كلمة وداع

نجاة فخري مرسي
تكرّمت جريدة "الانوار" بعد صدورها، بتخصيص صفحة للمرأة، بناء على طلب مني.
كان طلبي هذا لاعتبارات تتعلق بالمرأة العربية المهاجرة، تعبّر فيها عن قدراتها ومواهبها والتعبير عن شؤونها وشجونها، إذا أرادت بعيداً عن السياسة، التي شغلت صحفنا العربية في استراليا، وكرّرت مآسينا واستوردتها لنا بحلوها ومرّها.
سعدت بمبادرة جريدة "الانوار" واستجابتها بأن تكون للمرأة العربية المهاجرة صفحة، وصفحة واحدة، في جريدة فيها 26 صفحة سياسية تعبّر فيها عن مواهبها، وعن شؤونها وشجونها في هذا المغترب البعيد.
ساهمت في هذه الصفحة لفترة ثم غبت بسبب حادث لمدة ثلاثة أشهر أمضيتها في المستشفيات، وعندما عدت، ماذا وجدت، وجدت أن صفحة المرأة لم يكتب فيها قلم امرأة، وان إدارة الجريدة هي التي تكفّلت مضطرة أن تملأها بأخبار النساء، الى أن فقدت غايتها وقضت بالسكتة القلبية.
ذكرتني هذه الحادثة بعبارة قلتها في الثمانينيات، عندما قدمت استقالتي لإدارة جريدة "النهار" المهجرية الغرّاء لصاحبها الصحافي بطرس عنداري، بعد تعاون لمدة أكثر من عشر سنوات، فرفض أكثر من مرة، وأمام إصراري على الراحة قال: "وأخيراً أمرنا لله"، فأجبته موجهة كلامي الى قرّائي الاعزاء: "وداعاً والى اللقاء" وفعلاً لم أغب طويلاً، واستمر اللقاء حتى الآن، وما زلنا نلتقي، وسيستمر اللقاء، مادام في العمر بقية.