شخصية نسائية: هيلين توماس

نجاة فخري مرسي
الصورة: هيلين توماس مع الرئيس كنيدي

يدلنا التاريخ على أن الإنسان اللبناني، كان وما يزال، يعتقد عن جدارة، أن أجداده الفنيقيون (قدماء اللبنانيين) هم أول من ابتدع الحرف واستعمله وصدّره إلى العالم.. وأن العلم والثقافة هما الظاهرة التي تميّزت بها أجياله أباً عن جد، وأن بيروته "أمّ الشرائع" هي الدليل الآخر على حضارة مميّزة عن باقي العواصم، التي ميّزت نفسها في الحروب والفتوحات.

وتُعتبر نسب التعليم في لبنان، حسب الإحصائيات، من أفضل النسب في محيطه العربي – نسبة لتعداد سكانه، أو لنقل أن نسبة الأمية في لبنان هي من أقلّ النسب في عالمنا العربي، وأن عاصمتنا بيروت تُعتبر الآن من العواصم الثقافية المشهود لها، وأنها المركز الأبرز للأدب العربي والأجنبي، وترويجهما في الطباعة والنشر، والحرية المكفولة، والمطلوبة، للتعبير بالكلمة.

والحديث عن المرأة اللبنانية في المغتربات، حديث شيّق ومؤنس وهو يعطينا فكرة واضحة عن مكانة بعض سيداتنا وفتياتنا في أكثر المغتربات، خاصة في العواصم الأوروبية وفي أمريكا واستراليا. وبعد أن حدثتكم في الأسبوع الماضي عن البروفسورة ماري بشير التي انتخبت عن جدارة حاكماً لولاية نيو ساوث ويلز في استراليا، بعد أن مُنحت وسام استراليا عام 1988 لخدماتها في مجال صحة الأطفال والشباب.
والآن يسعدني أن اقدّم لكم إعلامية لبنانية كبيرة في البيت الأبيض بأميركا وهي:

1- هيلين توماس

من مواليد لبنان 1900، أسرتها من طرابلس
- بدأت بتغطية البيت الأبيض إعلامياً عام 1961 في عهد الرئيس جون كندي، كمندوبة للمؤسسة الإعلامية المعروفة باسم "يونايتد نايشن انترناشيونال".
- إستمرت في تغطية البيت الأبيض وجميع رؤسائه ومؤتمراته إلى أن بلغت الخامسة والسبعين، سن التقاعد في عهد الرئيس "بل كلنتون" عام 2000.
- أصبحت هيلين توماس أول امرأة رئيسة لجمعية صحافيي البيت الأبيض، والصحافية الوحيدة التي كان البيت الأبيض يحتفل بعيد ميلادها كل عام. وعندما كانت الصحافيات تُمنع من دخول نادي الصحافة الوطني، ويجري تخصيص مقصورة فوق القاعة الرئيسية لهن، ليشاهدن المؤتمرات الصحافية، قررت هيلين مع مجموعة من الصحافيات تأسيس ناد خاص بهن، فعدن ودخلن نادي الصحافة الوطني من أوسع أبوابه. وكانت الإعلامية الكبيرة فخورة دائماً بأصلها.
- ومن مواقفها الوطنية عندما واجهت بنيامين نتنياهو مرة بالقول: "متى ستوقف اسرائيل إعتداءاتها على لبنان، وتنهي احتلالها له؟"
- كان مكانها المفضل مطعم "ماما عائشة" الذي تملكه ماما عائشة في شارع كالفرت وعندما توفيت صديقتها صاحبة المطعم، بقي مقعدها محجوزاً فيه.

المرجع: كتاب المرأة في ذاكرة الزمن الجزء الثاني لنجاة فخري مرسي.