إخلعوا هذه الأقنعة

نجاة فخري مرسي
إخلعوها وأنتم تدّعون حُبّكم للبنان، أكثر من حبّكم لأنفسكم ومصالحكم الخاصة.
أيها الساسة المراهقون، يا من ادّعيتم الديمقراطية والعيش المشترك، ثمّ رأيناكم في مناوشاتكم وعداواتكم على حقيقتكم فظهرت علاقاتكم وأحكامكم كلها على أسس طائفية ومذهبية ومصالح ذاتية.

إتّقوا الله في وطنكم.. إتّقوا الله في شعبكم.. إتّقوا الله في اقتصادكم.. إتّقوا الله في سياحتكم.. وفي عمرانكم وفي سمعتكم في العالم. إتّقوا الله في نسائكم وأطفالكم وعودوا إلى رشدكم، ليعود لبنان الدرّة النادرة.. وليعود لبنان حبّة اللولو التي سقطت من دمع الزمان والجنة على الأرض التي سمّيت لبنان.

عودوا إلى رشدكم لتعودوا في نظرنا أبناء القادة الذين حرّروا لبنان من الإستعمار الفرنسي، وآبائكم واخوانكم الذين استشهدوا في لبنان.

توقفوا بربّكم عن السير وراء أعدائكم وأصدقاء أعدائكم قبل أن يضحّوا بكم ويضحّوا بأمنكم واستقراركم من أجل سلامة عدوتكم إسرائيل.

لبنان يريد أن يعيش.. شعب لبنان يريد أن يعيش.. المهاجر اللبناني يريد أن يرفع رأسه في كل بقعة لجأ إليها.. جبران فيلسوفكم جبران يريدكم أن تتذكروه وأن لا تنسوا معاناته وهو يموت في المغترب خوفاً على وطنه لبنان من خلافات ساسته.

أوقفوا بربكم نزقكم وخلافاتكم وأطماعكم، واخلعوا أقنعتكم السياسية المزيّفة وعودوا إلى مبدأ "لبنان أوّلاً" ليعود لبنان باريس الشرق وتمثّلوا برياض الصلح وبشارة الخوري والإمام الصدر وكمال جنبلاط ورفيق الحريري، والمناضل علامة الذي أمضى زهرة شبابه في الادغال يحارب الإستعمار. وكل من حمل راية إستقلال لبنان.