حفل متألق وبهيج لتكريم الكاتبة والشاعرة والصحافية الأستاذة نجاة فخري مرسي

نجاة فخري مرسي مع أقرب صديقاتها والأستاذ حسام شعبو

خالد الحلي ـ ملبورن
كان جواً حميمياً وصادقاً وأصيلاً إلى حد بعيد، ذلك الجو الذي ساد الحفل التكريمي للكاتبة والشاعرة والصحافية الأستاذة نجاة فخري مرسي، مع صدور ترجمة لديوانها "البعيد القريب" إلى اللغة الإنكليزية تحت عنوان “Near and Afar”. وقد أقيم الحفل بدعوة من اللجنة الثقافية للمرأة العربية في ملبورن، وبرعاية الأستاذ هنري قسطون القنصل العام للبنان في ملبورن والسيدة ليا عقيلته، وبحضور جيد من أبناء الجالية، غصت به الصالة الرئيسية في مطعم سان مارينو بمنطقة روفيل لصاحبيه نبيل ونظمية بورسلان.
أدارت الحفل بتلقائية وشفافية وجمال الشاعرة مريم شاهين رزق الله. وقد استهل الاحتفال بعزف النشيدين الوطنيين الأسترالي واللبناني، ولم تتمكن المحتفى بها الأستاذة المبدعة نجاة من حبس دموعها في عينيها أثناء عزف النشيدين.
وفي بداية تقديمها للحفل قالت الشاعرة مريم أن هذه المناسبة هي مناسبة "متميزة بحق وحقيقة"، وان الأستاذة نجاة جديرة وباستحقاق بكل التكريم والاحترام. و قدمت جزيل الشكر والامتنان إلى كل من الدكتورة عفرا كافانا، والدكتور محمد أنيس مرسي، وطالبة الدكتوراه أوديت راضي على الجهود التي بذلوها في ترجمة الكتاب.
ثم بدأت بالتمهيد لكل فقرة من فقرات الحفل بمقاطع جميلة ومؤثرة من شعرها الشخصي باللغة الفصحى أو باللهجة العامية السورية. وكان أول من قدمتهم الدكتورة شفيقة طراد والأديبة جهاد الأطرش اللتين ألقت كل منهما قصيدة باللغة الإنكليزية من القصائد المترجمة للشاعرة المحتفى بها.
وقدمت بعد ذلك السيدة نظمية رسلان التي تحدثت عن القيم النبيلة التي آمنت بها الأستاذة نجاة وهي تمارس الصحافة وتكتب الشعر، ثم ألقت قصيدة باللهجة العامية اللبنانية أشادت فيها بما انطوت عليه أعمال الأستاذة نجاة من قيم إبداعية ووطنية وإنسانية وأخلاقية خلاقة ونبيلة وعالية
وكان بين المتحدثين أيضا السيد طوني حلو عضو مجلس بلدية ديربين فأشاد بتجربة الأستاذة نجاة ودورها في الحياة الأدبية والثقافية في وطنها الثاني أستراليا، وتحدث بشكل موجز ومعبر عن الهموم الثقافية والوطنية والإنسانية، وأشاد بالجهود التي بذلها ويبذلها الثنائي نجاة وأنيس وشبههما بجناحين لطائر واحد
واستمع الحاضرون بعد ذلك إلى رسالة صوتية بعثت بها شقيقة المحتفى بها الدكتورة عفراء المتخصصة بالأدب الإنكليزي من مقر إقامتها في
قنصل لبنان العام السيد هنري قسطون والسيدة عقيلته
كندا حيث تعمل عميدة لإحدى كليات الآداب هناك، وقد عبرت الرسالة عن الكثير من مشاعر الود والاعتزاز، ونقلت تحياتها الحارة إلى جميع الحاضرين
وقد تلت ذلك كلمة للجنة النسائية الدرزية ألقتها السيدة صفاء كامل الدين، وعبرت فيها عن اعتزاز الجمعية بعطاءات الأستاذة نجاة وأكدت على ضرورة رعاية الأدب في المهجر
وفي كلمتها خلال الحفل عبرت السيدة نجاة حسن من مدرسة الكمال العربية عن شكر وامتنان واعتزاز المدرسة بمواقف الأستاذة نجاة ودعمها، وقدمت لها هدية تذكارية بالمناسبة.
