الخلل الكبير.. بين الرجل والمرأة


نجاة فخري مرسي
- كثيراً ما يذهب الرجل من الأثرياء والوجهاء وأصحاب النفوذ في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى أمريكا وأوروبا، ويصرف آلاف الدولارات على النساء، وعلى الطاولات الخضراء وعلى كل ما يُسعد غرائزه.
وعندما يعود وتطلب منه زوجته بعض حقوقها في تنشّق أنسام الحرية برفقته على الأقل، يدّعي التقوى، وحماية الإسلام والخوف من الله.
- وكثيراً ما يُوصي الأب في بعض الطوائف، بكامل ثروته لأولاده الذكور ويحرم بناته الأناث، ثمّ يدّعي الخوف على مُستقبلهنّ إذا تأخَّرنَ في الزواج، أو إذا تزوجت إحداهنَّ وترمّلت أو طُلِّقت.
- وكثيراً ما تُجَهَّل الأناث في عالمنا الثالث، ويُعطى العلم للذكور فقط ويتناسى عالمنا بأن كل فتاة ستصبح أمّاً، وأن الأم هي المدرسة الأولى لأولادها، وإن ما تُعلِّمه الأم من مبادئ أساسية لأصول السلوك والأخلاق، وتحمّل المسؤولية، لا تُعلِّمه المدارس ولا المعاهد ولا حتى الجامعات. (وفاقد الشئ لا يعطيه).
- والأكثر غرابة من هذا وذاك ظاهرة تعدد الزوجات، وظاهرة الإنجاب بلا ضوابط في البلاد والمجتمعات الفقيرة.
- أما في المجتمعات الأكثر وعياً، كالبلاد الصناعية، فالأمر فيها يختلف، فهي تُحدّد نسلها، وتوفِّر لأولادها العلم والحياة السعيدة، ولبلادها الرخاء والإزدهار.
وبذلك تمكّن الإنسان الغربي، الذي يَعتبر نفسه "العالم الأول" من صفاء، الفكر، ومن زَرْع سفنه في الفضاء ... ومن انتاج التكنولوجيا، عصب العصر فغزي بها العالم، وأصبحت من ضروريات الحياة في المصارف وفي الجامعات وفي كافة مناحي الحياة المنتجة للأموال الطائلة، والمفيدة للمرافق العامة. فمكّنه هذا أيضاً من القضاء على أكثر مظاهر البؤس الذي تعاني منه مجتمعاتنا التي أُدرجت على قائمة "العالم الثالث".
وإلى جانب ما كوّنته المجتمعات الواعية، من جمعيات حقوق الإنسان والرفق بالحيوان، ومحافظة جماعية على نظافة البيئة، فقد أكّدت وعيها في القوانين الإجتماعية التي تحفظ كرامة المواطن وتؤمِّن له الحدّ الأدنى من الضمان الإجتماعي الذي يساعده ويساعد المُسن، والمريض، والمُعاق، على الإستمرار بكرامة. ولكن، مع كل ما وصلت إليه هذه المجتمعات من تقدم فإنسانها لم يتمكن من إنصاف المرأة وإزالة بعض الرواسب الإجتماعية ضدّ المرأة منها الآتي:
1 - أن راتب المرأة أحياناً ما زال ثلاثة أرباع راتب الرجل.
2 - أنها ما زالت تنظر إلى حمل المرأة وولادتها على أنها أمور تخصّها هي ولا تخصّ المجتمع أو أصحاب العمل، أو الحكومات.
3- وأمور أخرى مثل التحرّش بجسدها في المكاتب والوظائف.