عيد سعيد لأمهات العالم


نجاة فخرى مرسى


اليك أيتها الأم الحنون , يا من علمتنا كيف نفهم الحياة , ورعيتنا ونحن نحبو , وأخذت بأيدينا بعد أن مشينا , وسهرت معنا ونحن نتعلم , وباركتنا عندما تزوجنا وانجبنا , ولم تنسى أولادنا ، اليك نقدم تهانينا .

سأقدم بهذه المناسبه لمحه عن تاريخ انطلاقة فكرة الاحتفال بيوم الأم :
- عام 1872 انطلقت الفكره وكانت صاحبة الفكره سيده أمريكيه تدعى " جوليا وورد "
- عام 1887 قامت سيده أخرى تدعى " مارى تاولز " بمحاوله جديده لتحقيق الفكره ثم تلتها عام 1904 السيده " هارينغ" بحمله واسعه ومنظمه لنفس الغرض , وبعد مرور ثلاث سنوات عن ذلك التاريخ , بدأت السيده" آن جارفيز " بالدعوه الى جعل يوم الأم مناسبه وطنيه على مستوى البلاد ككل , وأن يكون موعده فى ثانى يوم أحد من شهر مايو ( آيار ) كل عام , وتقلد فيه كل أم زهرة قرنفل , وتجاوبا مع السيده جارفيز بدأت كنائس " غراتون " – " فيلادلفيا " مسقط رأسها , فكان أول احتفال بعيد الأم عام 1908 , ثم قامت بعدها كنيسة " أندروز ميثودست " فى المدينة نفسها بتكريم السيده جارفيس , واعتبارها المؤسسه ليوم الأم , هذا مع تأكيد اليوم الذى اختارته لهذه المناسبه .

أعتمدت الفكره رسميا عام 1914 عندما وقع الرئيس الأمريكى " وودرو ويلسون " على قرار لمجلس الشيوخ والنواب فى أمريكا يوجه فيه أنظار رؤساء الدوائر الرسميه الى وضع اعتبار خاص ليوم الأم , وفى العام الذى تلاه وقع الرئيس ويلسون قراره التاريخى الذى يقول : " أنا الرئيس وودرو ويلسون وودارد " رئيس الولايات المتحده الأمريكيه , أوصى المسؤولين فى الحكومه برفع علم الجمهوريه على المصالح الحكوميه , كما وادعو الجماهير الأمريكيه لرفع هذا العلم على بيوتهم وفى كل مكان , وذلك فى ثانى يوم أحد من شهر مايو ( أيار ) من كل عام , كتعبير جماهيرى عن حبنا وتقديسنا للأمهات فى بلادنا .

وها نحن على أبواب قرن جديد , وعيد الأم فى أكثر بلاد العالم مازال مجرد احتفالات تقليديه , وزهرات قرنفل تقلد للأمهات , ونحن نتساءل :

لماذا أصبح عيد الأم مناسبه تجاريه, قبل أن يصبح أجازه رسميه ؟
ولماذا نرى فى الروزنامات وفى المفكرات تواريخ ومواعيد لأجازات رسميه مثل سباق الخيل المعروف " بكأس ملبورن " , والمعرض التجارى الزراعى " ملبورن شو " وغيره وغيره ولا نحد أى ذكر فى أستراليا لأجازه رسميه بمناسبة يوم الأم , هذا على الرغم من تأثير الأم على مشاعرنا واستعمالاتنا اللغويه الشائعه مثل " اللغة الأم " ," الوطن الأم" , والدنيا أم , والجنه تحت أقدام الأمهات .. والأم التى تهز سرير طفلها بيمينها , تهز العالم بيسارها , الى آخر هذه الاستعمالات التى تدل على تأثير الأمومه على مشاعرنا وعقولنا , وتضع الأم - كل أم فى مكانها على عرش قلوبنا , لأنها هى التى انجبت كل ما فى هذا الكون من ملوك ورؤساء وحكام وسلاطين , وهى هى التى ما زالت تطالب , ونطالب معها ولها ، بيوم واحد كأجازه رسميه فى عيد الأم ، وببدل أمومه تستحقه ويليق بمقامها ، وهذا حق وليس منه .

أخيرا دعونا بهذه المناسبه المميزه , نقدم التهانى للأم العربيه فى المهجر , التى نجحت فى حمل رسالتها , واستطاعت أن تحافظ على قيمها الروحيه , وتقاليدها الشرقيه فى تربية أولادها .
والسؤال المحير هو : لماذا تحول ثانى يوم أحد من شهر أيار من كل عام , بقدرة قادر الى 31 آذار فى البلاد العربيه , والى عشره أيار فى بلاد جنوب امريكا , والى 18 آذار فى بريطانيا ونيجيريا واختلفت التواريخ فى كل بلاد العالم , وأنا أطالب نساء العالم بالاتفاق على يوم واحد ليحتفل العالم كله فى يوم واحد بعيد الأم .

وكل عام وكل الأمهات بصحه وعافيه ليكملن رسالتهن الخالده .

ملبورن- أستراليا