الأرض ليست أرضي

نجاة فخري مرسي
في الغابة المرصّعة بالزهور والرياحين
في سماء موطني الجديد،
أجلس على حافّة الغدير
أسمع خرير مياه الشلالات،
يقاطع أفكاري نقيق الضفادع،
تتضاءل أمامي المسافات
تنبت لي أجنحة من الخيال
لأطير إلى عالم النسيان...!
إلا شعاع النور من الشرق
فلا أنساه...!
* * *
هنالك ترقد والدتي في قريتي الجنوبية
هنالك مرتع طفولتي
هنالك تفتح شبابي...
* * *
ترافقني الذكرى
فتنسيني من شدة بريقها
أنني أعيش على أرض جديدة
وفي أجواء غريبة.
* * *
الأرض ليست أرضي
والهواء ليس هوائي
* * *
الأرض فيها الراحة والأمان
ولكنها ليست أرضي
وأناسها ليسوا بناسي...!
* * *
أرضي تحترق...!
مرقدي فيها سراب
ومثوى والدي يحجبه الضباب...!
* * *
منزلي تشققت جدرانه من دويّ قنابل الدخلاء...
رهوانتي شردت (1)
وكذلك غزالي...!
* * *
أما أشجار الزيتون التي أشرف والدي على غرسها
لا أعرف لها مصيراً...؟!
* * *
داليتي الخضراء، ذات العناقيد الحمراء...
البيادر...
الحمام الطائر...
زهور الأقحوان...!
* * *
شقائق النعمان...
حقول الذرة،
مخبأ طفولتنا،
ربوع الخلة الحمراء
ظلال أشجار الخرّوب،
وثمار التين المرصّعة بندى الصباح...!
أصبحت كلها ذكريات...؟!
* * *

(1) الرهوانه: نوع من الخيول الأصيلة