شدها إلى قلبه، وشدته إلى قلبها



نجاة فخري مرسي
**
سأَلتْهُ: قُلْ لي بربِّكَ
هل رأيتَ أَجمَلَ منِّي ؟
أَجابها: نعم ... رأيتُ ...
- إذن ما الذي شدَّكَ إليَّ ؟
* سحرُ روحَكِ ...
- وهل سحرُ روحي يَلْغي جمالي ؟
* الجمالُ موجودٌ في كلِّ زمانٍ
ومكان ...
والسحْرُ والجمالُ توأَمانِ
يجب أَلاَّ يفتَرقانِ ...
وأَنتِ عندَكِ مِنَ الإثنينِ
ما يكفيني
ويجعلُني ذلكَ المُتَيَّم
الذي يُقدِّمُ لكِ الحُبَّ بلا حدودْ .
- وهل تَغار ْ ؟
* طبعاً ...
وأَحياناً لا أَلومُ المُحبَّ الأناني
الذي يخفي حبيبَهُ عَنِ العيونْ ...
- وهل تُفكِّرُ أَنْ تخفيني
* أَنا أَكرَهُ الأنانيَّة ...

يكفيني أَنْ أَخفيكِ في قلبي،
وأَترُكَ في يدِكِ مفتاحَهُ،
فإنْ سَعِدتِ بسكناهْ،
فهذا هو الحب ...!
وإنْ مَللتِ،
فما فائدتي من تحويل قلبي
إلى سجنٍ للعصافيرْ ...

- أَنا قرَّرتُ أَن أَسكُنَ قلبَكَ
وأَرمي مفتاحَهُ في البحرِ ...

* وأَنا قرَّرتُ
أَنْ أُقدِّمَ قلبي هديَّةً لساكنتهْ ...
- صِفني ...
* أَنتِ حبيبتي
- حتَّى وصفُكِ لي "بالقطَّارةِ" ؟
* هذه "القطَّارةِ" هي السَّدُّ المنيعْ
الذي يَقفُ في وجهِ طوفانِ عواطفي
ويحافظُ على مخزونها ...
- أَنا مصِرَّةٌ ...
- أُريدُكَ أَنْ تصِفْني بتبسُّطِ ...

* أَبدأُ بشفتكِ السُّفلى ...
- وماذا عن شفتي السُّفلى ؟
تُنـزلُ الفارسَ عن جوادِهْ ...
- هل إذا رآها ؟ أَم إذا لمَسها ؟
* إذا لمَسَها أَقتُلهُ .

وشَدَّها إلى قلبِهْ ... وشدَّتَهُ إلى قلبها ...
وغَلَبْهما النُّعاسْ ...!
وكلٌّ منهما يحلَمْ :
بأَنْ يُبْقى الزَّمنْ سعادتهُما ...؟
***