نجاة فخري مرسي
من أرشيفي
منذ أن وطأت أقدامنا أرض أستراليا المباركة، ومنذ أن بدأنا نرى سباق الجاليات الأثنية تقوم بعرض حضاراتها وتراثها الفني في المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات، وأنا أحلم في أن تدخل جاليتنا العربية في الولايات الاسترالية السبعة هذا السباق.
واليوم وبعد أن احتفلنا بالمهرجان العربي السادس في ملبورن، وبعد أن شاهدت مهرجان دول أمريكا اللاتينية الرابع في مركز ملبورن للفنون، جلست في هذا المهرجان أحلم من جديد، وأتصوّر لو أن مهرجانا فنيا مماثلاً، وعلى نفس المستوى، لمجموعة دول الشرق الأوسط التي يزيد عددها عن العشرين دولة في استراليا والتي يجب أن يكون بإمكان تراثها الفني والحضاري أن يملأ أكثر من ثلاث ساعات، التي ملأتها ست دول من أمريكا اللاتينية.
كنت متفائلة في أحلامي، فأخذت أستعرض في تأملاتي مسرحيّتي "الخيام السود" و "أيام زمان" لفرقة "كراكلا" اللبنانية اللواتي عرضتا على مسارح لندن، وهي تعرض أفراحنا التقليدية من الأردن ومن الصعيد المصري ومن شمال العراق بالملابس القومية المزركشة، وتعرض الرقصات الشعبية وزغاريد الأفراح، وأهازيج نقل جهاز العروس، ورقصة الدبكة الجماعية وجرن الكبّة، وخبز الصاج والمهباج، ودقّ القهوة والكثير من عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا. هذا في المسرحية الأولى، أما في المسرحية الثانية فقد أبرزت رقص الهوانم، وجلسات الشعر والطرب في القصور العربية وزمان ألف ليلة وليلة.
تذكرت أيضاً أعمال "فرقة رضا" و "فرقة الفنون الشعبية المصريتان بعد تطوير خطوات الرقص الشعبي من أقاصي الصعيد وبلاد النوبه وتقديمها بنكهتها الأصلية على المسارح العالمية، انتاجاً دافقاً مستمراّ لا ينضب له معبن...
تذكرت فرقة مهرجانات بعلبك اللبنانية التي قدّمت في تابلوهاتها الراقصة والغنائية، كل فريد من تراث مجتمعنا، على مسرح جوبيتر في قلعة بعلبك، وتذكرت أوف وديع الصافي، والمجوز، والشبابه وغناء فيروز على ألحان الرحابنة، وغناء صباح ونصري شمس الدين.
تذكرت فرقة الفنون الموسيقية العراقية، التي حضرت الى أستراليا فسحرت الجمهور بإيقاع السنطور والطبلة.
تذكرت الملايه اللف، ومنديل الأويا الاسكندراني ورقصة "البمبوطيه" وشبابة محمد عبدو ورقصة الخيل في مصر.
تذكرت كل هذا التراث ... كل هذه الدول الشرق اوسطية ... كل هذه الجاليات الممثلة في استراليا، وكيف انها ما فكّرت يوماً بإنتاج عمل جماعي كبير تحضره سبعون جالية في ليلة واحدة، مثلما فعلت ست جاليات من أمريكا اللاتينية في مركز ملبورن للفنون.
وهنا وجدت أن لا عذر لنا، لأن لدينا الكثير من احتياجات العرض المطلوب في استراليا. لدينا فرق دبكة، مدرسة تعلّم الرقص الشرقي للناس، مجموعة فرق موسيقية ومطربين ومطربات. لدينا جمعيات اجتماعية، وجهات نسائية مجتهدة في اقامة المعارض القومية والكثير من احتياجات العرض من سجّاد ونحاسيات، وأشغال يدوية ولكنها وللأسف مجزّأة، وكل يغني على ليلاه، ولو تكاتفت هذه المؤسسات بامكاناتها الفنية والبشرية بعمل جماعي واحد لخدمة المصلحة العامة، لوجب أن نقدّم مهرجانات عربية لا تُضاهى ... ولتجسّدت أحلامي وأصبحة حقيقة.
