أبحث عن عمري

نجاة فخري مرسي



يا حلمي الجميل ...!
يا رفيق أفكاري المتمردة
في لحظة ذكراك
أبحث عن عمري.
إن ومضت ذكراك مع ومض الفضاء
ينبعث الدفء في أوصالي
كعصف الرياح.
تذكرني بأنسام الربيع
في واحاتنا الخضراء
تذكرني بالحدائق الغناء
تذكرني بلحظات الجنون
حيثما كنّا ...
وحيثما لا نكون ...!
من غرائب الأمور
أن تكون للسعادة
دموع ...
وأن تكون للمحبة
أجنحة ...
وأن يكون للقلب
صالونات ومفاتيح ...
وللعيون النجلاء
نظرات صامتة
خرساء
تجعلك تسبح
في محيطات
من الهناء ...!

لمن أوسمة البطولة؟

نجاة فخري مرسي

في موكب مهيب ... وقفت أوزّع بعض أوسمة البطولة من نوع خاص ... (لأنني أرفض أن تبقى أوسمة البطولة وقف على حملة السلاح والقنابل المدمّرة ...)

- منحت وسام بطولة للأمومة المعطاءة التي تعطي الأجيال دون أن تطلب ممن حملتهم في أحشائها وسهرت عليهم الليالي أن يحملوا إسمها على الأقل ...

- منحت وسام بطولة لربّات البيت اللواتي يقمن بعشرات الوظائف بلا مقابل ... ومع ذلك يتحملن الإقلال من قدرهن ومن اعتبارهن عالة على الأزواج ...

- منحت وسام بطولة لكل ذي عاهة مزمنة يعتمد على نفسه ولا يجد من حقه الإعتماد على الآخرين ...

- منحت وسام بطولة للمدرّس الذي ينشر التربية والمعرفة، ويقابل بقلة التربية ...

- منحت وسام بطولة لشابة زوجها أبوها لرجل بعمره فقبلت حكم هذا الأب الظالم ولم تتبرأ منه ...

- منحت وسام بطولة للإنسان الذي يقاوم غرائزه ويحافظ على إنسانيته ...

- منحت وسام بطولة للجنس اللطيف الذي أصبح ضحية الإجرام والإعتداءات المشينة ولم يأخذ موقفاً من الجنس الآخر ...

- وآخر وسام بطولة منحته لكبار القلوب ومحبي الخير وفاعليه.

في يوم المرأة العالمي.. لدي ما أقول

نجاة فخري مرسي

أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرار "يوم المرأة العالمي لعام 1975، وحدّدت تاريخه في 8 آذار/مارس من كل عام. ومنذ ذلك التاريخ ونساء العالم يحتفلن بهذا الاعلان وهذا اليوم بفرح وتفاؤل، بإقامة الحفلات، والقاء الكلمات، وتسليط الأضواء على أمل أن يكون هذا القرار بادرة أمل، وإلفات نظر لنبذ التمييز ضد النساء، بل إعادة الحقوق التي طالبن باسترجاعها بأجيال طويلة من الجميع. ففتحت أبواب التمني، بمزيد من الثقة والتوقع بأن يصبح للمرأة حقوق، سياسية وثقافية واجتماعية ومدنية.
واليوم، ووسط الاحتفالات... وأمام الضجيج الإعلامي... لنا وقفة تأمل ولدينا ما نقول.
- أولاً، لا نستطيع أن ننكر، ما حققته المرأة بإرادة وإصرار بعض الرائدات في بلادنا والعالم... وأن المرأة في غفلة من الزمن المعاكس لنهضتها دخلت الجامعات، حتى في أشد المجتمعات تعصباً وتخلفاً، وانها بدأت بحمل المؤهلات العالية، وشغل الوظائف الهامة بقابلية عالية، وتفوّق ملحوظ.
فهل جاء هذا من تأثير قرار هيئة الأمم – غير الملزم -؟ أم جاء مع تقدّم العصر؟ أم جاء بسبب صحوة نسائية مدعومة بهذا وذاك؟
إن ما نوّد أن نقوله بهذه المناسبة هو أن النتائج لم تأت بحجم القرار، ولا بحجم الضجيج الإعلامي، أو التفاؤل النسائي، لأن الكثير من حقوق المرأة في عالمنا العربي، ما زال يتأرجح بين موافق ومعارض ومتزمّت.
وأن بعض الحقوق القانونية والمدنية ما زالت دون تعديل، أو إعادة نظر، بل وبحاجة الى وقفة جادّة لنشر مفهوم حقوق المرأة، جنباً الى جنب مع حقوق الانسان.
ولو عدنا الى قرارات هيئة الأمم المتحدة (United Nations) وقراراها المكوّن من ثمانية بنود، صدرت منذ أكثر من ثلث قرن، ولم ينفذ منها سوى بعضها، لأنها كانت قرارات نرجسية، غير ملزمة بالمعنى القضائي.
ويكفي أن نشير الى بعض البلاد الشرقية التي وافقت صورياً على بنود هيئة الأمم المتحدة الثمانية، ومع ذلك ما زالت لا تلتزم بها.
كذلك المرأة نفسها، في مثل هذه البلاد، ما زالت خاضعة خانعة، عاجزة حتى عن رفع صوتها لتأكيد حقها على ضوء هذه القرارات.
مع ذلك نجدها ناشطة في إقامة الحفلات في الثامن من آذار، وإلقاء الكلمات وتوزيع زهرات القرنفل.
إنها فعلاً أزمة ضمائر مترامية الأطراف متعددة الآثار والأضرار، ليس على المرأة في عصرنا – بعد ما سبقه من عصور – وإنما على الأجيال القادمة التي ستتوارث أفكار "التمييز ضد أمهاتها" من جيل الى جيل، والى ما لا نهاية.
وإلى أن يُنفذ قرارهيئة الأمم المتحدة ببنوده الثمانية وملحقاته بكاملها، عندئذ، سنحتفل مع المرأة... ونهنئ الأسرة والمجتمع، ودعاة حقوق الانسان والمنظمة العالمية، ونهنئ أنفسنا في يوم المرأة العالمي.

وكل عام والمرأة " ويوم المرأة" بخير