نجاة فخري مرسي
بعيداً عن السياسة
يؤرّق الشعب الأسترالي والعائلات الأسترالية هذه الأيام وحش إسمه غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار لأسباب غير مفهومة، وليس لها مبرّر.
لماذا غير مفهومة؟ لأن أستراليا قارّة كبيرة ومواردها الطبيعية كثيرة، وعدد سكانها قليل يكاد يتساوى مع مدينة واحدة من مدن بعض البلاد مثل القاهرة في مصر، ونيويورك في الولايات المتحدة.
والمفهوم من عامة الشعب هو أن يكون تعداد السكان أعلى من إمكانيات وانتاج وموارد القارّة الطبيعية، وأن تكون لضرائب محتملة، أو أن تكون ماكينات اليانصيب ونوادي القمار لم تصل بعد إلى دخل ولاية "مونت كارلو"، أو أن يكون المعروض أقل من المطلوب.. أو أن يرتفع سعر اللحمة في أستراليا "أمّ اللحوم" بسبب تقاعس الحكومة عن دعم الفلاّح لكي يتمكن من المنافسة مثل الصديقة أمريكا التي دعمت الفلاّح وشجّعت الإنتاج إلى أن سيطرت على السوق.
أو أن تكون البضائع المستوردة أغلى من البضائع الأسترالية، أو أن تكون أسعار البصل والثوم الصيني أغلى من البصل والثوم الأسترالي.
لكن، وللأسف فقد رست هذه المعادلات على عكس ذلك وأصبح سعر كيلو اللحمة في سوق الإستهلاك المحلّي أعلى وأغلى من سعرها في البلاد التي تستوردها من عندنا.
إذن فإن غلاء سعر اللحوم على المستهلك في استراليا لا مبرّر له وغلاء الفاكهة والخضار في استراليا لا مبرّر له ما دام المعروض أكثر من المطلوب..
ولولا الملابس الجاهزة المصنوعة في الصين لاستحال على محدود الدخل في أستراليا أن يشتري ملابسه بأسعار تناسبه..
ولولا ثوم وبصل الصين لأصبح من الصعب على الفرد العادي أن يشتري كيلو الثوم الأسترالي بعشرة دولارات أو أكثر.
وبعيداً عن السياسة، نقول لرئيس وزراء أستراليا الحالي الذي يحاول أن يشعر مع شعبه بتقديم "المنح للأطفال"، ولأول منزل" وأن يغيّر سياسته بعد أن خربت مالطة، وهلك المواطن من دفع الضرائب، والبطالة وأصبح نصف هذا الشعب يعيش على معونات اللاجئ والبطالة والشيخوخة، وملايين الدولة تذهب إلى دعم مشاريع الصديقة أمريكا في روبها، وإلى المنح والوعود التي تسبق الإنتخابات.
ملبورن – أستراليا