية.
- عضو مؤسس في الرابطة الادبية.
- عضو في المجلس النسائي الوطني.
- عضو مؤسس في التحالف النسائي.
- شاركت في مؤتمرات دولية وعالمية.
س: وماذا عن حصاد الايام والجوائز؟
ج: نلت درع الهيئة الوطنية اللبنانية فرع الشمال.
- نلت درع الجيش اللبناني من قائد الجيش اميل لحود 1995.
- نلت درع الجيش المذهب تقديرا لجهودي الادبية والاجتماعية 1997.
- نلت درع الجمعية النسائية للرعاية الاجتماعية 1997.
- وشعار جمعية بيت المرأة الجنوبي الفضي.
س: اخيرا سيدة ناديا هل من رسالة تودين توجيهها لاخواتك المهاجرات في
استراليا؟
ج: اولا اود ان ابعث بتحية حارة لاختي المغتربة، واتمنى ان ازور استراليا
لاتعرف عليها اكثر، بعد ما سمعته منك عنها في وقوفها المشرف الى جانب زوجها، والمحافظة على اسرتها، والاحتفاظ بتقاليد وطنها وقيمها الشرقية، ولغتها العربية.
أما أخيرا، وليس اخرا، اود ان الفت نظرها الى ان تسعى دائبة الى معرفة ما
يدور حولها في العالم من علم واكتشافات وتقدم، وتجييرها لصالح عائلتها فتبقى الام الفاضلة، كما عهدناها والزوجة الوفية المتعاونة، والصديقة الصدوقة لبنات جنسها، والمواطنة المخلصة لوطنها الام، لتكون حبة بركة اينما وجدت وحيثما حلت.
واخيرا اشكرك يا سيدة نجاة على استضافتي في هذا اللقاء التاريخي.
س: وانا بدوري اشكر السيدة ناديا الجردي نويهض على تفضلها بتزويدي بارائها القيمة، وعلى امل اللقاء في استراليا، واتمنى لها دوام الصحة ودوام العطاء.
من الارشيف
استأنفت المرأة اللبنانية تحليقها في اجواء الرعاية الاجتماعية والانتاج الفكري، ونشطت بعد الحرب الاهلية المدمّرة المريرة في مؤاساة العائلات المنكوبة ومساعدة من تيتموا وتشرّدوا. ومن فقدوا اجزاء من اجسادهم فأصبحوا معوقين.
هذا الى جانب النشاط الفكري الملحوظ، الذي يكاد ينصب في معظمه على وصف هذه المآسي وتسجيلها في صفحات التاريخ علها تذكر تجار الحروب بجرائمهم فيتاجرون بالسلم والعلم والعمران.
وهنا سأقدم للقارئ العربي في استراليا، واحدة من سيدات المجتمع اللبناني الفاعلات التي شاركت في تأسيس الجمعيات النسائية الخيرية، ونالت على جهودها الادبية والاجتماعية الميداليات والدروع، انها السيدة ناديا الجردي نويهض مؤلفة كتاب "نساء من بلادي" الذي قدّم له الرئيس الدكتور سليم الحص، وكتاب "كلمات من ذهب" المجلد المكوّن ألف صفحة قدّم له وزير التربية السابق الاستاذ بطرس حرب، وقال فيه الناشر في دار الحداثة، انه دعوة للحوار والمحبة والاستفادة من عبرة الماضي، والتعاون على أرض الواقع، والعمل سوية، من أجل مستقبل أفضل.
انها السيدة ناديا الجردي التي تفضلت بلقائي في بيروت، وتزويدي بهذه المعلومات القيمة، التي يسعدني أن أشرك المرأة العربية المهاجرة، في قراءتها والتعرف عليها.
س: سيدة ناديا، حدثينا اولا عن نشاطك الاجتماعي وانتاجك الفكري وعن دوافع احترافك الكتابة والتأليف؟
ج: بدأت بكتابة بعض الوجدانيات وانا بعد على مقاعد الدراسة، ونشرها في مجلة المدرسة، واثناء غربتي الى فنزويلا التي دامت عشر سنوات كنت اراسل مجلة "صوت المرأة" التي كانت رئيسة تحريرها الاديبة ادفيد شيبوب، كما راسلت مجلة "دنيا المرأة" لصاحبتها نور نويهض حلواني.
كانت مواضيعي تدور حول شؤون المرأة في اميركا الجنوبية، وبعض شؤون الجالية اللبنانية وموقعها في فنزويلا.
وعندما رجعت الى لبنان كتبت في العديد من الصحف اللبنانية والعربية وكانت مقالاتي متنوعة المواضيع والاهداف.
كتبت في التربية، في تماسك الاسرة، وفي القضايا العربية والفلسطينية وفي التحرير والفداء.
س: علمت انك تعدين الجزء الثاني من كتابك "نساء من بلادي" لماذا؟
ج: عندما انجزت كتابي "نساء من بلادي" الذي حوت صفحاته العدد الكبير من الشخصيات النسائية اللبنانية الرائدة والفاعلة، شعرت بعد صدوره بانني كنت مقيدة بسبب الحرب الاهلية المريرة في لبنان.
لذلك قررت ان اكمل ما فاتني في الجزء الثاني الذي سيتناول سير بعض الرائدات العربيات، اللواتي اعتز باعمالهن، لانني اعتبر ان كل البلاد العربية بلادي.
