شخصية نسائية مي زيادة 1886 - 1941

نجاة فخري مرسي
ولدت في الناصرة – فلسطين، وعاشت في موطن والدها في لبنان، ثم في القاهرة، حيث أنشأ والدها مجلة "المحروسة".
كتبت تقول: "ولدت في بلد، وأبي من بلد، ووالدتي من بلد، وأشباح نفسي تتنقل من بلد إلى بلد، فلأي هذه البلدان أنتمي؟ وعن أي هذه البلدان أدافع؟"
- من رائدات النهضة الأدبية المعاصرة في الشرق العربي.
- عُرفت بثقافتها الأجنبية، تجيد تسع لغات، وأسلوبها العربي المميّز.
- أسست صالونها الأدبي في القاهرة عام 1914، وبدأت تعقد فيه ندوة الثلاثاء، حيث بلغ عدد أسماء حضور ندوتها الأدبية أكثر من ثلاثين أديباً، ومن بينهم سيدة واحدة هي "الكاتبة ملك حفني ناصيف – باحثة البادية".تسابق هؤلاء الحضور من الذكور في وصف جمال شكلها، أكثر من وصفهم لرجاحة عقلها.
نشأت بينها وبين الأديب اللبناني جبران خليل جبران قصة انسجام أدبي وفكري عبر الرسائل. ورغم بُعد المسافة، وعدم اللقاء والتعارف، إلا أن العلاقة الروحية الأدبية قد أنتجت ثروة عربية من أدب المراسلات، شاركت في بناء النهضة الأدبية الحديثة.
إمتاز أسلوبها بالشفافية والنسيح الرقيق المؤثر، وكانت قضية المرأة من أهم مشاغلها. وكانت مسيرتها الأدبية شهادة بالغة على رجاحة عقلها.
ومن المفارقات الغريبة أن أقاربها قد وجّهوا إليها تهمة الجنون وأدخلوها مستشفى الأمراض العقلية ظلماً لمدة ثلاث سنوات، عرفت فيها ألوان العذاب، وأحزاناً لازمتها طيلة ما تبقى من عمرها، لأطماع مادية.
وأخيراً خرجت من المستشفى بريئة مُعزّزة مكرّمة في مهرجان أدبي كبير. ولكن الصدفة راحت تتفاعل في وجدانها، وتتجدد في ذاكرتها، فتعيش في عزلة مع قلمها في القاهرة، إلى أن بدأت حيوية الجسد تذبل وتتداعى تدريجياً.. إلى أن أستسلمت للموت في التاسع عشر من تشرين الأول/اكتوبر 1941. بعد أن سلبها رجال أسرتها حقها في الحرية والحياة، لمجرد أنها سافرة، وتحب الفروسية، وتتصدر المنابر، وتجعل منزلها منتدى ثقافياً في زمن "المرأة الجارية".
وكانت عالمية الثقافة وتجيد عدة لغات قراءة وكتابة، وهي الفتاة الوحيدة القادمة الى مصر التي استطاعت أن تحرر فكرها وحياتها من أسلوب الحياة السائدة في عصرها.
خصّصت مجلة الهلال جزءاً خاصاً بالذكرى المئوية لولادتها في شباط 1986 ساهم فيه عدد من كتّابها قالت في مقدمتها:"إرتفعت قامة مي" فوق هامات من عاصرنها من الأديبات، فلا يمكن أن تُقارن بها أديبة أو شاعرة أخرى، وكانت طليعة النهضة النسائية في مصر وفي كل الأقطار العربية، يوم لم تكن تجرؤ المرأة على مجرّد الظهور بين أهل الأدب والفكر، إذا عندما أتيح "لعائشة التيمورية" أن تكتب شعراً، كان ذلك من وراء الحجاب. وكذلك "باحثة البادية"، حتى "نبوية مصطفى" بل ان النهضة النسائية التي قادتها "هدى شعراوي" كانت في بدايتها من وراء الحجاب.
وكتبت في الذكرى المئوية الخاصة بولادة الأديبة "مي زيادة" في مجلة الهلال أسماء واسماء من بينها: الدكتورة نوال السعداوي.. وخفاجي.. والطهطاوي.. والبيومي.. ومكي.. وغيرهم من الأسماء النظيفة والجريئة.
من مؤلفات مي زيادة: رمل وزبد – سوانح فتاة – رجوع الموجة – ظلمات وأشعة- كلمات وإشارات – بين الجزر والمد – وباحثة البادية.
المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي