هل أصبح جسد المرأة سلعة رخيصة للعرض؟

نجاة فخري مرسي
أقول هذا، ليس من باب التعصّب المذهبي أو الديني، ولا من باب التخلف السلفي، أو من باب ضيق الأفق، وعدم مواكبة تطور العصر المجنون، الذي بدأ جنونه يصيب كل مألوف، وإنّما من باب الغيرة على كرامة المرأة، غربية كانت أم آسيوية أم أسترالية.
وتحديداً من باب الإشفاق على نساء الغرب والأستراليات حيث تصوّرت بعض الشرائح الإجتماعية في أستراليا – تأثراً بالتلفزيون الاميركي – أنها حرية ، وحرية مطلقة، فاندفعت في طريق هذه الحرية الخاسرة. تعرض جسدها لمن يدفع أكثر على شاشات التلفزيون، وفي مجلات الإثارة، في حين أنه لا زالت في هذه المجتمعات شرائح ونسب من النساء قد وصلت إلى أعلى المراتب في المجالات العلمية والسياسية والادارية، وأيضاً الاقتصادية وفي الأعمال التجارية وغيرها، مما يؤكد أن بإمكان المرأة، أينما كانت أن تحقق ذاتها، وأن تثبت فعاليتها، أو على الأقل تكون قدوة للتي ترى أن حريّتها في عرض جسدها لقاء بعض الدولارات حرية فتكسب الدولار وتخسر شخصيتها وكرامتها.
قد يكون عذرها في ذلك مطالب المعيشة، في حين أنه لا عذر لها، لأن أبواب العيش مفتوحة ومشرّعة في بلادها (حتى وإن لم تجد عملاً) وأودّ أن أقدّم بعض الأمثلة مثل:
1- برنامج Sale of the Century البرنامج الاعلاني التجاري بالأسلوب الثقافي، الذي تعرضه القناة تسعة من ملبورن إلى باقي الولايات الاسترالية الذي تجده يعرض في كل يوم الفتيات النصف عاريات وهنّ يعرضن الجوائز فنتساءل لماذا يرى مخرج هذا البرنامج – الثقافي في ظاهره – أن عرض أجساد الفتيات ضرورة؟ مع أنها لا تتلاءم مع أجواء البرنامج؟
2- البرنامج الذي تعرضه محطة LBC العالمية الهامة من لبنان التي نحبها، ونتابعها وهو برنامج رياضي للتمارين الرياضية "الأروبيك" باسم "ما إلك إلا هيفا" حيث نجد في هذا البرنامج الرياضي الصحي نفس المفارقة الغريبة، التي تجعلنا نعود ونتساءل من جديد، وبكثير من الإستغراب، لماذا مثلاً يستطيع الشاب الذي يرافقها أن يقوم بالتمارين وهو في الملابس المحتشمة إلى حد ما مثل الشورت والقميص، ولا تستطيع هيفا وتلميذاتها إلاّ أن يكنّ شبه عاريات وهنّ تفتحن سيقانهن للتمارين البريئة والمفيدة بأسلوب مثير لسخرية بعض المشاهدين واشمئزازهم.3
- ولن ننسى المسابقات الرياضية العالمية، حيث نجد أن الشاب يلبس الشورت والقميص القطني، أما الفتاة فهي شبه عارية، باستثناء "ورقة التين" المخفّفة!
يا سبحان الله! هل انقلبت الموازين؟ وأصبح الاحتشام من شيم الرجال؟ وأصبحت قلة الحشمة والمتاجرة الرخيصة بعرض أجساد الفتيات الساذجات الضائعات المخدوعات من شيم التجّار؟ والبرامج التجارية؟