شخصية نسائية: الطبيبة الرائدة أنس باز

نجاة فخري مرسي
1874 - 1949 من مواليد لبنان.
- أمي مريضة، قالت صديقتها- أحضروا لها الطبيب،
أجابت أنس- الطبيب؟ ... وهي إمرأة؟
أجابت الصديقة- إذن أحضروا لها طبيبة..
قالت أنس- وتحسبين يا صديقتي أن عندنا طبيبات؟
نعم لم يكن في عهدها طبيبات للنساء، وغير مسموح للمرأة أن يعالجها الطبيب ولتمت المرأة في بعض المجتمعات العربية دون أن تعالج.
قررت أنس أن تدرس الطب، ولكن أين؟ فالكلية الوحيدة التي تدرّس الطب في الجامعة ببيروت لا تسمح للفتيات، لأن الإختلاط بين الجنسين ممنوع.
لم تيأس، ولكن كيف السبيل لإنقاذ نساء بلادها من هذا المصير؟ ولكن تشابهت ظروفها مع ظروف العالمة الكبيرة مع (ماري كوري) التي ساعدها الحظ بسفر أختها للحاق بزوجها في أمريكا فسافرت معها.
ذاعت شهرتها فور عودتها في لبنان وفي الدول العربية مثل مصر وسوريا والعراق، وحققت الكثير في أكثر من جبهة، فشاركت في الجمعيات والنقابات الصحية، وبعضوية (المجمع العلمي السوري)، و (الهلال الأحمر) و (الأكاديمية الدولية في سان لان) وكانت صاحبة فكرة إنشاء (جمعية الصدق) التي انتشرت فروعها في معاهد الفتيات، لتشجّع الفتاة على الصدق والجرأة على ما يعترضها من صعوبات في حياتها.
والذي لا بدّ من ذكره أن الرجل الذي اختاره القدر زوجاً لها كان من أنصار المرأة، وهو الصحافي والأديب جورج نقولا باز، وكان صديقه محمد جميل بيهم (يعدّ في لبنان كقاسم أمين في مصر) (يوم لم يكن في ذلك الوقت من يُنصف المرأة أو يناصرها).
ويذكر الصحفي جورجي نقولا باز أنه استطاع بمناصرته للمرأة أن يكون من اوائل الروّاد في تلك المرحلة في لبنان، وأن زواجه من الدكتورة أنس قد وطد في عقله النظرية التي اعتاد أن يؤمن بها دائماً، وهي أهلية المرأة وقدرتها، ولذا كان وسيبقى نصيراً لها دائماً.
المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي