الملكة جيزابيل الفينيقية / ملكة اسرائيل Jezebel

نجاة فخري مرسي

هي ملكة اسرائيل، وزوجة الملك آهاب AHAB والأميرة الفينيقية، وإبنة ملك.
ذكرت في الانجيل في أكثر من آية، وخاصة في كتب الملوك Books of the kings. وطبقاً لكتب الملوك فإن جيزابيل حضرت الى المملكة الشمالية لاسرائيل لتتزوج الملك آهاب إبن الملك أومري OMRI.
ولأن والدها كان فينيقياً فإنها كانت تؤمن بآلهة مختلفة مثل بعل BAAL ملك الاخصاب والنبات، وكما كان يعنقد الكنعانيون، في حين أن بني اسرائيل خالفوا أوامر يهوه وعبدوا آلهة مختلفة، وكانت الملكة جيزابيل لا تعبد يهوه الذي يعبده زوجها آهاب. هذا الى جانب أن زواجها كان زواج مصلحة لحماية الدولة الفينيقية، وكذلك لحماية طُرق التجارة التي كانوا يتبعونها في المنطقة.
ولاختلاف وجهات النظر الدينية، ونشاط المرأة وقوتها أو عدم احتمال العيش مع آراء الغير، بينما الاسرائيليون منغلقون ويخشون من الغريب ولا يتحمّلوه فكان أن حدثت المواجهة بين قساوسة الدينين يهوه وآليجا Yahwa & Eligah فقُتل زوجها آهاب، وقَتلوا جيزابيل، وتركوا جثتها تنهشها الكلاب.
وقد اختلف المؤرخون حول هذه الحوادث، إذ اعتمد الكثير منهم على ما كُتب في الانجيل فترجموها بمعان مختلفة. واطلقوا عليها الأوصاف المسيئة.

الملكة الزباء، أو زنوبيا "سلطانة الشرق"

نجاة فخري مرسي
كان اسمها الأصلي (بنت زباي) متحدرة من سلالة السميدع العربية الشريفة. تزوجت ملك ملوك تدمر "أذينة الحيراني" الذي ساد الشرق الروماني، وبسط سلطانه انطلاقاً من سوريا إلى الجوار، وكانت له حروب مع الفرس.
أنجبت منه 3 أولاد. وعندما توفي زوجها "أذينة" خلفه ابنه وهب اللآت القاصر فقامت زباء بالوصاية عليه، واستطاعت أن تستقل بتدمر من الدولة الرومانية. فأزالت اسم الأمبراطور اورليان عن النقود، ولقّبت إبنها "أوغسطس" وهو من ألقاب القياصرة وتولّت قيادة الجيش، ونشرت سلطانها على مصر.. والشام.. والعراق.. وآسيا الصغرى، الى أنقرة. وأوشكت أن تدخل بايثينيا Bythinia تحت لوائها.
كانت زنوبيا كثيرة الأعتماد على رجالها العرب والأرمن. ولكن ما بذله "أورليان" من المال لتفريق كلمة العرب جعل أهل الشام، وأهل المدائن يتفانوا في نصرته، فتمكّن من حصار تدمر, فلم ترَ زنوبيا مفراً من الفرار الى الفرس، ولكنه استطاع اللحاق بها. والقبض عليها عام 272 ميلادي، واستولى على خزائن تدمر المليئة بالمال والكنوز، على أنه سرعان ماعفا عنها، وأطلق سراح أهلها.

**

الملكة سميراميس

نجاة فخري مرسي
نشأت في مدينة بابل عام (1258 – قبل الميلاد) واسمها سميراميس أو سمّي رام. ذكرها المؤرخون اليونان على أنها ملكة عراقية، واعتبرها المؤرخون الألمان شخصية خرافية إلى أن عثر علماء الآثار الألمان عام 1909 على تمثال سمّي رام في خرائب مدينة "شرقاط" أول عاصمة أشورية، وحُفر على التمثال هذا النص: "إن أجل عودتي قد حان، فقل للكلدانيين أن ربيبتكم وملكتكم قد استحالت إلى أصلها".
وفي مسرحية الكاتب الفرنسي الأسطورية "ڤولتير" عن بابل عرّفها باسم سمّي رام أو سميراميس.
في عهدها حسّنت الأوضاع الأقتصادية والعمرانية، وبفضلها تحوّلت بابل إلى قطعة من الفردوس، فأقامت الحدائق، وبالأخص "الحدائق المعلّقة" التي اعتُبرت احدى عجائب الكون، ومَدّت الأقنية، وبَنَت الجسور وزَرعت الحدائق والبساتين.
وقد تباينت الآراء حول الملكة سميراميس، فمنهم من قال إنها ملكة عربية حكمت في القرن التاسع قبل الميلاد، وأن فتوحاتها اتّسعت وشملت فارس، والهند، وأرمينيا، ومصر وآثيوبيا.
ومن اكتشافات علماء الآثار في نمرود "كلخ اليوم" في ايران، نصباً يثبت وجودها ويلقي الضوء على حياتها. وهذا النصب محفوظ في المتحف البريطاني في لندن بعد أن شكّك بوجودها الكثيرون.

