المرأة المهاجرة


نجاة فخرى مرسى

ملبورن -أستراليا

نتحدث أولا عن الجذور، ثم ننتقل إلى الفروع.
كانت المرأة المهاجرة، أية إمرأة مهاجرة قبل هجرتها تحب وطنها وتعتزّ بجذورها، وعادات مجتمعها وتقاليده وتتمسك بها, وعندما اقتلعتها الحاجة أو الظروف من جذورها لتُغرس في تربة جديدة وتعيش في مجتمع جديد، بدأت معاناتها: أصبح عليها أن تتأقلم على كل جديد من لغة، وعادات، وأساليب عيش، وسلوك إجتماعي،قد لا يتناسب مع سلوكها الإجتماعي الذي نشأت عليه قبل أن تهاجر ,و أصبح عليها أن تلد أطفالها في الوطن الجديد، وأن هؤلاء المواليد لا يعرفون لغتهم الأم، وعلى الأم التي لا تعرف لغتهم الجديدة أن تدرسها، ولكن للأسف فإن بعض الأزواج لا يقدرون أهمية دراسة الأم لغة أطفالها لتفهمهم ويفهموها ولتتمكن من إرشادهم وتربيتهم ، فيعمل هؤلاء الأزواج على منعها من الدراسة في مدارس الحكومة الليلية، وتقع الكارثة عندما ينقطع الإتصال بين الأم وأولادها، فتعجز عن تربيتهم والتحدث معهم بلغتهم الجديده أو بلغة وطنهم وأجدادهم التى فقدوها أو لا يتقنوها ، وهى لغة عاداتهم وتقاليدهم، وحتى دينهم.
في هذه الحالة مَن المسؤول؟ ..

هل هي الهجرة؟..

أم هو الزوج؟..

أم هي اللغة التي حرمتها من التواصل مع أطفالها؟ ..

والقيام بواجب توجيههم إلى ما فيه خيرهم.
ناهيك عن المواقف المحرجة للمرأة المهاجرة في مثل هذه الظروف, عندما تذهب إلى السوق وتشتري حاجة أسرتها بالإشارة أو عندما يعود أطفالها من المدرسة وهي عاجزة عن التواصل معهم.