فلسفة القوميات الفردية

نجاة فخرى مرسى
/ ملبورن -أستراليا
اعتمدت أكثر الفلسفات الدينية والإجتماعية عبر التاريخ على تجارب وخبرات طويلة، نابعة من ظروف إنسانية وإجتماعية مريرة.
نجد مثلا أن الفلسفة الهندوسية المسماة "الذاتية" تعتمد على احترام الذات، وتقول أن على الإنسان أن يبدأ بنفسه، ومن ملك نفسه ملك العالم.
كذلك تقول بعض النظريات الإجتماعية، أن المجتمعات مكوّنة من أفراد وجماعات، وهذا يعني أن الفرد الجيّد يكوّن مجتمعاً جيداً.
أما نحن، فيظهر أن فلسفتنا في الحياة قد أصبحت فريدة من نوعها حيث أدّت ظروفنا القاهرة، وتجاربنا المريرة إلى تغيير مفاهيمنا القبلية، واستبدالها بمفاهيم خاصة يمكن أن نسميها فلسفة الفردية بمعنى أنه قد أصبح لكل فرد منا فلسفة خاصة به , يشكلها على كيفه ويفلسفها على كيفه، مما أدّى إلى حالة من الانفراط الاجتماعى والقومي فتحوّلت الأمة الواحدة إلى دويلات، والدويلة الواحدة إلى أحزاب ومليشيات وعلى وشك أن نحوّلها إلى كنتونات ، ومع ذلك يتحدث بعضنا عن القوميه فى حين يسمح لنفسه أن
يبيع السحلب والطحينة، والتمر والصابون الإسرائيلي، لأن القومية في نظره لا تتعارض مع الأنانيات الفردية، وأن القومية شئ والتجارة شئ آخر.
والأهم من هذا وذاك، أن اسم العزيزة إسرائيل لم يعد موجوداً على القائمة السوداء، لأن قوائمنا السوداء مكوّنة أكثر من أسماء بعض بلادنا وأقطارنا وحدودها، وأحياناً تشمل طوائفنا، تطبيقاً لفلسفتنا في مجالات الفردية القومية.