البحث عن الشعارات الحديثة

نجاة فخرى مرسى
من أرشيفي
بينما كنت أمر قرب ساقية، وجدت خمسة شيوخ يشربون، ثم يستظلّون شجرة ويظهر عليهم التعب وربما الإرهاق، فما كان مني إلا اقتربت منهم بدافع الفضول، وألقيت التحية، فردوا بأجمل منها، ودعوني إلى الجلوس معهم لأنهم على سفر مستمر يبحث كل منهم عن ضالته، ثم يلتقون قرب الساقية للشرب والراحة.
أثار فضولي هذا الكلام، وسألت نفسى ماذا تكون ضالة كل منهم؟ وما الضرر في أن أسأل، فإذا صارحوني كان بها، وإن رفضوا المصارحة فلا بأس من أن أعتذر عن فضولي وتطفلي، ثم أتركهم وشأنهم لأن عالمنا اليوم مليء بالأحاجي. سألت معتذرة إذا كان باستطاعتي أن أفعل شيئا، وأبحث معكم عن ضالة كل من يريد أن أساعده.
أجابني الأول: أنا من بلاد الشرق أوسطية وضالتي ما سمي بالاستقلال والديموقراطية.
قال الثاني: أنا من أرض بابل وبين النهرين وضالتى حقوق الإنسان.
قال الثالث: أنا من مقاطعة الشيشان وضالتي الانفصال والأستقلال.
قال الرابع: أنامن فلسطين وضالتي التحرر واستعادة أرضي
قال الخامس: أنا من القارة الأفريقية وضالتي لقمة العيش والثأر ممن سلبوا مقدراتي وتركوني أعاني من الفقر والجوع .
فهل بامكانك أن تدلينا على إحدى هذه الضالات ؟
قلت أنها شعارات حديثة في بلادكم ولا أعتقد أنكم ستعثرون على واحدة منها في الوقت الحاضر. انخدعتم بوجودها لأنكم أيها الأخوة الأجلاء قد فاتكم أن تتفقوا أولاً على حقيقة وجودها أو عدمه
ما دمتم لا تتفقون والأهم والأفضل لكم أن تتفقوا فيما بينكم أولا على طُرق تحقيقها في عالمكم واستبدالها بما يناسبكم بدلا من استيرادها.
ملبور ن - أ سترا ليا