تعليق على التعليق

نجاة فخري مرسي

قرأت تعليق الأخ الدكتور عدنان الظاهر على اللمحه المختصره التى كتبتها عن الملكه زنونيا ملكة تدمر فى مجلة ليلى الاكترونيه العالميه , ورحبت فعلا بهذا التعليق ، لأن عملية الأخذ والرد فى النواحى الأدبيه والتأريخيه تساعد باعتقادى على وضع الأمور فى نصايها .
ولكى أدخل بالموضوع ، أرجو أولا المعذره على هذا الاختصار لسيرة أشهر ملكه عربيه عرفها التاريخ , والسبب هو أن فضائيات العصر ووسائل اعلامه الكثيره , وأحداثه الأليمه المتلاحقه , قد أوصلتنا الى قناعه , أو على الأقل أوصلتنى الى قناعه بأن المقال الطويل فى مجله غير مقروء ، وجعلتنى أعتقد أن الكتاب فى محنه ، ولكن تعليق الدكتور الكريم قد أعاد الى الأمل بأن اكتاب لن يموت .
اسمحوا لى أن أذكر بأننى لم أعتمد على مرجع واحد فقط ، بل كانت مراجعى كثيره ومتنوعه أذكر منها :-

- - مجلة المعرفه العدد 105 السنه الثالثه 29/3/1073
- كتاب ألاديبه أميلى نصر الله بعنوان " رائدات من الشرق والغرب " الجزء الأول
- كتاب السيد سمير شيخانى بعنوان " نساء " الجزء الثانى
- دائرة المعارف " كولييرز " باللغة الانجليزيه . وللأسف لم تكن أسفار الطبرىمعهم.

وفى هذه المراجع وغيرها كثرت الآراء وكثرت أسماء المؤرخين ، وكيف لى أن أذكر فى كلمه مختصره أسم كل مؤرخ وما قاله " بربيلوس بوليو ، أو المؤرخ كابتيلينوس فى وصف جمال الملكه زنوبيا وثقافتها اليونانيا والآراميه والقبطيه , وفى سعة اطلاعها على الشرق والغرب , وعن كتابتها لخلاصة ذلك التاريخ ، تاريخ آسيا واليونان ، وتاريخ مصر ( وطن جدتها الأولى كليوباطره )

كيف لنا أن نلخص قدرتها السياسيه ، وحكمتها فى الشؤون الاقتصاديه وكيف ملأت بيت تدمر بالمال , وجمعت كنوزا تفوق ما فى خزائن كسرى ملك الفرس .

أرجو أن يكون المعلق الكريم قد اطلع على كتابى الأخير " المرأه فى ذاكرة الزمن" وخاصة الجزء الثانى باب " ملكات من الشرق " ، الذى تضمن سيرة الملكه زنوبيا بالتفصيل وخاصة ما كتبه أوراطينوس الروم بعد أن هاجمها وأسرها قائلا : " قد يضحك البعض لأنى أحارب امرأه ، ولكن زنوبيا عندما تحارب تصبح أفرس من الرجال وسأتوقف عند منحها لنفسها لقب سلطانة الشرق , وكيف ازدهرت الحياه فى عهدها وعاش شعبها فى يسر وأمان ، وكيف أصبح العرب يضربون بها الأمثال .
أختم هذه الاجابه بما قالته الأديبه أميلى نصر الله فى خاتمة بحثها عن هذه الملكه الرائعه بالقول " ومهما اختلف الرواة أو اتفقوا , فى فصل الحقيقه عن الأسطوره فى حكاية زنوبيا ، فان آثارها الباقيه فى تدمر ، وفى أرجاء مملكتها الشاسعه , تؤكد يأن امرأه عظيمه ، مرت فى هذا الشرق العربى ، وتركت فوقه بصماتها .

مع تقديرى .


ملبورن - أستراليا