تعبت من المُساءلة

نجاة فخري مرسي
من أرشيفي

عندما تحاصر الانسان الظروف الصعبة والهدّامة بأنواعها، يشعر المرء بالضيق، ويبدأ بالبحث عن الحلول، خاصة اذا كانت تخصّ الوطن والأحوال المعيشية للمواطن.
نعم، نحن نعيش الآن في أستراليا، ونعم أن أستراليا تبعد عن أوطاننا مئات بل آلاف الأميال، ولكن الوطن لبنان يعيش في نبضات قلوبنا، وتؤرقنا أحواله السياسية والاقتصادية، ومواقف ساسته التي تسير به نحو الهلاك، بعد ان كان درّة الشرق، وموطن الديموقراطية، والعيش المشترك، فأصبحت ديموقراطيته فوضى، وعيشه المشترك تراشق بالتهم والكراهية العلنية لبعضهم البعض حتى وان أدّى ذلك الى إيذاء الوطن والمواطن، الآن لكل سياسي منهم ليلاه، وليذهب الوطن والمواطن الى الجحيم. وهذا شغلهم تماماً عن إعادة الإعمار وإيواء مشردي الحرب الأخيرة ... وشغلهم عن الصناعة والزراعة والسياحة والاقتصاد وموجات هجرة الشباب اللبناني الى المغتربات ... لماذا لأن الدعم الطائفي أهم من الدعم الوطني.
في هذه الدّوامة أراني كمواطنة لبنانية تحب لوطنها السلام، وتكره له الانقسام، وتبحث معه عن الحلول خاصة بعد ان عشت في بلد ديموقراطي حقيقي وديموقراطيته مختلفة وطائفيته مختلفة وسياسته تبنى على حزبين يتقاسمان السلطة بالانتخابات النـزيهة. ولا وجه للمقارنة بينها وبين أحزاب لبنان التي لا تُعد ولا تُحصى ولكل حزب أجندته البعيدة عن مصلحة وطنه إلاّ في المناظرات المشكوك بأمرها، والمؤتمرات الصحافية المبرمجة للتحدّي.
والمهاجر اللبناني في هذا البلد المثالي لم يعد أمامه سوى أن يأسف على وطنه مما يجري، بعد أن أصبح عدد مغتربيه خمسة أضعاف من بقى في أرض الوطن، الى ان قرب التشابه بين الشباب اللبناني المنـتشر في جميع أصقاع العالم، واليهودي التائه الذي لا وطن له.
وإذا أردت أن أسأل وأتساءل أجد أنني قد تعبت فعلا من المساءلة، وسأكتفي بهذه التساؤلات المتواضعة الآن:
1- من تراه سيعيد الآمال الى شباب لبنان؟
2- من تراه سيعيد غرس أشجار الأرز، وأشجار الصنوبر في حمّانا وجزّين؟
3- من تراه سيرمم قلعة بعلبك قبل أن تصبح قلعة الاهمال؟
4- من تراه سيستصلح الأراضي البور الواسعة الشاسعة في سهل بعلبك لتنتج القمح والبقول؟
5- من تراه سيعمل على تصنيع مشمش بعلبك وتصديره الى الخارج؟
6- من تراه سيسوّق لوز وبطاطس وبطيخ عكار؟
7- من تراه سيوفّر فرص العمل والوظائف لشباب لبنان ليوقف هجرتهم بحثا عن الحياة الأفضل في أصقاع المعمورة؟
وأخيراً وليس آخراً من سيطالب الحكومات اللبنانية المتتالية أن ترشّ قرى الجنوب بالمبيدات للقضاء على البعوض الذي يسبب لهم مرض الملاريا وصعوبة النوم؟
لقد تعبت من المساءلة، ومن سيسمع ويجيب في ضوضاء الطاحون السياسي في وطني لبنان؟

ملبورن – أستراليا