محكمة دولية في نيويورك

نجاة فخري مرسي
دُعيت الصديقة الدكتورة نوال السعداوي والأديبة، ورئيسة جمعية تضامن المرأة العربية في القاهرة، مع مَن دُعي عام 1991 لحضور جلسة الاستماع الأولى التي عقدتها لجنة التحقيق برئاسة السيد رمزي كلارك (النائب العام السابق للولايات المتحدة) والمتحدّر من أصل لبناني، ليشهدوا ويشاهدوا الأدلّة المادية، والأفلام والصور والتقارير على ما فعله حرب الخليج الأولى على يد بوش "الأب" في العراق من تدمير منازل ومرافق عامة وحرق بترول , وقتل ما يزيد على مليون عراقي، أغلبهم من النساء والأطفال، وتجميد أموال وحصار وترك الشعب العراقي يموت ببطء دون غذاء أودواء.
أثناء حمى الحقد الأمريكي والبريطاني ومعهما دول أوروبية وغربية أخرى تعاونت للمرة الثانية على شن حرب "الأكاذيب البوشية" الثانية على شعب العراق عام 2003 ... تذكّرت مذكرة السيد رمزي كلارك التي أهدتني منها الدكتورة السعداوي نسخه حفظتها في أرشيف حرب الخليج الخاص.
وجدت المذكرة فعلاً، وتصفّحتها من جديد، وكان أهم ما فيها أن السيد رمزي كلارك قد طالب في هذه الجلسة التاريخية بضرورة محاكمة المسؤولين في الإدارة الأمريكية على الجرائم التي ارتكبت وفي مقدّمتهم:-
- جورج بوش الأب ... دام كويل ... جايمس بايكر ... ديك تشيني ... وليم وبستر ... كولين باول ... نورمان شورازكوف وغيرهم , كما تقرر أن تنعقد الجلسة الدولية الثانية في يناير عام 1992 لإصدار حكمها بعد الاطلاع على جميع الأدلّة التي ستجمعها لجان التحقيق المشكلة من مجموعة خبراء من بلاد العالم.
- قدّم السيد رمزي كلارك في جلسة الاستماع الأولى هذه تسعة عشر دعوى ضد جورج بوش الأب، وأطلق عليها صفة "أبشع جرائم ارتكبت ضدّ الإنسانية" ذلك لأنه دفع العراق دفعاً إلى الحرب عن طريق سد السُّبل أمام الحلول غير العسكرية، ثمّ شنّها حرباً وحشية بالأسلحة المُحرّمة دولياً مثل الرؤوس النووية التي ما زال أطفال العراق يُعانون منها حتى الآن وحتى المواليد الجدد ما زالوا يولدون مرضى بالسرطان.
يا إلهي .. ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه حرب بوش الأبن بحرب أبيه التي بُنيت على الأكاذيب والإدعاءات الكاذبة، والتي جمعت بعض دول العالم ليشاركوا في تدمير الحضارة العراقية ويهرقوا دماء شعب العراق، وإن يكن أبوه قد تقاضى في النهاية – باعترافه – عشرة مليارات دولار أمريكي، إلاّ أن بوش الأبن قد نال من رئيس العراق وعلّق له المشنقة المحرّمة حالياً في العالم، ولقّب دول المنطقة بالدول المارقة، وأطلق على كل مُدافع عن حقّه فيها "بالإرهابي"، ونفّذ الفتك والدمار والإبادة والحقد مع نفس عصابة والده التي سبق ذكرها في مذكرة السيد رمزي كلارك، ونص المذكرة الكامل قد نشرته جريدة "الشعب" المُعارضة في مصر في حينه, وأنا بدوري حاولت أن أنشرها بعد أن نسّقتها واختصرتها في 12 صفحة في صحيفة لبنانية في استراليا على حلقات، ومع ذلك اعتذر مسؤول الجريدة في ملبورن بحجة أنها طويلة.
وأنا الآن مستعدة لتقديم نسخة من المذكرة لأية جهة إعلامية رسمية كانت أو إجتماعية تتفضل بطلبها دون مقابل.

ملبورن -أستراليا