ثلاث قصائد اغترابية


القريب البعيد

أَبداً أَنتَ هُنا
فوقَ متاهاتِ حياتي
فوقَ إصراري على البُعْدِ ...
وفوقَ الذكرياتِ ...

في دمي ...
في عمقِ أَعماقي ...
بأَطيافِ سُباتي

وَطَني ...
يا أَجْمَلَ الأوطانِ والبُلْدانِ ...


أَنتَ ذاتي ...
يا سَماءٌ أَسْكَرَتْ بالعُطرِ ذاتي ...

يا خيالي البـِكْرِ ...
يا واحَةَ الأزهارِ ! والأطيارِ
يا حُلْوُ النَّسَماتِ

يا ربيعَ النَّفْسِ والوجدانِ
يا شمسي
ويا أَحلى صِفاتي

سَوفَ أَشْدو فيكَ ما أَحيا
وأَفديكَ بروحي ... وعيوني ... وحياتي .
***

لسعة الألم

إنَّ أَجْمَلَ ما في الحياةِ يا حبيبي
هو أَنَّها حُلمٌ ويَقْظَة.ٌ
حُلمٌ
عندما نُريدُ أَنْ نَحْلَمَ،
ويَقْظَةٌ
عندما تُوقِظُنا لَسْعَةُ الألَمِ ...!

***

أحلامُ الرَّبيع
"مِنْ أُمٍّ إلى إبنتِها الحسناء"


يا حُوريَّتي الحَسْناء
يا أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ
وأَغْلى مِنَ التِّبْرِ ...
وأَعَزَّ مِنَ الرُّوحِ
يا سَعادتي النَّادِرة
يا مَنْ أَعادَ حُبُّكِ إلى القلبِ نبضاتِه
وإلى الحياةِ رونَقَها ...


وإلى النَّفسِ ثِقَتَها بخالِقِها ...
وإلى الأفكارِ قيمَتَها وحيَويَّتها .
لولا حُبُّكِ لَما تَفَتَّحَتِ البراعِمُ،
ولا اخضَرَّتِ المروجُ،
ولا تجَدْدَّت أزهارُ الأمَلِ ...
وأحلامُ الرَّبيع.
أَنتِ بديلُ الشَّبابِ ورونَقُ الحياةِ .
أَنتِ اليَدُ التي امتَدَّتْ
لتُوزِّعَ النُّورَ وتَنْشُرَ القناعَةَ والرِّضا،
والشَّمْعَةُ التي تَضيءُ الظَّلامَ .


دَعيني أُحَدِّثُكِ يا غاليتي
عن السَّعادَةِ التي تَدَفَّقَتْ،
وعَنْ مناهِلِ الأمَلِ وينابيعِ الغُبْطَةِ ...
دَعيني أُحَدِّثُكِ
كيفَ أَصْبَحَ للحياةِ معنىً
وللأفكارِ مغزىً
وللقلبِ هُويَّةً
وكيفَ أصْبَحْتِ يا بنفسَجَتي
المعنى ... والمغزى ... والهُويَّةْ .

***
نجاة فخري مرسي