عندما أحببتُ

نجاة فخري مرسي

وجدتني ...
في صراع مع قلبي
الذي حسبته
شابَ وزهدَ وتباعدت نبضاته ...
في صراع مع أفكاري
التي حسبتها
عاجزة عن التحليق في عالم الخيال واللاموضوعية ...
في صراع مع واقعيتي
التي عهدتها لا تعترفُ
بشفافية الخيال ...
في صراع مع الحب
الذي اعتقدته نزوة سرّية
لغرائز الجسد الحياتية ...
وعندما أحببت ...
وجدت أن المحبة أجمل من زقزقة العصافير
وأعذبُ من أنسام الربيع ...
وأن القلب قد تحوّل إلى نبضات سحريّة
لا تهدأ ...
وأن الأفكار قد أصبحت ذات أجنحة محلقة
في عالم جديد ...
وأن الواقعية قد تبخّرت تحت ضغط
اللاواقعية ...
وجدت أن المحبة، هبة إلهية ...
تراويح صباح ...
أنشودة عُمر ...
ينابيع مشاعر فيروزية ...
أنفاسه، تبعثُ الحياة في الجسد المحتضر ...
قربُهُ الدفءُ في ليالي الشتاء ...
نفحاته ...
همساته ... الجوابُ الأخيرُ
للعلمانية
والواقعية
والأفلاطونية ...


من ديوان القريب البعيد