لعبة الديموقراطية




نجاة فخرى مرسى
تدّعي أمريكا بأنها دولة ديموقراطية , ولكى نتعرف على ديموفراطية أمريكا لا بدّ لنا من العودة بالذاكرة إلى نصف قرن مضى من الزمن لا أكثر، ونتابع معاً تاريخ ديموقراطية أمريكا حسب المراجع والتواريخ, لأن المراجع التى سأعتمد عليها تقول الآتى الآتي:-
- عام 1945 ، ألقت أمريكا قنابلها الذّرية على مدينتي "هيروشيما" و"ناغاساكي" في اليابان، فقتلت مئات الألاف من الأبرياء، بخلاف من تشوّهوا وما زالوا يعانون ويموتون الموت البطئ حتى الآن.
- عام 1952 ، دعمت شاه ايران الذي انتهى حكمه عام 1975 بعد أن قتل (70 ألف) إيراني أثناء حكمه.
- عام 1954 ، هاجمت أمريكا الهند الصينية وحاربتها حتى عام 1975، فذهب ضحية هذا الهجوم أكثر من أربعة ملايين إنسان نتيجة لاستخدامها قنابل النابالم في عملية أطلقت عليها اسم "فينيكس".
- وقد دُوِّنت هذه الجرائم في أوراق "البنتاغون" التي أخرجها "دانيال الزبرغ" وأفاد بأن الرؤساء الأمريكان قد كذّبوا على الشعب بخصوص هذه الحروب ابتداءً من الرئيس "ترومان" حتى الرئيس "نيكسون".
- عام 1954 ، دعمت أمريكا الإنقلاب العسكري في "غواتمالا" ضدّ الديموقراطية، وأقامت نظام ديكتاتوري ذهب ضحيته (120 ألف) فلاّح.
- عام 1965 ، ساعدت أمريكا إنقلاب في أندونيسيا ذهب ضحيته حوالي (800) ألف نسمة، كما ونتج عنه قتل (250) ألف نسمة في تيمور الشرقية تحت اشراف الرئيس "جيرالد فورد" و "هنري كيسنجر".
- وفي نفس العام ساعدت أمريكا في عمل انقلاب ضدّ الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في "شيلي" ذهب ضحيته (30) ألف شيلي من بينهم بعض الأمريكان.
- وفي نفس العام أيضاً ساعدت أمريكا بانقلاب في جمهورية "الدومنيكان"
- عام 1980 ، كان هجوم أمريكا على "ليبيا" الذي قُتلت فيه طفلة العقيد القذّافي.
- عام 1983 ، اجتاحت أمريكا ولاية "باناما" حيث قُتل فيها ثمانية آلاف. وأيضاً ساعدت في قتل حوالي مليون أفريقي وخاصة في "أنغولا".
- عام 1961 ،ذهبت أمريكا في عهد (الرئيس بوش الأب) إلى الخليج، كما تذهب الجيوش المرتزقة لتعلن حرباً في قضية عربية عربية، وتقتل وتُدمّر وتلقي أطناناً من القنابل المحرّمة فوق رؤوس أبناء الشعب العراقي في بغداد وتقبض الثمن من دول البترول المجاورة، وتعود بجنودها يعانون من حرب استعملت فيها "أم الديموقراطية" أمريكا الصواريخ ذات الرؤوس المُشعّة ، والتي ظهرت آثارها وتشوّهاتها على الأطفال والمواليد في العراق وما زالت.
وليت أمريكا ومن حالفها من دول الغرب، قد اكتفت بذلك, بل أنها استعملت مجلس الأمن في ضرب حصار لا إنساني على الشعب العراقي بكامله منذ عام 1991 حتى يومنا هذا دون النظر إلى تداعيات هذا الحصار اللاإنساني.
وها هي أمريكا بالأمس تعلن حرب الأكاذيب على العراق مرّة ثانية بذريعة غير حقيقيه, أطلقت عليها اسم "أسلحة الدمار الشامل في العراق" وتضربها في عام 2003 لتحرقها من جديد وتفتح أبواب متاحفها الحضارية العريقة، وتثير النعرات الدينية لتورطها في حرب أهلية.
ها هي اليوم، وما أقرب اليوم من البارحة، تكافئ أمريكا أسرائيل بطائرات "أف أم" المدمرة، وبالقنابل الذكية لتحرق لبنان بلداً بلداً وشارعاً شارعاً وتقيم المجازر وتقطع أوصال الوطن وتشرّد مئات الآلاف من سكان الجنوب، ولا يرمش لها جفن حياء، وتقف ضد مشروع إيقاف إطلاق النار في هيئة الأمم، وتستعمل الفيتو ضد إدانة اسرائيل ولبنان يحترق وأطفاله تحت أنقاذ المجازر, وها هي تفرض التجويع على حكومة فلسطين المنتخبة ديموقراطياً تحت اشراف المراقبين الدوليين.
بئس الديموقراطية، ويا بئس آل بوش والإجرام الاستعماري الذي يحرق الحضارات، ويشجع على المدافن الجماعية من أجل البترول، ومن أجل اسرائيل "السرطان" الذي زرعته بريطانيا في جسد الأمة العربية، ثمّ تعهدته أمريكا وسلّحته، وساعدته على امتلاك جبخانته من مئات القنابل الذّرية، ثمّ انصرفت تحرّم امتلاكها على شعوب الشرق الأوسط (من باب الديموقراطية) والخوف على ربيبتها اسرائيل.

ملبورن أستراليا