نجاة فخري مرسي
أطلقت منظمة اليونيسكو في باريس بمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 آذار عام 2000 شعار "المرأة تصنع الخبر". وفي بيروت مدينة المؤتمرات أقيم مؤتمر لليونيسكو تحت نفس الشعار.
وتضامناً مع المرأة الجنوبية. حضرت هذا المؤتمر مئات بل وآلاف الإعلاميات اللبنانيات والرئدات في المجالات السياسية والإعلامية، والعلمية والعملية.
كما شاركت من بعض البلاد العربية أديبات ورائدات في المجالات الأدبية والثقافية، تحدّثن عن دور المرأة اللبنانية المُشرّف في الصمود، والحفاظ على الأسرة من التفكك تحت ظروف القصف الإسرائيلي اليومي على لبنان الجنوبي على مدى عشرات السنين، وعلى المناضلات الجنوبيات في سجون إسرائيل، وعن الفدائيات ومن استشهدن مما أعاد الجنوب الى خريطة الوطن، بعد أن كان منسياً لأجيال وأجيال، ولقّبت أمهات لبنان الجنوبي بأمهات "الشهداء".
تحدثت المشاركات عن كل هذا بإسهاب، وختمت السيدة فاطمة يوسف العربي/الباحثة والروائية الكويتية كلمتها بالقول: "كلنا مناضلات، المرأة العربية مناضلة، والنضال أشكال": "المرأة الجنوبية في لبنان تناضل بالسلاح والدم والشهادة.. الكاتبة تناضل بالقلم وبالكلمة، وكثير من الجامعات تديرها المرأو وبنجاح كبير وهذا نضال"..
وقد توالت التعليقات في الصحف، وفي كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، متحدثة عن الأعداد الكبيرة من الإعلاميات في لبنان وغيره من الدول العربية المتقدّمة.
والواقع أن المرأة المعاصرة في عالمنا العربي مشطورة إلى شطرين. شطر أقعده الجهل الذي يتلقى ما تمليه عليه العادات والتقاليد وأنماط الحياة الزوجية.. وشطر يحاول الإنطلاق والتحليق في فضاء العلم والثقافة والكفاءة، وقد حلّق فعلاً، ولكن بأجنحة النعامة التي لا تمكّنها من الإرتفاع عن الأرض، فتعود بها إلى المنزل والمطبخ.
وهذه عيّنات من الإعلاميات في عالمنا العربي اللاّئي لم يقتنعن بعد بما وصلت إليه المرأة، وترى ضرورة مشاركتها في عجلة التقدم عن طريق القوى العاملة والمشاركة في صنع القرار.
ملبورن – أستراليا