ملبورن _ أستراليا –
منذ أن وطأت أقدامنا أرض أستراليا المباركة، ومنذ أن بدأنا نرى سباق الجاليات الأثنية تقوم بعرض حضاراتها وتراثها الفني في المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات، وأنا أحلم في أن تدخل جاليتنا العربية في الولايات الاسترالية السبعة هذا السباق.
واليوم وبعد أن احتفلنا بالمهرجان العربي السادس في ملبورن، وبعد أن شاهدت مهرجان دول أمريكا اللاتينية الرابع في مركز ملبورن للفنون، جلست في هذا المهرجان أحلم من جديد، وأتصوّر لو أن مهرجانا فنيا مماثلاً، وعلى نفس المستوى، لمجموعة دول الشرق الأوسط التي يزيد عددها عن العشرين دولة في استراليا والتي يجب أن يكون بإمكان تراثها الفني والحضاري أن يملأ أكثر من ثلاث ساعات، التي ملأتها ست دول من أمريكا اللاتينية.
كنت متفائلة في أحلامي، فأخذت أستعرض في تأملاتي مسرحيّتي "الخيام السود" و "أيام زمان" لفرقة "كراكلا" اللبنانية اللواتي عرضتا على مسارح لندن، وهي تعرض أفراحنا التقليدية من الأردن ومن الصعيد المصري ومن شمال العراق بالملابس القومية المزركشة، وتعرض الرقصات الشعبية وزغاريد الأفراح، وأهازيج نقل جهاز العروس، ورقصة الدبكة الجماعية وجرن الكبّة، وخبز الصاج والمهباج، ودقّ القهوة والكثير من عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا. هذا في المسرحية الأولى، أما في المسرحية الثانية فقد أبرزت رقص الهوانم، وجلسات الشعر والطرب في القصور العربية وزمان ألف ليلة وليلة.
تذكرت أيضاً أعمال "فرقة رضا" و "فرقة الفنون الشعبية المصريتان بعد تطوير خطوات الرقص الشعبي من أقاصي الصعيد وبلاد النوبه وتقديمها بنكهتها الأصلية على المسارح العالمية، انتاجاً دافقاً مستمراّ لا ينضب له معبن...
تذكرت فرقة مهرجانات بعلبك اللبنانية التي قدّمت في تابلوهاتها الراقصة والغنائية، كل فريد من تراث مجتمعنا، على مسرح جوبيتر في قلعة بعلبك، وتذكرت أوف وديع الصافي، والمجوز، والشبابه وغناء فيروز على ألحان الرحابنة، وغناء صباح ونصري شمس الدين.
تذكرت فرقة الفنون الموسيقية العراقية، التي حضرت الى أستراليا فسحرت الجمهور بإيقاع السنطور والطبلة.
تذكرت الملايه اللف، ومنديل الأويا الاسكندراني ورقصة "البمبوطيه" وشبابة محمد عبدو ورقصة الخيل في مصر.
تذكرت كل هذا التراث ... كل هذه الدول الشرق اوسطية ... كل هذه الجاليات الممثلة في استراليا، وكيف انها ما فكّرت يوماً بإنتاج عمل جماعي كبير تحضره سبعون جالية في ليلة واحدة، مثلما فعلت ست جاليات من أمريكا اللاتينية في مركز ملبورن للفنون.
وهنا وجدت أن لا عذر لنا، لأن لدينا الكثير من احتياجات العرض المطلوب في استراليا. لدينا فرق دبكة، مدرسة تعلّم الرقص الشرقي للناس، مجموعة فرق موسيقية ومطربين ومطربات. لدينا جمعيات اجتماعية، وجهات نسائية مجتهدة في اقامة المعارض القومية والكثير من احتياجات العرض من سجّاد ونحاسيات، وأشغال يدوية ولكنها وللأسف مجزّأة، وكل يغني على ليلاه، ولو تكاتفت هذه المؤسسات بامكاناتها الفنية والبشرية بعمل جماعي واحد لخدمة المصلحة العامة، لوجب أن نقدّم مهرجانات عربية لا تُضاهى ... ولتجسّدت أحلامي وأصبحة حقيقة.
ملبورن _ أستراليا –