من ينقذ أستراليا من حرائق الغابات



نجاة فخرى مرسي


نعلم جميعا ونتابع ونتخوف من ألسنة اللهب التى تندلع فى الغابات الأستراليه فى أشهر الصيف من كل عام والتى تسبب خسائر ماديه بالغه وتحول الأشجار الخضراء الياسقه الى اللون الأسود الفاحم ، وكثيرا ما تطال المنازل وتشرد ساكنيها , ناهيك عن قتل الطيور والحيوانات المفيده وما يسببه دخان هذه الحرائق للبيئه وصحة الانسان .
يجب ألا ننسى أن لهذه الحرائق أسبابا كثيره , منها بل وأهمها :
- الشباب الطائش غير المسؤول الذى يشعل الحرائق عن عمد بدافع التسليه لعدم وجود التربيه العائليه والاجتماعيه .
- القاء بعض المدخنين السجائر من شباك السيارات أثناء القياده دون اطفائها , خاصة فى فصل الصيف حين تجف الحشائش وأوراق الشجر وقلة الأمطار .
- كذلك بعض البيوت فى الأحراش التى كثيرا ما تتجمع حولها النفايات بسبب الاهمال وخاصة الزجاجات التى تركز أشعة الشمس مثل العدسه المكبره , فتشعل الحريق فى النفايات التى تمتد
الى الغابه.
- خروج بعض المجموعات والأسر غير المسؤوله للنزهة فى الأحراش حيث تشعل النار لعمل الشواء ( الباربكيو ) , وتنسى بعد الانتهاء وتهمل اطفاء النار قبل مغادرة المكان .
- ولا ننسى عجز بعض الحكومات فى الولايات والبلديات عن اطفاء الحرائق بسبب عدم وجود المعدات الخاصه المكلفه مثل الطوافات ( الهليوكبتر) المتخصصه فى اطفاء الحرائق بنقل مياه البحر وسكبها فوق الحرائق .

ويجب ألا ننسى أن نشكر المتطوعين لمكافحة الحرائق الذين قاموا ويقومون بالجهود الجباره دون مقابل , فى اطفاء الحرائق فى الولايات والبلديات المنكوبه .

لقد علمنا مؤخرا أن حكومة أستراليا الفدراليه قد عقدت اتفاقيه بمليارات الدولارات لشراء أسلحه حربيه من طائرات وبوارج ومعدات من كافة أنواع الأسلحه الدفاعيه للدفاع عن أستراليا , وهذا من حق أستراليا وواجب حكومتها , ولكن كنا نتمنى لو أن الحكومه الفدراليه قد خصصت فى هذه الصفقه شراء أسطول من الطوافات المتخصصه لاهدائها الى المسؤولين عن اطفاء الحرائق , كما ونود لو خصصت الحكومه التى نعلم أن هناك فائض فى ميزانيتها لدفع بعض المكافآت ولو رمزيه لأبطال اطفاء الحرائق أو حتى تأمين صحى لهم ولأسرهم .

من البديهيات أن الوقايه خير من العلاج ولذلك نطلب من الحكومه عمل برامج توعيه خاصه بدءا من المدارس والمجتمع ككل فى كافة وسائل الاعلام للوقايه من شر الحرائق وبذلك تكون المحاوله جاده لانقاذ أستراليا من حرائق الغابات ونناشد القضاء الأسترالى العادل أن يجعل العقاب رادعا للمهملين والمخربين.