الإنسان! وما أدراك ما الإنسان


يحفل التاريخ وتمتلئ صفحاته بعد الحروب منذ فجره, وهذا يعني ببساطة أن الإنسان مخلوق جشع ومتعطّش لدماء أخيه الإنسان.
لعلّها حكمة الله في خلقه، أن تذهب وجوه وتأتي وجوه، وأن تُبنى حضارات وتُدمّر حضارات، وهذا لا يمكن أن يُنسب إلى جنس دون الآخر، ولا عقيدة دون الأخرى، ولا حتى إلى دين دون الآخر أو لون دون لون.. إنه الإنسان!!!
فهذه امبراطورية المغول .. وهذه امبراطورية التتار.. وهذه امراطورية الرومان.. وهذه الأمبراطورية البريطانية، والأمبراطورية العثمانية والاستعمار الفرنسي , امبراطوريات وصفت بالغزو واّذلال الشعوب .. وهذه دول استعماريه وصفت بتدمير الحضارات, وهذه دول استعمارية في العصر الحديث أكلت بعضها البعض, وهذا الانسان الأرمنى
قتله من قتله وشرده من شرده، وهذا الفلسطيني أحتُلّت أرضه ودُمّرت دياره، ويقتل كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وهذا البوسني دفنه الصرب في المدافن الجماعية..
وهذا الأفغاني غزته أمريكا واحتلت أوطانه.. وهذا العراقي تآمرت عليه دول العالم الغربي وجرّبت أحدث قنابلها في سمائه، وحاصرته وسرقت بتروله وحضارته ,وهو البلد المعروف بوفرة الرزق والثقافة إلى أن أفقرته وحوّلت بعضه إلى شعب من الشعوب اللاجئة إلى بلاد أعدائه.
وهذا , وهذا, وهذه دماء رجاله ونسائه وأطفاله وأبريائه تتدفّق في الشوارع باللون الأحمر القاني , وهذا الدين الاسلامى صاحب منابع البترول فى الشرق الأوسط الذى تحول من نعمه الى نقمه وجعله جشع الطامعون ببتروله فى حالة دفاع عن النفس، والأدهى أنه أصبح يعانى من الحروب الكاذبه, باسم الديموقراطيه, وتزهق أرواح أبنائه وتسرق مقدراته ويدمر عمرانه وحضاراته , ثم يسمى بدين الارهاب ..... , ونرى
الأديان تتناحر، ودور العبادة ملعبا لها , وهذه الأرواح تُزهق ... والدماء تُهرق ... ومشاهد الحروب تتكرر، والظلم والظلام يكثر ... وهذه الغابة البشرية تزداد ضراوة.
هذا هو تاريخ الإنسان بماضيه وحاضره، وربما مستقبله، بحروبه الاستعمارية التي تولد الإرهاب والقتل والدمار والسيطرة والاطماع .. وهذه الغابه البشريه تتفوق على
أخطار الثعابين والنمور والذئاب في غابة الحيوان.
قال امبراطور فرنسا نابليون لزوجته جوزفين:
"لا تتكلمي بالسياسة، فأنا لا أحب المرأة عندما تتكلم بالسياسة."
فأجابته:
"عفواً يا سيدي الأمبراطور، ما دمتم أنتم الرجال مُنشغلون بتقطيع رؤوس بعضكم البعض، فنحن الأمهات من حقنا أن نتكلم بالسياسة خوفاً على أولادنا."

نجاة فخرى مرسى
ملبورن - أستراليا