ومن سدني بعث الأديب المعروف الأستاذ كامل المر برسالة رقيقة حيى فيها المحتفلين وأشار إلى ان ظروفه لم تسمح له ليكون مع المحتفلين، مستشهدا بقول الشاعر :"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، واستدرك بقوله: اذا كانت رياح سدني غير مؤاتية، فرياح ملبورن في أوج نشاطها بفضل "اللجنة الثقافية للمرأة العربية في ملبورن التي رأت - وهي محقة فيما رأت - أن تحول حفل توقيع "القريب البعيد" في طبعته المترجمة الى الانكليزية الى مناسبة لتكريم "الاديبة التي تستحق التكريم" الأديبة نجاة فخري مرسي .فاسمحوا لي أولا أن أهنيء السيدة نجاة على صدور كتابها هذا وأن أهنيء وان أشكر "اللجنة الثقافية للمرأة العربية في ملبورن" على بادرتها الكريمة هذه .
وأضاف الأستاذ المر قائلا: لقد تسنى لي ، أيها الأحبة أن ارافق قلم نجاة فخري مرسي لعشرات السنين فوجدته أبدا قلما مسؤولا يدعو الى المحبة والالفة ليس بين أبناء الجالية العربية فحسب، بل على الصعيد الانساني الواسع. لم يرضخ لظلم، ولا استجاب لإغراء، ولا تورع في ان ينصر مظلوما، ولا سكت عن شواذ يهدد كيان الاسرة والمجتمع، ولا هادن الذين حوّلوا هيكل الوطن الى "مغارة لصوص". وباختصار كلّي انه قلم مسؤول تَرَى كِبَرَ المسؤولية التي يحمل من خلال كتابها "الطيور المهاجرة" أو "المهاجرون العرب في اوستراليا"، أو"عباقرة من التاريخ"، او "المرأة في ذاكرة الزمن"، وحتما في "القريب البعيد"، الذي تشهدون الليلة على اصداره المترجم الى الانكليزية، وسواه من مؤلفاتها العديدة .
وبعد أن أشاد بنشاطاتها في الحقل الاجتماعي أيضا، خلص إلى القول: ايها الاحبة، في رحلة نجاة الادبية، ان قيمة الكلمة من قيمة ذات كاتبها. ونجاة قيمة انسانية كبيرة وجب تكريمها. فالشكر كل الشكر للجنة الثقافية للمرأة العربية في ملبورن، وللدكتور انيس مرسي الذي لا شك انه يعمل ايضا من وراء الكواليس، على هذه البادرة الطيبة، الشكر لهما مرتين : مرة لهذه المبادرة الطيبة ومرة ثانية لاتاحتهما الفرصة لي في ان اقوم بو
مقال عن الكتاب نشر في النهار البيروتية
اجبي في شكر السيدة الاديبة نجاة فخري مرسي على عطاءاتها الادبية والفكرية القيمة.
وبعد ذلك قدمت الشاعرة مريم رفيق درب الأستاذة نجاة، وصديق عمرها، وحبيب وجودها الدكتور محمد أنيس مرسي، مقدمة لذلك بشعر لنجاة قالت فيه:
شريك العمر والأحلام يسكنني وإني لعمري بدرب الحب ألقاه
وما نال مني سوى التقدير من قلمي
وما كان منه سوى الأحلام أحياه
وجاءت كلمة الدكتور مرسي مفعمة بالأحاسيس الجميلة التي تنضح بمشاعر الود والوفاء لرفيقة حياته، وقد تحدث فيها برقة وإيجاز عن الرباط المقدس الذي جمع بينهما منذ البداية، وفي ختام كلمته وجه تهنئة إلى رفيقة عمره عبرت عن ود عميق يتجذر في القلب والروح والفكر
وكان ختام المسك كلمة للمحتفى بها الأستاذة نجاة فخري مرسي فألقت كلمة شكرت فيها الأستاذ هنري قسطون القنصل العام للبنان في ملبورن، والسيدة ليا عقيلته، والمحتفين بها فردا فردا، وأكدت على ضرورة دعم وتشجيع المنتديات الأدبية العربية في أستراليا من أجل استمرارية حضارتنا العريقة في المغتربات حتى يتسنى لنا المزيد من العطاء
وعن ديوانها "القريب البعيد" قالت انها استهلت صفحاته بقصيدة تحمل نفس العنوان هي في الواقع أنشودة إلى وطنها لبنان، وأشارت إلى أن الديوان تضمن قصيدة بعنوان "حبيبتي بيروت" إلى جانب العديد من القصائد الإنسانية والوجدانية. وفي ختام كلمتهاالمعبرة ألقت قصيدتها التي حملت عنوان المجموعة
هذا وقد جاءت لحضور الحفل خصيصا من أديلايد السيدة حليمة نويهض رسلان، التي قدمت هدية رمزية إلى المحتفى بها. ومن جانب آخر ألحت السيدة وداد حرب على نقل تحياتها إلى الأستاذة نجاة ليس كأديبة وشاعرة وصحفية وسيدة مجتمع فحسب، بل كأخت وأم وصديقة لا يعرف قلبها إلا الحب والصدق والوفاء