س: هل تكونت لديك فكرة تأليف هذا الكتاب الجامع، كحصيلة لما تجمع لديك من معلومات عن الكم الكبير من نسائنا الرائدات ام انها كانت نزعة الصياد الذي يبحث عن الطيور المغمورة النادرة؟
أم أنها كانت ثورة المرأة على ما تراه من تعتيم على تاريخ المرأة وتهميش لدورها في مجتمعاتنا الشرقية؟
ج: اعتقد ان التاريخ قد اهمل دور المرأة اللبنانية، وتأثيرها في مجتمعها وقد يكون ذلك عن قصد او عن غير قصد – كأن التاريخ وقف على الرجال – وكأن المرأة صورة لا تظهر الا اذا كانت متفوقة وفائقة الاشعاع الذي لا يمكن تجاهله.
من خلال بحثي عن تاريخ المرأة، رأيت في لبنان، وفي البلاد العربية نماذج لنساء رائدات لعبن ادوارا هامة ومرموقة في مختلف مجالات الحياة، من فكرية واجتماعية، وحتى سياسية.
هنا قررت من خلال ما عرفته، ان اجمع هذه الحقائق وهذه المآثر في كتاب "نساء من بلادي" لالقي بعض الاضواء، على صراعات المرأة ونجاحاتها، فأقدم الصورة الصادقة الواقعية عن نساء بلادي ولأزيل بعضا من ضباب التمييز الحاصل الذي عتم على تاريخها لازمان طويلة.
حكاية المرأة في لبنان يا عزيزتي، ليست حكاية باقة نظرة من الورود والرياحين الفواحة، وقامات لا تمل رؤيتها العين فحسب، انما هي قصة نضال مستمر، واسهام فاعل في بناء هذا الوطن، وآثار محفورة في صميمه وعلى جوانبه.
في تاريخ لبنان، والبلاد العربية صفحات مشرقة، كتبتها المرأة بنور الفكر، ودم القلب، ومرارة الصبر، وحرارة الايمان، فاذا بهذه الصفحات مدارس للتربية والتعليم، ومؤسسات لرعاية الايتام والعجزة، واقلام تخط الادب والشعر والفن، وعقول نضالية صامدة متفوقة في كافة المعتركات الوطنية والنضالية، وايضا الفداء.
س: لم يسعدني الحظ بقراءة المزيد من مؤلفاتك، بسبب البعد، ولكنني قرأت كتابك "قناديل" انتاج 1986، فوجدت فيه ما أوحى الي بأنك تلك المرشدة الرسولية التي تؤمن بالكمال، فهلا تكرمت بتعريفي على بقية مؤلفاتك للاستزادة؟
ج: مؤلفاتي 4 حتى الان وهي: "نساء من بلادي"، "كلمات من ذهب"، و "قناديل" ثم "وسام الجرح".
وانا جاهدة كما تعلمين، في اعداد الجزء الثاني من كتاب نساء من بلادي. وسأهديك كتاب "كلمات من ذهب" المجلد الموسوعة مع اهداء وشكر على اهتمامك بنشاطي الاجتماعي وانتاجي الفكري، وبمسيرة المرأة اللبنانية ككل.
س: ولكنك لم تحدثينا بعد عن نشاطك الاجتماعي، الذي سمعت عنه الكثير؟
ج: باختصار شديد سأدرج لك مشاركتي في الانشطة التالية:
- منتدى القصة 1988 – 1989.
- أسست جمعية رأس المتن، ورئيستها الفخرية 1986.
- عضو مؤسس في المكتب الدائم للمؤسسات الدرزية.
- عضو مؤسس في الرابطة الادبية.
- عضو في المجلس النسائي الوطني.
- عضو مؤسس في التحالف النسائي.
- شاركت في مؤتمرات دولية وعالمية.
س: وماذا عن حصاد الايام والجوائز؟
ج: نلت درع الهيئة الوطنية اللبنانية فرع الشمال.
- نلت درع الجيش اللبناني من قائد الجيش اميل لحود 1995.
- نلت درع الجيش المذهب تقديرا لجهودي الادبية والاجتماعية 1997.
- نلت درع الجمعية النسائية للرعاية الاجتماعية 1997.
- وشعار جمعية بيت المرأة الجنوبي الفضي.
س: اخيرا سيدة ناديا هل من رسالة تودين توجيهها لاخواتك المهاجرات في
استراليا؟
ج: اولا اود ان ابعث بتحية حارة لاختي المغتربة، واتمنى ان ازور استراليا
لاتعرف عليها اكثر، بعد ما سمعته منك عنها في وقوفها المشرف الى جانب زوجها، والمحافظة على اسرتها، والاحتفاظ بتقاليد وطنها وقيمها الشرقية، ولغتها العربية.
أما أخيرا، وليس اخرا، اود ان الفت نظرها الى ان تسعى دائبة الى معرفة ما
يدور حولها في العالم من علم واكتشافات وتقدم، وتجييرها لصالح عائلتها فتبقى الام الفاضلة، كما عهدناها والزوجة الوفية المتعاونة، والصديقة الصدوقة لبنات جنسها، والمواطنة المخلصة لوطنها الام، لتكون حبة بركة اينما وجدت وحيثما حلت.
واخيرا اشكرك يا سيدة نجاة على استضافتي في هذا اللقاء التاريخي.
س: وانا بدوري اشكر السيدة ناديا الجردي نويهض على تفضلها بتزويدي بارائها القيمة، وعلى امل اللقاء في استراليا، واتمنى لها دوام الصحة ودوام العطاء.