المسلسل الذى لا ينتهى


نجاة فخرى مرسى

لا أعلم لماذا راودتنى فكرة العوده الى أرشيفى لأستطلع منه عما اذا كان , ما كتبنا فى السنين الغابره من مواضيع ومقالات من وحى الأحداث ، وخاصة منها السياسيه والاجتماعيه والانسانيه ، بل وطائفيه وما نكتبه اليوم من وحى أحداثنا الحاضره فى نفس المواضيع والملابسات.

اكتشفت فى جوله قصيره أن ماضينا وحاضرنا توأمان اكتشفت , اكتشفت مثلا ما كتبته فى مجلة " العرفان "، وفى صحيفة الحياة اللبنانيتين فى الخمسينيات ، وفى مجلة المصور المصريه ، ومجلة " الرائد العربى " الكويتيه فى الستينيات ، وفى مجلة العالم العربى اللبنانيه فى فرنسا فى السبعينيات وما كتبته فى جريدة النهار اللبنانيه فى المهجر فى السبعينيات, لا يختلف كثيرا عما تستكتبه الأحداث فى عالمنا العربى خاصة والعالمى عامة هذه الأيام ؛ واكتشفت أيضا ان ظروف وطننا لبنان السياسيه والوطنيه والاقتصاديه والطائفيه ما زالت كما كانت عند رحيل جبران خليل جبران الى أمريكا هربا من ظروف وطنه المذكوره ، وعاش يكتب ويردد " لكم لبنانكم ولى لبنانى " ، الى أن مات غريبا حتى عن لغته العربيه ، ونشر انتاجه الفلسفى والفنى والأدبى بلغات العالم قبل أن ينشر بالعربيه ، بدليل أن كتب جبران قد ترجمت الى العربيه .
نعم ، ان ظروفنا ما زالت كما هى ، بل وأنها فى تقهقر مستمر ، نعيش فى الماضى ونتسبب فى تدمير الحاضر، أما مستقبلنا فلربما يحتاج الى عبقرية ساستنا الى بناء حائط واقى بين بيروت الشرقيه وبيروت الغربيه على غرار حائط برلين وحائط اسرائيل والحائط الذى بدأت أمريكا ببنائه للفصل بين حى الكاظميه وباقى الأحياء فى بغداد .
وبما أن قلمى قد أصابته حاله من الرعب مما اكتشفته فى أرشيفى على مدى سنين وعقود بما فيها من تشابه بين حاضرنا وماضينا ، بدأ يتساءل عن مستقبلنا ، فتحول مداده الى دموع ، وأتمنى أن تكون دموع الفرح عند انفراج الأزمه.
ادعوا معى الى الله أن تستيقظ شعوبنا ويستيقظ ضمير الانسان ويعود الى صوابه حتى يهزم "هولاكو" القرن الواحد والعشرين كما هزم هولاكو قديما ؛ وان غدا لناظره قريب .

والى اللقاء مع بعض محتويات الأرشيف مدعومه بأسماء الصحف التى نشرت فيها وتاريخ صدورها

ملبورن- أستراليا